يوما تلو الآخر يقتص القضاء المصري من الخونة والارهابيين الذين يخططون ليل نهار للنيل من هيبة الدولة وإظهارها في مظهر الضعيف، ويخططون لاغتيال رجال الشرطة والقوات المسلحة، انتقاما لما يصفوه بمجزرة رابعة العدوية، ودائما ما يشير الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ثقته في القضاء المصري للقصاص من قتلة أبناء هذا الوطن الذي يضحي بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على مقدراته وأمنه وسلامة أراضيه.
تستعرض «أهل مصر» عبر حلقات تنشر على موقعها الإلكتروني، عددا من قضايا الإرهاب الصادر فيها أحكاما بالإدانة بحق رؤوس الشر.
خلال حلقة اليوم، نناقش قضية «ولاية سيناء الإرهابية» والتي تضم 292 متهما، أحيلوا إلى القضاء العسكري على خلفية اتهامات بالتخطيط لاغتيال رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، وولى عهد السعودية السابق، محمد بن نايف، والتحريض على تنفيذ عمليات عدائية ضد مؤسسات البلاد، والنيل من رجال الشرطة والقوات المسلحة والقضاء والإعلام.
31 شهرا من التحقيقات، أجرتها النيابة العسكرية والقضاء العسكري، مع أكبر خلايا إرهابية تضم 292 متهما، انتهت بإصدار حكما بالسجن المؤبد لـ 32 متهمًا، والمشدد 15 سنة لـ 29 آخرين، كما عاقبت 81 متهما آخرين بالسجن المشدد 5 سنوات، والمشدد 3 سنوات لـ 117 آخرين، والمشدد 10 سنوات لـ 36 آخرين، والسجن المشدد 7 سنوات لمتهم، وبراءة اثنين آخرين، وانقضاء الدعوى الجنائية لمتهم بوفاته، وعدم اختصاص لمتهم قاصر.
كشفت نيابة أمن الدولة العليا في واقعة الرصد والتخطيط لاغتيال رئيس الجمهورية، أن التخطيط تم بين خليتين إحداهما بالسعودية لاستهدافه أثناء أدائه مناسك العمرة في مكة المكرمة، وكان أحد العاملين ببرج الساعة يدعى أحمد عبدالعال بيومي، وباسم حسين محمد حسين، ومحمود جابر محمود علي، عاملين بفندق 'سويس أوتيل' ببرج الساعة بمكة المكرمة، واعترف المتهم «أحمد. ب»، قائد الخلية الإرهابية بالسعودية، بتشغيله باقي المتهمين بناء على طلب سعيد عبدالحافظ أحمد عبدالحافظ، حيث رصد المتهم باسم حسين محمد حسين، الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما رصد مهبط طائرات الأسرة الحاكمة بالسعودية ببرج الساعة، وقاموا بشراء بعض المواد التي تدخل في تصنيع العبوات شديدة الانفجار من سوق الكعكي بمكة المكرمة، وتخزينها بالطابق الـ34 بالفندق، معتقدين أن الرئيس السيسي سيقيم بالفندق أثناء مناسك العمرة، وذلك لقيام الرئاسة بالحجز في الفندق، وتركوا المواد المتفجرة حتى استهدافه في العام المقبل.
حزام ناسف
واعترف أحد المتهمين بعرض زوجته ارتداء حزام ناسف لتفجير نفسها حتى تشغل القوات في الوقت الذي يقوم فيه أعضاء باقي الخلية باستهدافه، كما كشفت التحقيقات عن محاولة استهداف الأمير نايف بن عبدالعزيز بالسعودية، واعترف بذلك طبيب الأسنان على إبراهيم حسن، مشيرًا إلى أن أحمد بيومي الطحاوي، ومحمود جابر محمود خططا لاستهداف الرئيس السيسي والأمير نايف، وأن هناك سيدة تدعى الدكتورة ميرفت، زوجة أحمد بيومي، ستفجر نفسها لعدم تفتيش السيدات.
