جنحة انتهاك حرمة موتى.. مصير شقيقتين احتفظتا بجثة والدهما بعد وفاته في بولاق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
كتب : حسن سمير

في مشهد يُعد هو الأغرب من نوعه دار كواليسه بمنطقة بولاق الدكرور في الجيزة، حيث احتفظتا شقيقتان بجثة والدهما بعد وفاته لعدة أيام، رغم تعفنها، لتعلقهما به، ورفضهما حقيقة وفاته، وقاما بلف الجثة بشاش طبي، كما أنهما وضعا على جثته "جبنة، ولبن، وبيكنج باودر"، في محاولة لتخفيف تعفنها، لاعتقادهما أن تلك المواد تساعد في ترطيب البشرة، وتمنع تعفنها.

رجال المباحث استمعوا لأقوال شقيق المتوفي، والذي شرح كيف اكتشف وفاته، بعد محاولة الشقيقتين منعه عدة مرات من الدخول، وإصراره على زيارة شقيقه، ليكتشف الوفاة، واحتفاظهما بالجثة، وذلك بعد أن توصلت التحقيقات إلى أن الشقيقتين حلقا لحية والدهما بعد وفاته، بالإضافة إلى تحميمه بالماء، ولفا جثته بالكامل، بشاش طبي، وتركاها في صالة الشقة، لاعتقادهما أنه نائما، رافضين حقيقة وفاته، واستخدموا بعض الكريمات والمواد المرطبة في دهن جسده، بعد صدور رائحة من تعفن الجثة لمرور عدة أيام على وفاته، وأنهما كانا يشعلان أعواد البخور، لمنع انبعاث الرائحة الكريهة ووصولها للجيران - من جانبها - قررت النيابة المختصة عرض الشقيقتين على لجنة مشكلة من مستشفى الأمراض العصبية والنفسية، للتأكد من قواهما العقلية، وإعداد تقرير حول حالتهما لاستكمال التحقيقات.

وفي وقت سابق تسلم شقيقه، الجثمان عقب التصريح بالدفن تنفيذا لقرار النيابة العامة، وبعد أن أكدت تحريات رجال المباحث عدم وجود شبهة جنائية في الوفاة.

يقول أحمد مهران المحامي، تعقيبًا على هذه الواقعة الغريبة، إنها تعد جريمة لانتهاك حرمة الموتى، لأن الميت له حرمة وإكرام الميت دفنه، مشيرا إلى أنه كان من الأولى بهن الإبلاغ عن الوفاة، دون انتهاك حرمته والعبث بالجثة حتى لا يتم تشكل جريمة منصوص عليها بقانون العقوبات فهي جنحة لانتهاك حرمة موتى، وهذه الجريمة تنفي الركن المعنوي، وعدم وجود نية ارتكاب الجريمة وتحقيق النتيجة الإجرامية، ولكن ماحدث يعد جهل بالقانون، وغير مقصود منه ارتكاب جريمة انتهاك حرمة الموتى.

وأضاف مهران لـ"أهل مصر"، أن انتفاء الركن المعنوي من الممكن أن يترتب عليه، حفظ التحقيقات، والتصريح بدفن الجثة، وتصدر قرارً بأن لا إقامة الدعوى الجنائية، وعدم وجود ضرر للغير، ونفترض أيضًا أن لو تم إحالتهم للمحاكمة الجنائية، ستقضي أيضًا يعقوبة مخففة مع وقف التنفيذ لأن صغر سن الفتيات، والروابط الاجتماعية، وحبهم الشديد له، كان هو الدافع للحفاظ على وجود والدهما في حياتهما.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً