صدر مؤخرًا للزميل محمد مختار كتابه الجديد 'مذكرات جورنجالي بين عصرين'. يتناول الكتاب مسيرة الزميل بين عصرين اثنين هما عصر الصحافة الورقية وعصر الصحافة الإلكترونية. ويعرض المؤلف من خلال كتابه لمسيرته المهنية التي بدأت بالتحاقه بالتدريب في صحف ورقية خلال فترة دراسته في كلية الإعلام بجامعة القاهرة. يتعرض الكتاب لحالة الحراك الإعلامي والسياسي التي شهدتها الفترة من عام 1988 وحتى سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، كما تناول الكتاب ظاهرة الصحف القبرصية التي انتشرت خلال فترة حكم الرئيس مبارك واستخدام وزير إعلامه لهذه الصحف كوسيلة لخلق حراك صحفي وسياسي بدون التزام قانوني بحرية إصدار الصحف من جانب دولة مبارك.
مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ
مذكرات جورنالجي بين عصرين
وعرض الكتاب لرحلة الزميل في صالات تحرير خارج مصر، وامتدت هذه الرحلة بين صحف خليجية وصحف ووكالات أنباء في المغرب العربي، بالإضافة إلى صحف المهجر في أمريكا الشمالية. يقول الزميل محمد مختار في مقدمة كتابه: (قد نكون نحن الجيل الأكثر حظًا، فنحن الجيل الذي شهد نهايات كل شيء تقريبًا بعد أن عاش في ذروة كل ما انتهى. عاش جيلنا ذروة أفكار انتهت على أرض الواقع بعد أن فشلت في أن تتحول إلى واقع يعيشه الناس، وشهد جيلنا نهاية دول وتفكك قوى عظمى كان مجرد الحديث عن ضعفها في بدايات جيلنا ضربًا من الخيال. تفككت هذه الدول وانتهت بلا رجعة أفكار وأحزاب وجماعات كانت في بداية جيلنا لها السطوة في صفوف الشباب، وحتى ما تبقى من هذه الأحزاب والجماعات بقى مثل شبح لا يمكن أبداً أن يستعيد مجده الزائل. وليس ببعيد عن كل قارئ استحضار الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان إمبراطورية تملك قوة عسكرية كاسحة، ولكن برغم هذه القوة تفكك وتناثرت دوله إلى دول بعضها يحارب بعضه، وتحولت الماركسية من فكر مهيب إلى ذكرى في كتب التاريخ ) .
مذكرات جورنالجي بين عصرين
وعن العصر الثاني الذي يقصده الزميل محمد مختار من كتابه (مذكرات جورنالجي بين عصرين)، يذهب الزميل محمد مختار إلى أنه حزين لأنه يكتب مرثية لشكل من أشكال الصحافة التي قامت على الورق. ولكن ما حدث هو أنه عندما اختفى الورق كوسيط لإصدار الصحف، فإن البديل، وهي الصحافة الرقمية، وإن كانت حققت نجاحًا في الغرب، لكنها في مصر وكثير من الدول العربية لم تجد جمهورًا يثق في 'الجورناليين' القدامى، الذين حاولوا، يائسين، كسب ثقة جمهور أصبح في مقدوره هو نفسه أن ينتج صحافته الخاصة. وتحول مصطلح 'المواطن الصحفي' من مصطلح نظري نسمعه عنه إلى بشر من لحم ودم، أناس من مختلف الأعمار، شابات وشباب، كل منهم تحول، دون قصد، إلى بديل للصحافة التقليدية.