بعد أن حققت أسعار النفط ارتفاعا خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، عادت الأسعار إلى التراجع من جديد مع ارتفاع حصيلة الوفيات والإصابات جراء الإصابة بفيروس كورونا في عدد من الدول الأسيوية، في مقدمتها الهند. ولم تنجح البيانات الاقتصادية الإيجابية الصادرة في الصين صباح اليوم في دعم ارتفاع الأسعار لفترة طويلة، في ظل ترقب المستثمرين لصدور عدد من البيانات الاقتصادية المهمة اليوم في الولايات المتحدة وكندا.
هذا، تراجعت العقود الفورية للخام الأمريكي خلال الساعة الأخيرة بحوالي 64.58 دولار للبرميل بانخفاض بنحو 0.43% على أساس يومي، فيما سجلت العقود الآجلة للخام الأمريكي 64.60 دولار للبرميل بتراجع بنحو 0.17% خلال اليوم. كذلك، سجلت العقود الفورية لخام برنت انخفاضا بحوالي 0.31% على أساس يومي ووصلت حتى الساعة الأخيرة إلى مستويات 68.02 دولار للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بصورة طفيفة بنحو 0.06% لتسجل 68.05 دولار للبرميل.
فقد أعلنت السلطات الصحية في الهند صباح اليوم عن تسجيل مستوى قياسي جديد في أعداد إصابات كورونا اليومية بعد أن تم الإعلان عن إصابة حوالي 414 ألف شخص خلال الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة، فيما توفي حوالي 3915 شخصا جراء الإصابة بفيروس كورونا في البلاد. الهند التي تعد المستهلك الثالث للنفط في العالم تعاني منذ شهرين من موجة عنيفة من فيروس كورونا مع ظهور متحور جديد وتباطؤ في عمليات التطعيم في البلاد مما أثر سلبا على أسعار النفط.
وعلى الرغم من تحسن الأوضاع الصحية داخل الدول الأوروبية والولايات المتحدة، فإن الأعداد أخذت في التزايد في العديد من دول الأسيوية مثل فيتنام وسنغافورة. كذلك، أعلنت اليابان صباح اليوم عن تمديد حالة الطوارئ في البلاد في أعقاب دعوات من قبل عدد من المسؤولين بضوروة تمديد حالة الطوارئ لاحتواء الأزمة.
كذلك، تسيطر على الأسواق حالة من الترقب الحذر لصدور بيانات سوق العمل الأمريكي خلال أبريل الماضي في وقت لاحق اليوم. وعلى الرغم من التوقعات بإيجابية البيانات الصادرة اليوم، فإن معظم المؤشرات الدالة على بيانات سوق العمل والتي استمرت في الصدور على مدار الأسبوع قد أظهرت أداء ضعيف خلال الشهر الماضي، مما أثار الخوف في الأسواق حول البيانات المنتظرة اليوم والتي ستؤثر على الدولار الأمريكي بصورة ملحوظة، وبالتالي ستنعكس على أسعار النفط والسلع بصورة عامة.
تأتي كل تلك التطورات على الرغم من إيجابية البيانات الاقتصادية الصادرة في الصين صباح اليوم، والتي كشفت عن تحسن بيانات الميزان التجاري والميزان التجاري بالدولار بأفضل من المتوقع خلال الشهر الماضي، ونجحت تلك البيانات في دعم ارتفاع أسعار النفط بصورة مؤقتة خلال اليوم على باعتبار الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.