على الرغم من بشاعة الجريمة، وثبوت مبدأ التعمد والإصرار لدى القاتل "إسلام محمد"، غير أن هذه القضية يوجد بها ثغرات قد تجعل قاتل فتاة الزقازيق "سلمى بهجت " يفلت من حبل المشنقة، لينال حكما مخففا، بعكس قضية نيرة أشرف التي تقريبا وقعت بنفس الطريقة ونفس الدوافع.
الثغرات
إحدى أهم الثغرات تكمن في هذه القضية، أن القاتل كان مريضا نفسيا وخضع للعلاج وهو ما تقدمت به هيئة الدفاع أوراق رسمية تثبت ذلك ، وهذا ما ذكره محامي المتهم ، من أن هيئة الدفاع عن المتهم قد تقدمت بأوراق رسمية لأحدى المصحات النفسية بأحدى المستشفيات الخاصة تؤكد خضوعه لعلاج نفسي، مشيرًا أن هذا الملف قد تضمن تاريخ جلساته العلاجية.
وبالفعل أمرت المحكمة إيدع المتهم إسلام محمد مستشفى الأمراض العقلية لمدة شهر في ثاني جلسات المحاكمة .
أما الثغرة الثانية التي يمكن أن تخفف الحكم على المتهم، تتمثل في أن المتهم لم يغير أقواله التي أوردها في تحقيقات النيابة حتى الآن، رغم أنه معترف بالجريمة وأشار أنه حاول قتل المجني عليها" سلمى بهجت" قبل ذلك، غير أن المتهم لم يقم بالإدعاء على المجني عليها ولم يحاول تلطيخ سمعتها، مثلما فعل محمد عادل قاتل نيرة ، لذا من الممكن أن يكون اعترافه حجة لتخفيف الحكم وذلك وفقا لتقديرالمحكمة .
تغيير هيئة الدفاع
واليوم الإثنين يشهد ثالث جلسات المحاكمة تغييرًا مفاجئًا في هيئة المحكمة، حيث تم تغيير المستشار ياسر سنجاب رئيس المحكمة والذي ترأس محاكمة المتهم خلال الجلستان الماضيتان.
جاء قرار تغيير رئيس المحكمة، في قضية"فتاة الزقازيق" ضمن قرارات الجمعية العمومية لمحكمة استئناف المنصورة، والذي تم نقله ليرأس المكتب الفني لمأمورية استئناف بنها.
ويتولى رئاسة المحكمة في الدائرة الرابعة المستشار محمد عبد الكريم رئيس محكمة جنايات الزقازيق، بدلاً من المستشار ياسر سنجاب، حيث يضم تشكيل هيئة المحكمة أيضًا عضوية المستشارين الدكتور مصطفى بلاسي رئيسًا، والمستشار أحمد سمير سليم نائبًا، وسامح السيد لاشين نائبًا.
أحداث القضية
وتعود أحداث القضية، ليوم التاسع من شهر أغسطس 2022، عندما تلقى مدير أمن الشرقية إخطارًا، بمقتل"سلمي بهجت محمد الشوادافي" 20 عامًا مقيمة بأرض خرابة أبو حماد، حاصلة على بكالوريوس إعلام، علي يد زميلها "إسلام محمد" 22 عامًا، مقيم بمنطقة الزراعة بمدينة الزقازيق، داخل إحدى العمارات بمحيط محكمة الزقازيق، بتسديد عدة طعنات لها بأنحاء متفرقة بالجسد، مستخدمًا سلاحًا أبيض"سكين"؛ وذلك بسبب رفضها الارتباط به.
النيابة العامة
وكان المستشار حمادة الصاوي النائب العام، أمر بإحالة قاتل المجني عليها "سلمى بهجت" بالزقازيق إلى محكمة الجنايات المختصة، لمعاقبته فيما تتهمه النيابة العامة به من قتله المجني عليها عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، حيث بيَّت النية وعقد العزم المصمم على إزهاق روحها بعد رفضها وذويها خطبتها له؛ لشذوذ أفكاره، وسوء سلوكه، وانقطاعها عن التواصل معه لذلك، إذ توعدها وبعضًا من ذويها بقتلها إذا ما استمر رفضهم، ولتجاهلهم تهديداته وحظرهم تواصله معهم بأي وسيلة احتال على إحدى صديقاتها حتى علم منها موعد لقائها بها بعقار بالزقازيق، فاختاره ميقاتًا لقتلها، ويومئذ سبقها إلى العقار واشترى سكينًا من حانوت جواره سلاحًا لجريمته، وقبع متربصًا لها بمدخل العقار حتى قدومها، فانهال عليها طعنًا بالسكين قاصدًا إزهاق روحها، حتى أسقطها صريعةً محدثًا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها.
وكانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قبل المتهم في ثمانٍ وأربعين ساعة من ارتكابه الواقعة حتى إحالته للمحاكمة- من شهادة خمسة عشر شاهدًا، وما ثبت بتقارير توقيع الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها، وفحص هواتف المتهم والمجني عليها وصديقتها، وما تبين بها من أدلة رقمية دالة على ارتكاب المتهم الجريمة وإسنادها إليه، فضلًا عن إقراره تفصيلًا خلال استجوابه في تحقيقات النيابة العامة بكافة ملابسات جريمته، واعترافه بها أمام المحكمة المختصة بالنظر في أمر مدِّ حبسه.
اعترافات المتهم
أكد المتهم في تحقيقات النيابة، أنه اختلف مع المجني عليها لمحاولاته منعها من العمل أو لقاء صديقاتها، معللا ذلك بحرصه الشديد على المجني عليها وخوفه عليها.
وأضاف أن علاقتهما انقطعت بعد ذلك ولم يكن ثمة تواصل بينه وبين المجني عليها، وذلك على خلفية اتهامها له بالكفر والإلحاد لما رسمه على جسده من وشوم، مقررا في التحقيقات أن تلك الرسومات على جسده لمجرد لفت الانتباه له.
واستكمل المتهم بقتل المجني عليها سلمى بهجت، أنه عقب انقطاعها عنه بسبب الوشوم المتواجدة على جسده، قام بتهديدها بالإساءة إلى سمعتها، ومن ثم تهديدها بالقتل، مشيرا إلى أنه في يوم 29 يونيو الماضي عقد العزم على قتلها داخل الجامعة، حيث كانت بحوزته آلة حادة إلا أن محاولته باءت بالفشل.
وقام المتهم في نفس اليوم وبمجرد علمه بتواجد والدها في الجامعة، بالاتصال بوالديه للحضور وخطبتها منه، إلا أن والد المجني عليها سلمى بهجت رفض خطبتهما حتى يزيل الرسومات من على جسده ويستكمل دراسته.
شهادات أسرة سلمى
وكشفت التحقيقات ارتكاب المتهم للجريمة بعد ملاحقته المجني عليها لفترة هددها فيها وذويها بالإساءة لسمعتها وقتلها إثر رفضهم خطبته لها، لسوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة وشذوذ أفكاره ومعتقداته.
استمعت النيابة العامة لشهادة والدي المجني عليها وخالها، فكان حاصل أقوالهم أن المتهم وابنتهم كانا زميلين بذات الجامعة، وسبق أن تقدم المذكور لخطبتها فرُفِضَ وقتها لحين استكمال الدراسة، ثم لاحظت المجني عليها سوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة، فقطعت تواصلها معه، مما دفعه إلى التعرض إليها وتهديدها بالإيذاء والقتل وتتبعها في كل مكان.
ويوم التاسع والعشرين من يونيو الماضي، موعد الاختبار الأخير لها بالجامعة، خشيت من تعرض المتهم لها وطلبت من والدها مرافقتها، ويومئذ فوجئت ووالدها بالمتهم ووالديه أمام الجامعة طالبين خطبتها فرفض والدها وغادرا، ثم تلقى الأب تهديدات من المتهم بالنيل من سمعة ابنته إذا استمر رفضه، ولما حظر تواصله معه أرسل المتهم تهديدات إلى شقيق المجني عليها وخالها.
وقد أضاف خال المجني عليها في شهادته أن رفض ذوي المجني عليها خطبة المتهم كان لميله إلى الإلحاد وشذوذ أفكاره، وقد تأكدت النيابة العامة من عدم سابقة إبلاغ ذوي المجني عليها عن أيٍّ من التهديدات التي تلقوها من المتهم.