إنقاذ الكوكب يبدأ من إعادة التدوير، والتي لها فوائد متعددة من الحفاظ على الموارد وتوفير الطاقة إلى حماية البيئة وتقليل أحجام مدافن النفايات.
في عام 2018، كان القطاع الرسمي في مصر يجمع 810 آلاف طن من النفايات سنويا، بالإضافة إلى القطاع غير الرسمي الذي يجمع أكثر من 2.5 مليون طن.
وتستهدف مصر الوصول بمعدل إعادة تدوير النفايات إلى 80% على مدى السنوات السبع المقبلة مقارنة بمعدل عام 2019 البالغ 20%.
أطلقت مصر عددا من المبادرات للتشجيع على إعادة التدوير: في مارس 2017، أطلقت الحكومة مبادرة "بيع قمامتك"، وأنشأت عدد من الأكشاك في أنحاء متفرقة من القاهرة تسمح للأفراد بإيداع النفايات المصنفة كمواد قابلة لإعادة التدوير مقابل المال.
وأعلنت وزارة البيئة هذا العام عن مشروع يمتد إلى 3 سنوات بقيمة 3 ملايين دولار في محاولة للتخلص من الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في البلاد. تُستكمل هذه المبادرات بجهود أخرى لتحقيق أقصى استفادة من النفايات، مثل حي "الزبالين" في منشية ناصر، حيث يقوم 60 ألف جامع قمامة بإعادة تدوير أكثر من 80% من القمامة التي يجمعوها يوميا، أو ما يعادل 3 آلاف إلى 4 آلاف طن.
تسعى الحكومة أيضا إلى إشراك القطاع الخاص: في عام 2012، حصل البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة على تمويل من الاتحاد الأوروبي وألمانيا لإنشاء أقسام لإدارة النفايات في الغربية وكفر الشيخ وأسيوط وقنا والتعاقد مع القطاع الخاص للقيام بمعالجة النفايات وإعادة تدويرها.
وبحسب البرنامج، تقوم الحكومة بإمداد الشركات بالنفايات دون مقابل وتؤجر لها الأراضي لبناء منشآت إعادة التدوير، على أن تبيع الشركات بعد ذلك منتجاتها الثانوية. وفي بعض الحالات، تجمع الشركات النفايات بنفسها.
وقال هشام الشريف، الرئيس التنفيذي لشركة إيكارو لإدارة النفايات المملوكة للقلعة، في تصريح صحفي سابق: إن شركته حصلت على 78 جنيه للطن لمعالجة النفايات.
شركة أخرى هي شركة نهضة مصر التابعة للمقاولون العرب، حصلت على رسوم سنوية قدرها 850 ألف جنيه منذ أن بدأت العمل في عام 2011، حسبما أخبرنا نائب رئيس مجلس إدارة الشركة أسامة الخولي.
القطاع الخاص يشارك في تحقيق المستهدفات:
أطلقت وزارة البيئة في أبريل الماضي منصة بيبسيكو "التدوير من أجل الغد" لتقليل استهلاك البلاستيك، والتي تستهدف 8 آلاف طن من النفايات البلاستيكية التي تنتجها شركة بيبسيكو بحلول نهاية عام 2021 بقيمة 10 ملايين جنيه مخصصة للمرحلة الأولى.
وفي نفس الشهر، افتتحت شركة هنكل الألمانية وشركة إعادة التدوير "بلاستيك بانك" ثلاثة مراكز لجمع النفايات البلاستيكية تهدف للوصول إلى قدرة تجميع سنوية تبلغ 5 آلاف طن من النفايات البلاستيكية بحلول عام 2023.
وفي أواخر عام 2020، أطلقت "نستله مصر" أيضا منصة رقمية لتعزيز إعادة تدوير البلاستيك، بعد أن صُنفت مصر كواحدة من 20 دولة على مستوى العالم تنتج حوالي 50% من البلاستيك.
أنشأت الشركة "نظام الائتمان العكسي" لتسجيل وتوثيق كميات البلاستيك بين جامعي النفايات في منشية ناصر، والذين يحصلون بعد ذلك على حوافز مالية عند تحقيق الأهداف الشهرية.
إذا كنت مهتما بإعادة التدوير، فهناك عدد من المبادرات التي يمكن أن تساعدك: تعرض "بيكيا" شراء النفايات الصلبة مثل الإلكترونيات القديمة والبلاستيك والورق والقصدير وعناصر أخرى مقابل سلع أساسية مثل أرصدة الهاتف والبقالة وتذاكر المترو. كما تسمح "جو كلين" لعملائها بتبادل البلاستيك والورق والمعادن مقابل النقود أو منتجات التنظيف المنزلية.
وتقدم "إيفر جرين" خدمة جمع القمامة من المنازل لجميع أنواع الزجاجات البلاستيكية والورق والصناديق وعلب الألومنيوم، بينما تجمع "من جديد" النفايات الصلبة وتخصص عوائدها لتمويل أنشطة جمعية رسالة الخيرية.
هل لديك نشاط تجاري؟
بخلاف المنازل، فإن جو جرين تجمع القمامة من الشركات والمصانع والمقاهي مقابل المال أو الأدوات المنزلية.
وهناك بعض شركات إعادة التدوير المتخصصة: تركز ريسيكلوبيكيا على جمع النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها. كما تعرض "إعادة تدوير زيت الطعام" شراء زيت الطهي المستعمل مقابل جنيهان للتر، بينما تقدم "جرين بان" نفس الخدمة للأفراد والشركات.
ثورة إعادة التدوير طالت كل شيء من الأزياء والإكسسوارات إلى الأثاث: تقدم "زبالين بروداكتس" منتجات صديقة للبيئة مصنوعة يدويا من مواد معاد تدويرها من قبل حرفيات منتسبات لجمعية حماية البيئة في القاهرة، بالإضافة إلى بيع المنتجات في أوروبا وأمريكا الشمالية.
كما يقوم "متجر زبالة" بتجميع النفايات البلاستيكية والورقية والكرتون وإعادة تدويرها ثم بيع المنتجات الثانوية. ستوديو تصميم "موبيكيا" هو علامة تجارية خضراء أخرى تستخدم النفايات الصلبة، مثل الإطارات القديمة والصناديق البلاستيكية لإنتاج الأثاث والقطع الفنية.
أما "ريفورم ديزاين ستوديو" فيستخدم النفايات في صنع منتجات عصرية من الملابس إلى الأثاث. وتبيع "أبفيوز" مجموعة واسعة من المنتجات المستدامة والصديقة للبيئة بما في ذلك الحقائب وحافظات اللابتوب والملابس والأحذية – جميعها مصنوعة من الأكياس البلاستيكية وغيرها من المنتجات البلاستيكية – والتي تجمعها أبفيوز من خلال التعاون المستدام مع "كايرو جاربدج سيتي" بالإضافة إلى المصانع والتبرعات.
تذكر أن فرز القمامة هو الخطوة الأولى:
حتى إذا كنت لا تخطط لإعادة التدوير بنفسك، فإن فرز النفايات إلى مواد عضوية وغير عضوية قابلة لإعادة التدوير يمكن أن يقدم عونا كبيرا لجامعي القمامة الذين سيعالجون تلك النفايات.