تجرد من مشاعر الرحمة والإنسانية، لم يرحم توسلات العجوز، وانهال عليه بالضرب بواسطة عصا خشبية، ليس لشيء سوى لأن الضحية رفض إعطاءه سيجارة، لتنتهي المشادة الكلامية بجثة العجوز مدفونة داخل حديقة قصر العيني بمنطقة مصر القديمة.
«مفيش معايا سجاير»، جملة كانت سببا في إنهاء حياة 'عم محمد'، عجوز، يقيم بمنطقة مصر القديمة، بعدما طلب منه أحد الشباب المتسولين المشهورين بالبلطجة والإجرام إعطاءه سيجارة، فما كان من الأخير إلا أن انهال بالضرب بعصى خشبية، غير مراعيا كبر سن الضحية، لم يجد الجاني وسيلة للتخلص من جثة المجني عليه سوى دفنها في حديقة قصر العيني.
أشارت التحقيقات إلى أن المتهم 'أحمد.م'، عاطل، 34 سنة، يقيم بشارع قصر العيني بمصر القديمة، تعدي بالضرب على المجني عليه 'محمد. م'، 55 سنة، وارتكب جريمة القتل، والتي تم اكتشافها بالصدفة بعد انبعاث رائحة كريهة من داخل الحديقة، أخبر الأهالي شرطة النجدة، ليصابوا بالذهول والذعر جراء عثورهم على جثة الضحية مدفونة في أرضية الحديقة.
جثة في الحديقة
تبين من التحقيقات أن الضحية تم دفنه بعد قتله منذ نحو ثلاثة أيام، واعقد الأهالي المجاورين لحديقة قصر العيني، أن الرائحة الكريهة المنبعثة لقطة أو كلب ميت، قبل أن يكتشفوا جثة العجوز، الذي يشتهر بينهم بحسن السير وكرم أخلاقه.
التحريات التي أجراها رجال المباحث، أظهرت الجانب الإجرامي الذي يتبناه المتهم مع جيرانه، ويعتمد في ارتكاب جرائمة على أسلبو البلطجة وفرض السيطرة بالقوة، ويتعمد فرض إتاوات على أصحاب السيارات الراغبة في ركن سياراتهم قرب حديقة قصر العيني.
كاميرات المراقبة تحل لغز الجريمة
توصلت تحريات إدارة البحث الجنائي بقطاع أمن القاهرة، إلى المتهم بقتل مسن في قصر العينى، وأمكن تحديد هويته بعد تفريغ كاميرات المراقبة في مكان العثور على جثة المجني عليه، حيث اتضح تعدي المتهم على المجني عليه، ولم يتركه إلا جثة هامدة.
تلقى قسم شرطة مصر القديمة بلاغًا بالعثور على جثة مسن متوفي في حديقة قصر العيني، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة زينهم، وبتفريغ الكاميرات تبين أن متسولًا وراء جريمة القتل، فتم ضبطه، وباشرت النيابة التحقيق، صرحت بدفنها عقب تشريحها لبيان وتحديد أسباب الوفاة.
أمرت النيابة العامة بحبس المتهم المتسول، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل مسن بعصا خشبية وإلقاء جثته في حديقة قصر العيني، وطالبت رجال المباحث بسرعة التحريات حول الواقعة، وأمرت بتفريغ كاميرات المراقبة.