الجنيه سيصمد بشكل أفضل من معظم عملات الأسواق الناشئة الأخرى في حالة تشديد السياسة النقدية من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وذلك نظرا لأسعار الفائدة الحقيقية الجذابة، وفق ما نقلته بلومبرج عن محلل لدى فيديليتي إنترناشونال.
ويتمتع الجنيه، جنبا إلى جنب مع السيدي الغاني، بميزة "هائلة" بالمقارنة مع نظرائه من حيث العوائد الحقيقية، ومن المرجح أن يظل أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب في حال تسبب قيام الفيدرالي بتشديد السياسة النقدية في خروج التدفقات الاستثمارية من الأسواق الناشئة.
رأينا هذا بالفعل قرب نهاية الأسبوع الماضي، عندما أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه قد يرفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعا. وفي الوقت الذي أدت فيه تلك الإشارات إلى عمليات بيع مكثفة لعملات الأسواق الناشئة، فقد احتفظ الجنيه بقوته، حتى أنه ارتفع قليلا مقابل الدولار على الرغم من أن الأخير شهد أحد أكبر مكاسبه الأسبوعية خلال هذا العام.
تراجع أداء أدوات الدين بالأسواق الناشئة: سجلت السندات المقومة بالعملة المحلية أسوأ أداء أسبوعي لها من حيث التدفقات الخارجة منذ مارس 2020 الأسبوع الماضي، بعدما تسبب الارتفاع في عوائد السندات الأمريكية وسعر صرف الدولار في خروج المستثمرين من مراكزهم في تجارة الفائدة، بحسب بلومبرج.
إلا أن المحللين متفائلون بأن عملات الأسواق الناشئة ستصمد أمام تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة، حيث تتجه البنوك المركزية في الدول النامية أيضا لرفع أسعار الفائدة استجابة لارتفاع معدل التضخم. واحتفظت البرازيل وروسيا والتشيك وجنوب أفريقيا والمجر – وكلها دول رفعت أسعار الفائدة لديها أو من المتوقع أن تقوم بذلك قريبا – بمكاسبها ربع السنوية، وفي حين توقف ذلك مؤقتا بسبب ارتفاع الدولار الأسبوع الماضي، فإن عملات الأسواق الناشئة ستعاود الصعود عندما يتراجع الدولار.
وقال أحد الخبراء الاقتصاديين لبلومبرج: "من المتوقع أن تبدأ البنوك المركزية في الأسواق الناشئة في رفع أسعار الفائدة قبل قيام الاحتياطي الفيدرالي بذلك".
وأضاف: "خلال الصيف، قد يؤدي تراجع التقلبات إلى حث المستثمرين على الدخول في صفقات تجارة الفائدة الموسمية مرة أخرى مما يصب في صالح عملات الأسواق الناشئة ذات العوائد المرتفعة".