قال محمد عطا، خبير أسواق المال إن العالم يشهد الأن موجة جديدة من أزمة الطاقة أدت إلى صعوبة حصول الدول على مختلف مصادر الطاقة لمواصلة النشاطات اليومية والحياتية وكذلك الانتاج الصناعى بها حيث وصل الأمر بعدة دول إلى اللجوء لوضع الكثير من التدابير والحلول التى من شأنها الخروج من هذة الأزمة.
وأوضح خببير سوق المال في تصريح خاص لـ 'أهل مصر'، أن هناك مقاطعات فى الصين لترشيد استهلاك الكهرباء اليومي وأيضا بعض ولايات أمريكا والكثير من الدول الأوروبية تدفع الكثير للحصول على الغاز للتدفئة، بالإضافة إلى أن في الهند محطات توليد الطاقة لا تجد الفحم التي تدار به كل هذة الأمور بفعل أزمة طاحنة للطاقة حاليا تجتاح العالم كانت لها أسباب كثيرة.
أضاف 'عطا'، أن أهم أسباب أزمة الطاقة وارتفاع أسعارها هو تعافي الاقتصاد العالمي بعد فترة الركود التي شهدها العالم خلال جائحة كورونا والتي استمرت أكثر من عام وفي ظل تراجع إعداد الإصابات والوفيات والسيطرة على الجائحة وتوزيع الأمصال وكذلك فتح حركة الطيران والتبادل التجاري بين الدول مرة أخرى سارعت جميع اقتصاديات دول العالم لتعويض ما لحق بهم من اضرار اقتصادية في مرحلة الركود وتحقيق ما فاتها من نمو بشتى المجالات في وقت واحد.
وأكد أن ذلك أدى إلى استنزاف جزء كبير من احتياطي الطاقة الموجود باغلب الدول وهذا يعتبر واحد من أهم عوامل تلك الأزمة.
وأشار أن الأمر الثاني، أنه في ظل جائحة كورونا توقفت جميع الاستكشافات النفطية وكذلك اكتشافات حقول الغاز في جميع الدول وعدم استخراج نفط أو غاز أو فحم ظل الاستخدام يقتصر على احتياطيات موجودة بالفعل دون التوسع في المصادر، وهذا ما أدى إلى عدم كفاية المعروض من الطاقة عند ازدياد الطلب عليه لبدء العمل والانتاج بكامل طاقة الدول الصناعية والإنتاجية.
وأوضح أن ذلك تزامن مع ما تشهده أوروبا وأغلب دول العالم من فصل شتاء غير عادي ومن جو قارس البرودة يحتاج الكثير من الطاقة للتدفئة وهو ما جعل الكثير من سكان تلك الدول يتسارعون للحصول على الغاز لاستخدامه في التدفئة، الأمر الذي أدى إلى نفاذ احتياطي الغاز وأدى بالتبعية إلى زيادة أسعاره وعند االلجوء بعد ذلك لاستخدام البنزين للتدفئة ارتفع جالون البنزين لأكثر من الضعف.، بالإضافة إلى بعض العوامل الطبيعية الجوية الغير مستقرة من أعاصير شديدة حدثت لوقت ليس بقصير أدت إلى إغلاق الكثير من المصافي النفطية بالدول المنتجة وبالتبعية توقف منظمة أوبك عن زيادة الإنتاج، علاوة على هدوء الرياح فوق بحر الشمال الذي على إثره توقف توليد طاقة الرياح وهي طاقة متجددة نظرا لتوفق التربينات.
وتابع، أن الاختلافات السياسية والاقتصادية بين بعض الدول التي تشكل مراكز قوى لانتاج وتصدير الطاقة بمختلف أنواعها للعالم أدت إلى زيادة كبيرة بأسعار كافة أنواع وأشكال الطاقة حيث ارتفع خام نايمكس ليصل الـ 80.5 دولار وكذلك برنت ليسجل 83.5 دولار للبرميل، وكذلك شهدت أسعار الغاز ارتفاعا غير مسبوق لم تشهده من قبل ليصل إلى 5.5 دولار