يرى محمد محمود الخبير الاقتصادي، أن منظمة شرق المتوسط ستعمل على التنسيق بين الدول الاعضاء، وبعيداً عن الصراعات السياسية كما ستعمل في المستقبل علي تحديد العرض والطلب وبالتالي من الممكن أن تعمل المنظمة على تحديد مستوي الأسعار للغاز عالمياً، بالتنسيق مع منتدى الدول المصدرة للغاز والذي تأسس عام 2001 وهو الكيان العالمي الأبرز حول الغاز.
موضحا أن، هذا الكيان غير مؤثر تقريبا في أسعار الغاز، وحتى الان لا يوجد تنسيق حول كميات الإنتاج، ولكن تبقى كل الاحتمالات مفتوحة في المستقبل، ومن الممكن أن يكون هناك دورا محورياً، وخصوصاً أن الغاز ستكون له أهمية في المستقبل، حيث أنه يمكن أن يدخل كسلعة بديلة مناسبة للنفط، كما أنه يدخل في العديد من الصناعات، كما أنه أقل تلويثاً للجو من البنزين، فهو مصدر نظيف للطاقة ويساعد بشكل مباشر على التنمية المستدامة.
وكشف الخبير الاقتصادي في تصريح خاص لـ 'أهل مصر'، أن التحدي الكبير هو أسعار الغاز، فهي ليست كالنفط على المستوى العالمي، حيث أن هناك فروقات كبيرة وغير عادلة بين أسعار الغاز والنفط، والمنظمة الجديدة من الممكن أن تنسق الأسعار في المستقبل مع الدول المستهلكة، بشكل يعمل علي رفع الأسعار، وخصوصاً أن الباب مفتوح لانضمام دول أخرى حيث أن المنتدى يتطلع لعضوية دول أخرى كما يمكن القول، أن وجود دولة فلسطين في المنتدى أمر له مدول سياسي، حيث أنه يعتبر اعتراف ضمني بالدولة الفلسطينية وحقها في إدارة مواردها الاقتصادية وحتي وإن لم تشارك فلسطين لم تشارك في احتفال التوقيع، إلا أنها دولة عضو ومشاركة في التأسيس، وخصوصاً في ظل تواجد علم فلسطين في الاحتفال اليوم، حيث يوجد حقل غاز قبالة سواحل غزة عام 2000، إلا أن إسرائيل ما زالت تعطل استغلاله إلى جانب الانقسام الفلسطيني، كما أن المنظمة تحظى بدعم الولايات المتحدة الامريكية، وذلك خوفاً من النفوذ الروسي حيث تعتبر روسيا المورد الرئيسي للغاز إلى أوروبا، حيث تقوم روسيا بتصدير حوالي 40% من احتياجات الغاز للاتحاد الأوروبي.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أنه يمكن لمصر الاستفادة، حيث تسعى بعض دول الاتحاد الأوروبي لتنوع مصادر واردتها من الغاز، وخصوصاً في ظل اعتمادها على روسيا في توريد الغاز حيث تقوم روسيا بتصدير حوالي 40% من احتياجات أوروبا للغاز.
مضيفا أن، مصر ستكون مركز إقليمي ولاعب عالمي هام مؤثر في سياسة انتاج وتسعير الغاز في المستقبل، حيث يمكن في المستقبل التحكم في الطلب والعرض العالمي، وهذا يؤكد أهمية وثقل مصر إقليمياً في صناعة الغاز الطبيعي، كما ستكون مصر لاعب مؤثر في عملية تحديد سعر الغاز، حيث أن السعر العالمي الحالي للغاز غير عادل ويبقي أهم تحديات المنظمة الجديدة التأثير حول تحديد سعر عادل.
مؤكدا على أنه، يمكن للدولة المصرية في المستقبل تحقيق عوائد مادية سواء من خلال عملية التصدير أو عملية تسيل الغاز للدول المحيطة حيث تمتلك مصر منشات تعمل علي تسيل الغاز في إدكو ودمياط بطاقة إنتاجية تصل إلى بنحو 12.5 مليار متر مكعب.
كما يمكن لمصر أن تفيد الاشقاء في فلسطين عبر تسويات مع سلطات الاحتلال من خلال عقد صفقات للتنقيب والتصدير للغاز الفلسطيني في البحر المتوسط.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
