يعد خط سوميد المصرى من أهم وأكبر خطوط الأنابيب والذى يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط وتزيد سعته عن 2.5 مليون برميل يومي، حيث يمتد من العين السخنة على خليج السويس إلى سيدي كرير على ساحل البحر المتوسط بالإسكندرية وهو يمثل بديلا لقناة السويس لنقل البترول من منطقة الخليج العربي إلى ساحل البحر المتوسط، وهو مملوك للشركة العربية لأنابيب البترول والتي تساهم فيها شركات من مصر والإمارات والكويت والسعودية وقطر.
وخلال الفترة الأخيرة، انفجر خط إيلات عسقلان، والذى كشف عن محاولات لمنافسة خط سوميد المصرى.
وفى هذا الصدد، قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إنه تم بناء خط أنابيب إيلات عسقلان فى 1968 لينقل النفط الخام من إيران إلى أوربا ويبلغ طوله 254 كم وقطره 105 سم، ويمتد من رصيف خاص من ميناء عسقلان على البحر المتوسط إلى ميناء إيلات على البحر الأحمر بقدرة 1.2 مليون برميل فى اليوم و400 ألف برميل يوميا، وكانت حكومة إسرائيل تمتلك 25% منه وقتها، وكذلك حكومة إيران بذات النسبة.
وأوضح أنه نتيجة المقاطعة العربية والثورة الإسلامية بإيران، والتى أثرت بالسلب على مدلوله وحركة التداول من خلاله، حيث أن الخط كان مساهمة بين إيران وإسرائيل وبعد الثورة على الشاه تخلت إيران عن علاقتها بإسرائيل وتوقف إمداد الخام الإيرانى، قامت إيران برفع قضية على إسرائيل في المحاكم الدولية لاسترداد قيمة الخام لدى إسرائيل دون سداد قيمته، ونجحت في ذلك، وفى ظل المقاطعة العربية القوية قبل حرب ١٩٧٣ توقف الخط تماما عن التشغيل.
وأوضح أنه نتيجة التطبيع مع بعض الدول العربية، أعيد الخط للتشغيل وعاد مردوده الاقتصادى ثانية، ومع إنهاء الدول العربية للشروط القاسية للمقاطعة مع إسرائيل أعيد تشغيل الخط من جديد بشكل اقتصادي، وشجعت إسرائيل ذلك بعمل إيداع مجانى للنفط بدون حدود مع تشغيل الخط لتستطيع منافسة المزايا المتعددة لخط سوميد المصري ذو القدرات الاستيعابية الضخمة، والذى يتعامل بشكل مختلف من حيث الإيداع الزمني له تكلفة من جانب سوميد.
وأضاف أنه حاليا وبعد التطبيع مع دول الخليج وخلافه من الطبيعى أن يحدث نوع من جذب جزء من شحنات النفط تشجيعا للنقل عبر خط إيلات عسقلان فى ظل أحكام التطبيع وإنهاء المقاطعة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن خط سوميد ذو إمكانيات كبيرة في التخزين والتداخل والشحن والتفريغ متفوقا كثيرا من حيث السعات التخزينية؛ فسعة تخزين سوميد 27 مليون برميل، حيث تبلغ سعة العين السخنة 13 مليون برميل، وسيدى كرير 14 مليون برميل، في حين أن سعات تخزين إيلات عسقلان لا تزيد عن 7 ملايين برميل، كما أن الموانئ وخطوط النقل والأرصفة وشمندورات الشحن والتفريغ أكبر بكثير مما لدى إسرائيل.
وأكد أن تسهيلات سوميد أكثر كفاءة فى عملية الشحن والتفريغ من واقع الخبرات المكتسبة للعاملين بشركة سوميد بتطبيق أحدث النظم العالمية المحدثة في إدارة منظومة النقل والتخزين واكتسبت ثقة الشركات العالمية مما يعطي أفضلية دائمة للتعامل معها.
ومن جانبه؛ قال محمد راشد أستاذ الاقتصاد بجامعة بنى سويف، إنه تم إنشاء خط سوميد لنقل النفط من العين السخنة على البحر الأحمر إلى سيدى كرير على البحر المتوسط عام 1974، وتمتلك مصر النسبة الأكبر فى ملكية خط سوميد بنحو 50% و15% لكل من الإمارات والسعودية والكويت والـ 5% المتبقية لقطر.
وأوضح راشد فى تصريحه لـ"أهل مصر"، أن السبب الرئيسي فى إنشاء هذا الخط هو صغر حجم قناة السويس مقارنة بناقلات النفط العملاقة حيث كان يتم حل هذه المعضلة عن طريق تفريغ ناقلات النفط جزء من حمولتها في خط سوميد قبل دخولها قناة السويس ليتم نقل نقل هذه الحمولة إلى سيدى كرير على البحر المتوسط ثم تقوم السفينة بعد ذلك بالمرور على قناة السويس من أجل إرجاع حمولتها وإكمال مسيرتها.
وأوضح أن خط إيلات عسقلان تم إنشاؤه عام 1959 لنقل النفط الإيرانى إلى البحر المتوسط ثم إلى أوروبا فى عهد شاه إيران، وتتضاءل أهمية هذا الخط مقارنة بخط سوميد أو بقناة السويس حيث أن الدولة الوحيدة التى قررت نقل نفطها عبر هذا الخط هي الإمارات فقط وهي تمثل نسبة ضئيلة لا تتجاوز 4% فى حال نقل كل نفطها عبر الخط الإسرائيلي.
وأضاف أن هناك تراجعا فى استهلاك أوروبا للوقود الأحفورى والتوجه نحو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة للحفاظ على البيئة وبما يتواءم مع تبنى مفاهيم الاقتصاد الأخضر وتحقيق التنمية المستدامة فى ظل التغيرات المناخية السلبية بسبب التلوث الناتج عن حرق النفط بمشتقاته المختلفة،
مؤكدا أن المواصفات الفنية لخط سوميد تفوق الخط الإسرائيلي من حيث أنه يمثل خطين متوازيين بقطر 42 بوصة بطاقة تقدر بنحو 140 مليون طن سنويا علاوة على أنه يمتلك قدرات تخزينية إجمالية تصل إلى نحو 40 مليون برميل موزعة فى ميناءى من العين السخنة وسيدى كرير
كما أن ميناء العين السخنة أكثر قربا بكثير لمناطق إنتاج النفط فى الخليج العربي من ميناء إيلات، فضلا عن أن ميناء سيدى كرير يتميز بأنه أكثر قربا من عسقلان إلى مناطق الاستهلاك فى أوروبا وبالتالي المنافسة محسومة لصالح خط سوميد والتأثير الاقتصادي محدود نظرا لاتساع المزايا والقدرات الخاصة بخط سوميد مقارنة بالخط الإسرائيلي.