'العنف الأسري على الأبناء' ظاهرة تخلق مأساة كبيرة داخل الأسرة، ينتُج عنها فكرة الهروب من رعب العقاب داخل المنزل، والبحث عن مكان أكثر أمانا، ففي الفترة الأخيرة ظهرت مجددًا وقائع هروب الفتيات من منازلهن نتيجة لتعرضهن للعنف والضرب من الأهالي، حيث تترك الفتاة منزل والديها متجهة إلى الشارع لتواجه كل المصاعب والأزمات.
فتاة منشأة القناطر
في 25 من شهر نوفمبر الماضي، خيم الحزن على أهالي قرية أبوغالب التابعة لمركز شرطة منشأة القناطر، بعدما اختفت الطالبة 'شهد محمود شعبان' 16 عامًا، حيث ذهبت إلى أحد الدروس الخصوصية ولم تعد، وبدأ أهالي القرية في البحث عنها وإبلاغ مركز الشرطة وحرر محضر حمل رقم 4734 إداري مركز منشأة القناطر، بعدها بدأ رجال المباحث بالتحرك لكشف تفاصيل اختفاء الطالبة خاصة أنها غير معتادة على الخروج من القرية، وتم التحفظ على كاميرات المراقبة لكشف خط سير الطالبة ومناقشة زميلاتها.
نجح رجال المباحث في عودة الفتاة بعد مرور 12 يومًا من اختفائها، حيث كشفت التحريات أن خلافات أسرية ومشادة مع والدتها دفعتها للهروب من المنزل والنزوح إلى محافظة القاهرة، واستقلت القطار المتجه من محطة رمسيس إلى محطة أسيوط، وتعرفت على فتاة وذهبت معها إلى منزلها وأقامت عندها.
وأضافت التحريات، أن الفتاة كانت ترغب في العودة ولكن كانت تخشي عقاب والدها ولكن مكالمة والدها معها ووعده بعدم التعرض لها جعلتها تعود إليهم.
فتاة الإسكندرية
'بابا ضربنى بخشبة وده خلانى أسيب البيت'.. كلمات جاءت على لسان الطفلة 'فرح' صاحبة الـ 13 عاما، والمعروفة اعلاميا بـ'فتاة الإسكندرية المتغيبة'، حيث نجح رجال المباحث في عودتها بعد هروبها من منزلها بيومين، وكشفت التحقيقات أن الطفلة تعرضت للضرب على يد والدها بسبب عدم نزولها التدريب الخاص بها، مما دفعها للهروب إلى محافظة القاهرة بعدما اتفقت مع شاب تعرفت عليه من على تطبيق 'تيك توك' لمقابلته، إلا أنه تهرب منها وأخبرها أنه تعرض لحادث، واصطحبها شخص آخر إلى منزله للسكن مع زوجته وابنته وبعد يومين شك في أمرها فأخبر رجال الشرطة الذين أحضروها إلى أسرتها بعد أخد التعهد عليهم بحسن رعايتها.
الدكتورة إنجي فتاة قويسنا
#الدكتورة انجي_جمال فين، تصدرت تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اختفت الفتاة 'إنجي.ج' طالبة بكلية الصيدلة جامعة المنوفية، مشاعر الرعب والقلق عاشتها الأسرة طيلة أيام للبحث عن ابنتهم المتغيبة، وسط مخاوف اختطافها، لكن تحريات الأجهزة الأمنية نجحت في الوصول إليها، حيث كشفت أن الفتاة قررت الهروب من منزلها إلى منزل حبيبها 'محمد' المقيم بالقناطر الخيرية والذي وعدها بالزواج، بعدما اتفقت معه على الزواج هرباً من المشاكل الأسرية، بسبب تعدي شقيقها عليها بالضرب.
قال جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن عدم التواصل مع الأبناء واستخدام الضرب والعنف ضدهن سواء لفظيًا أو ماديًا يجعلهن يلجأن للهروب بحثًا عن ما يسمى بالأحضان البديلة التي تشعرهن بالأمان.
وأضاف 'فرويز' في تصريحه لـ'أهل مصر'، أن من أسباب هروب الفتيات أيضا عندما يتعرضن لسوء التعامل داخل منزلهن وإهدار كرامتهن أو التحرش بهن، أو إجبارهن على الزواج بما لا يرغبن، قد يدفعهن بالهرب بحثًا عن مكانًا آخر أكثر أمانًا.