وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات بعد اجتماع أوبك حيث اتفقوا على التمسك بسياستهم الحالية المتمثلة في الزيادات الشهرية التدريجية في إنتاج النفط، مما أثار مخاوف التضخم. وعلى الصعيد المالي، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي زيادة قصيرة الأجل في سقف الديون لتجنب التخلف عن السداد على المدى القريب. أما بالنسبة لتقرير الوظائف، فقد جاءت بيانات الوظائف غير الزراعية أقل من التوقعات، إلا أن المستثمرين اعتبروا التفاصيل والأجزاء الأخرى من التقرير ليست سيئة. قاد التقرير المستثمرين للاعتقاد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيستمر في الخفض التدريجي لبرنامجه لشراء الأصول. ارتفعت الأسهم خلال الأسبوع بينما خسرت سندات الخزانة مع تزايد مخاوف التضخم على خلفية ارتفاع أسعار النفط.
تحركات الأسواق
سوق السندات:
خسرت سندات الخزانة الأمريكية خلال الأسبوع على صعيد استمرار مخاوف التضخم، حيث ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات، وكذلك نتيجة لتحسن الرغبة في المخاطرة بعد أن أقر مجلس الشيوخ تشريعًا لرفع سقف الديون مؤقتا وبالإضافة الى ذلك، بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكية يوم الجمعة، واصلت سندات الخزانة خسائرها حيث يعتقد المستثمرون أن ارتفاع الأجور بشكل أقوى من المتوقع في سبتمبر وانخفاض البطالة، سيزيدان من الضغوط التضخمية على الرغم من النمو الضعيف في الوظائف غير الزراعية. وعلى مدار الأسبوع، ارتفعت عوائد غالبية سندات الخزانة.
ومن الجدير بالذكر أن العائد القياسي للسندات أجل 10 سنوات كسر يوم الجمعة مستوى الـ 1.60% للمرة الأولى منذ يونيو الماضي، مرتفعًا إلى 1.614%.
العملات:
أنهى مؤشر الدولار الأسبوع دون تغيير تقريبًا، حيث صعد بنسبة طفيفة بلغت + 0.03%. بينما خسر اليورو (-0.23%) مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بسبب نقص الإنتاج، مما زاد المخاوف من أزمة طاقة محتملة قد تؤثر على النمو في المستقبل. تجدر الإشارة إلى أن اليورو وصل يوم الخميس إلى أدنى مستوى له منذ يوليو 2020. وفي الوقت نفسه، ارتفع الجنيه الإسترليني (+ 0.51%) حيث حول التجار اهتمامهم إلى احتمالية رفع أسعار الفائدة في المملكة المتحدة.الذهب
انخفض الذهب بنسبة 0.22% لينهي تعاملات الأسبوع عند 1757.1 دولار للاونصة. انخفضت الأسعار قبل صدور تقرير الوظائف الأمريكية حيث تراجعت مطالبات إعانة البطالة الأسبوعية الأولية، مما يشير إلى أن انتعاش سوق العمل قد استعاد الزخم بعد التباطؤ الأخير. وفي الوقت نفسه، من الجدير بالذكر أن المعدن الأصفر قد ارتفع في البداية بما يصل إلى 1% يوم الجمعة بعد أن جاءت بيانات الوظائف الأمريكية دون التوقعات. وبعد التعمق في التفاصيل الداخلية للتقرير، رأى المستثمرون أن البيانات ليست سيئة للغاية واستعاد المؤشر معظم مكاسبه، ليغلق اليوم دون تغيير تقريبًا (+0.08%)
أسواق الأسهم:
حققت الأسهم الأمريكية مكاسب هذا الأسبوع وذلك بعد موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على رفع حد سقف الديون. من الجدير بالذكر أنه في بداية هذا الأسبوع، سجلت المؤشرات الرئيسية خسائر وسط مخاوف من استمرار ارتفاع التضخم بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، ولكن انتعشت المؤشرات في جلسات التداول التالية، حيث تعافت أسهم النمو من موجات البيع المكثفة، واستفادت أسهم القطاع المالي من ارتفاع العوائد. وفي نهاية هذا الأسبوع، انخفضت أسهم قطاع التكنولوجيا بعد تعهد محافظ البنك المركزي الصيني باتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة ضد شركات التكنولوجيا المالية. وحقق مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 مكاسب بنسبة 0.79%، كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones index بنسبة 1.22%. في الوقت نفسه، أنهى مؤشر ناسداك المركب للأسهم التكنولوجية الكبرى Nasdaq تداولات هذا الأسبوع دون تغيير تقريبًا، حيث ارتفع بنسبة 0.09%. وانخفض مستوى التقلبات طبقًا لقراءات مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق هذا الأسبوع بنسبة (-2.38 نقطة)، وسجل المؤشر مستوى 18.77 نقطة مقارنة بمتوسطه منذ بداية العام والذي يبلغ 19.83 نقطة. تتبع مؤشر STOXX 600 اتجاه نظرائه في الولايات المتحدة، حيث ارتفع بنسبة (+0.97%)، وذلك بعد خفض أسعار الغاز في نهاية هذا الأسبوع (ليستعيد بذلك جزءًا من مكاسبه السابقة) بعدما وردت تقارير تشير إلى أن روسيا تعتزم تقديم المزيد من الإمدادات للمنطقة.علاوة على ذلك، ارتفع مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.84% هذا الأسبوع على خلفية تحسن معنويات المخاطرة قليلاً بعد توصل الكونجرس الأمريكي إلى اتفاق بشأن سقف الديون. تكبدت أسهم الأسواق الناشئة خسائر في بداية هذا الأسبوع بسبب المخاوف من أزمة ديون الصين، وبسبب مشاكل سقف الدين الأمريكي التي ألقت بثقلها على معنويات الأسواق، ولكن انعكس هذا الاتجاه بمجرد توصل الكونجرس إلى اتفاق حول سقف الدين الأمريكي، الأمر الذي عزز شهية المستثمرين للأصول عالية المخاطر.
البترول:
ارتفعت أسعار النفط بنسبة 3.92%، حيث أنهت تداولات الأسبوع عند 82.4 دولارًا للبرميل، لتصل بذلك إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات على مدار الأسبوع، حيث أكدت (أوبك +) في اجتماعها يوم الاثنين أنها ستلتزم بسياستها الحالية للزيادة التدريجية الشهرية في إنتاج النفط. ويؤكد هذا القرار ارتفاع انتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميًا كل شهر حتى أبريل 2022 على الأقل. وجاء هذا الإعلان على الرغم من التكهنات باحتمالية اختيار المنظمة لرفع انتاج النفط وسط نقص إمدادات الطاقة على مستوى العالم. من ناحية أخرى، فإن العامل الرئيسي الذي يجب ملاحظته في السوق هو التحول من استخدام الغاز إلى استخدام النفط؛ ففي الوقت الحالي، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الغاز، اتجهت بعض الصناعات إلى استخدام النفط بدلاً من الغاز لسد احتياجاتها من الطاقة، الأمر الذي يزيد بدوره من الضغط على أسعار النفط.