قال محمد محمود عبد الرحيم الباحث والخبير الاقتصادي، إن الغاز الطبيعي من الأدوات الأقل تكلفة والأفضل للبيئة بالمقارنة بالبترول ووسائل الطاقة التقليدية، وبشكل عام العالم يتجه إلى الطاقة النظيفة لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على حق الأجيال القادمة.
وأوضح الباحث الاقتصادي في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أنه قد صدر تقرير من منظمة أوابك وهي منظمة الدول العربية المصدرة للنفط، لتوقعات الغاز العالمية 2050 لمنتدى الدول المصدرة للغاز، والتقرير يؤكد أن الدول العربية لها فرص كبيرة في المستقبل على مستوى إنتاج الغاز الطبيعي حيث سيرتفع الطلب العالمي بشكل كبير ولابد من تغطية هذا الطلب بعرض مناسب.
ووفقاً لتقرير ستساهم منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير في نمو الإنتاج المتوقع خلال الفترة من 2019-2050، حيث سيرتفع إنتاج الغاز إلى 1150 مليار متر مكعب بحلول عام 2050 مقارنة بنحو 685 مليار متر مكعب عام 2019.
وأضاف، أن الاستثمارات المطلوبة في منطقة الشرق الأوسط تقدر بنحو 450 مليار دولار بالإضافة إلى استثمارات إضافية قدرها 2. 4 تريليون دولار لتنفيذ شبكات النقل الغاز الطبيعي ومحطات ومرافئ الغاز الطبيعي المسال، حيث يحتاج تسيل الغاز إلى بنية تحتية متطورة ومكلفة وفقاً للتقرير فإن هناك نمو متوقع في الصادرات حيث من المتوقع أن ترتفع صادرات الغاز إلى 1990 مليار متر مكعب عام 2050 مقارنة بنحو 1285 مليار متر مكعب عام 2019.
وأوضح، أن المستقبل يبرز نمو تجارة الغاز الطبيعي المسال على حساب تجارة الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، وهو ما يؤكد استراتيجية مصر في إنتاج وتصدير الغاز والتي تعتمد على تعظيم قيمة الغاز، حيث تسعى مصر إلي ومن خلال منظمة غاز شرق المتوسط للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة في المنطقة، حيث بذلت مصر جهود كبيرة في إطار عدة اتفاقيات لترسيم الحدود ومحاولة الحصول على أكبر مكاسب الاقتصادية من خلال هذه الاتفاقيات.
وأشار إلى أن، مصر تمتلك منشآت تعمل علي تسيل الغاز في إدكو ودمياط بطاقة إنتاجية تصل إلى بنحو 12. 5 مليار متر مكعب حيث يمكن نقل الغاز المسال للتصدير عبر السفن إلى دول الاتحاد الأوروبي, ومن المقرر أن يعمل منتدى غاز شرق المتوسط كمنصة رسمية حكومية تجمع منتجي الغاز ودول المرور، لوضع رؤية مشتركة وإقامة حوار منهجي منظم حول سياسات الغاز الطبيعي، وذلك لتحقيق الاستفادة القصوى من موارد المنطقة لصالح ورفاهية شعوبها، وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية بين الدول الأعضاء.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تكون طاقة الإسالة العالمية نحو 1240 مليون طن سنويا بحلول عام 2050، وخصوصاً في ظل تزايد الطلب من الأسواق المستوردة للغاز الطبيعي المسال، حيث تعتبر منطقة آسيا هي الوجهة الرئيسية بحصة 71% من إجمالي الواردات العالمية وستشكل اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند، الأسواق الرئيسية في منطقة آسيا والعالم.