استهداف الكتيبة 101
في 21 من نوفمبر من 2016، أحالت نيابة أمن الدولة العليا، قائمة من المتهمين تضم 292 كونوا فيما بينهم 22 خلية إرهابية تابعة لتنظيم «ولاية سيناء»، إلى النيابة العسكرية لاستكمال التحقيقات معهم، وإعداد أمر بإحالتهم إلى القضاء العسكري مجددا، وجاء بأمر الإحالة أن المتهمين ارتكبوا جرائم رصد واستهداف الكتيبة 101 بشمال سيناء بقذائف الهاون عدة مرات.
نسبت النيابة العسكرية إلى المتهمين اتهامات باغتيال 3 قضاة بالعريش في سيارة ميكروباص، واستهداف مقر إقامة القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية بمحافظة شمال سيناء بأحد الفنادق، والتي أسفر عنها مقتل قاضيين و4 أفراد شرطة ومواطن.
رصد تحركات
كما وجهت التحقيقات إليهم، ارتكاب جرائم زرع عبوات ناسفة بطريق مطار العريش استهدفت مدرعات القوات المسلحة والشرطة أثناء مرورها بالطريق، واستهداف كل من قسم ثالث العريش باستخدام سيارة مفخخة يقودها انتحاري، وتفجير مبنى الحماية المدنية، وشركة الكهرباء بالعريش، وسرقة ما بهما من منقولات.
فنّدت النيابة العسكرية دور كل متهم في الاتهامات الموجهة إليه والوقائع التي شارك بها- وفقا لما ورد بتقارير الأجهزة الأمنية- وتبين أن عددا من المتهمين استغلوا عملهم بأحد الفنادق في مكة المكرمة ورصد المتهم الأول باسم حسين، الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء أدائه مناسك العمرة عام 2015، لتحديد كيفية استهدافه بعمل عدائي حال معاودته لأداء العمرة، فيما اشترى كل من محمود جابر وأحمد عبد العال، المتهمان الثاني والثالث، مواد كيميائية تستخدم في تصنيع المتفجرات من أحد المتاجر بسوق «الكعكية» بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وخزناها بالطابق رقم 34 للفندق محل عملهما تمهيدًا لتصنيع العبوات المفرقعة.
فندق 'سويس إن'
كما شملت التحقيقات لكل من المتهمين '30، 31، 83، 272، 304، 310'، تكوينهم تنظيمًا مسلحًا، لقلب نظام الحكم بالقوة، حيث خططوا لاغتيال رئيس الجمهورية، بعد رصد تحركاته بفندق 'سويس أن' بأبراج الساعة بمكة المكرمة، لتحديد الطريقة المثلى والتوقيت المناسب لاستهدافه، إلا أن السلطات السعودية تمكنت من إحباط المخطط الإرهابي، ووجهت جهات التحقيق للمتهمين الشروع في قتل رئيس الجمهورية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة خارج البلاد، وعقدوا العزم على إزهاق روحه بالكيفية المبنية للاتهام لتنفيذ غرض إرهابي، وتم اكتشاف مخططهم، وحازوا وأحرزوا مواد مفرقعة بقصد استعمالها في نشاط يهدف إلى قلب نظام الحكم وتغيير دستور الدولة ونظامها الجمهوري وشكل الحكومة بالقوة.
كشفت التحقيقات، أن أفراد هذه الخلية العنقودية، كانوا يخططون لاغتيال الرئيس ووزير الداخلية، ومساعد وزير الداخلية، لقطاع الأمن المركزي، انتقامًا لما أسماه المتهمون ما حدث في فض اعتصام رابعة العدوية، وبحسب ما ورد في التحقيقات، أن الخطة كانت تتضمن مراقبة تحركات الرئيس، ووزير الداخلية، ومساعد وزير الداخلية للأمن المركزي.