ذعر كبير طال مجتمع أسواق المال والبورصات العالمية والعربية على حد سواء، بعد الكشف عن متحور كورونا الجديد 'أوميكرون' الذي ظهر في جنوب افريقيا وهو الأخطر بين السلالات، حيث يحمل 50 نقطة من العوامل الوراثية، وتأثرت كافة تعاملات البورصات ، فور الإعلان عنه ويليها تحذيرات منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي أدى إلى اشتعال الصراع بين الصحة والمال من جديد، بعد مرور أكثر من عام على تفشى جائحة كورونا المستجد حول أنحاء العالم.
اشتعال الصراع بين الصحة وأسواق المال من جديد
من جانبها، قالت حنان رمسيس، الخبيرة الاقتصادية لدى شركة 'الحرية لتداول الأوراق المالية'، إن تأثير متحور كورونا الجديد على البورصات العالمية والعربية، يعيد للاذهان تداعيات أزمة كورونا ومدى تاثيرها على الاقتصاديات الدول، وأيضًا مؤشرات أسواق المال، قائلة': روؤس الأموال جبانة، وعند المفاضلة بين الصحة والمال بالطبع ستكسب الصحة'.
وأضافت رمسيس في تصريحات خاصة لـ« أهل مصر»، أن المتداولين بالبورصة يحاولون تخفيض مراكز مبيعاتهم، وذلك من خلال تحقيق نسبة طفيفة من السيولة لمواجهة اي تداعيات سلبية، أو الاستفادة بجزء منها في بدائل الاستثمار الأكثر آمانًا، مشيرة إلى أن المنطقة العربية وخاصة مصر اتجهت لعدم اللجوء إلى الغلق أثناء ظهور متحور دلتا بالتزامن مع أزمة كورونا التي بدأت في العام الماضي 2020.
وأوضحت، أن الدولة المصرية اتخذت بعض الاجراءات الاحترازية، و منها تعليق الطيران مع جنوب افريقيا، والاستمرار في اعطاء اللقاح لمعظم المواطنين، إلا أن اسواق المال والبورصة المصرية تأثرت بالمتحور الجديد، حيث تواجدت المؤشرات بالكامل في المنطقة الحمراء وانخفض المؤشر الرئيسي في اول ساعات التداول بنسبة ١.٣٧%، ليصل لمستوي ١١٢٧٤ نقطة، كما انخفض المؤشر ٧٠ والذي يقيس أداء المتعاملين الأفراد بنسبة ١.٤٨%، ليصل لمستوي ٢٠٥٢ نقطة، وشملت الانخفاضات المؤشر ١٠٠ الأوسع نطاق لينخفض بنسبة ١.٥١% ليصل لمستوي ٣٠١٣ نقطة، وسط قيم تداول تصل إلى 313 مليون، وقد تصل إلى 800 مليون مع نهاية الجلسة.
وتابعت، ' أن الانخفاضات في مصر لن تصل للحد الذي تغلق معه الجلسة، بسبب تغير حساب النسبة التي يغلق عليها في المؤشر100 بعد التعديل الأخير التي استحدثته البورصة، ويتضح ذلك من خلال غلق أول نصف ساعة عند وصول المؤشر ١٠٠ إلى ١٠%، وهي نسبة صعبة نوعًا ما، في ظل انخفاض قيم التداول وعزوف الأفراد عن التداول، بسبب المشاكل الإدارية التي جعلت المؤشرات تدخل في سلسلة من التراجعات منذ سبتمبر الماضي، كما أن ٢٠% انخفاض دفعة واحدة لتغلق الجلسة كليًا يصعب تحقيقه.
وتتوقع الخبيرة الاقتصادية، أن الدولة ستقوم باتخاذ بعض المحفزات، التي تتعلق بضخ سيولة وتبسيط اجراءات ودعم المتعاملين الأفراد، و من الممكن أن تنفصل البورصة المصرية جملًا وتفصيلًا عن أداء الأسواق العربية والأجنبية، موضحًا أنهم في ذروة ارتفاعاتهم القياسية، والتي وصلوا إليها بمنتصف شهر نوفمبر الراهن، حيث لم تتفاعل البورصة المصرية بسبب مشاكل وممارسات داخلية أضرت بالأسواق، كما تتوقع أن تقوم الحكومات والبنوك الفيدالية باجراءات تحفيزية وتنشيطية حول العالم، تدعم عودة المؤشرات لمسارتها الصاعدة، مستفيدة من تجربتها السابقة في مارس ٢٠٢٠ أثناء ذروة انتشار فيروس كورونا، ولكنها ستتأثر بأسعار النفط عالميًا، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض السعر.
انخفاض الطلب بسبب الإغلاق المحتمل
أما عن انخفاض الطلب بسبب الإغلاق المحتمل من المتحور الجديد، أو استخراج الدول الكبرى للاحتياطيات الاستراتيجية بغرض تراجع الأسعار، قد يكون المتحور الجديد لكورونا، سبب في كبح جماح التضخم، والذي على آثره ارتفعت أسعار السلع الأساسية عالميًا.
وأشارت «رمسيس»، إلى أن بورصات الأسواق العربية، ستتأثر بمتحور كورورنا الجديد «أوميكرون»، بنسب تتراوح بين 3 إلى 5%، وتعد تراجعات من المكاسب المحققة خلال الفترة الماضية، لافتة أن الأسواق العربية تنتعش بشكل كبير لهدوء الأوضاع السياسية وارتفاع الطلب على النفط، نتيجة زيادة الاستهلاك المتزايد.
وأوضحت الخبيرة الاقتصادية، أن ارتفاع مؤشرات البورصات العربية إلى نقاط قياسية، يرجع إلى انتهاج سياسات تحفيزية، من تداعيات تفشي أزمة كورونا ومتحوراتها، الذي تلقى بظلالها على تقلب الأسواق راسًا علي عقب، وتتسبب في سلسة تراجعات وخسائر بالجملة.
وبالنسبة للمتحور الجديد لفيروس كورونا «أوميكرون»، والذي تم اكتشافه مؤخرًا في جنوب أفريقيا، ساهم في تراجع الأسواق العربية بشكل قوي، إضافة إلى الإقليمية والعالمية أيضًا، وذلك بسبب تفضيل الصحة عن المال والاحتفاظ بالسيولة هو الاختيار الأفضل من وجهة نظر المتعاملين لمواجهة تداعيات متحور كورونا الجديد.
في السياق ذاته، قال الدكتور هاني أبو الفتوح، الخبير الاقتصادي، إن المتحور الجديد لفيروس كورونا 'أوميكرون' أثار قلقًا عالميًا، حيث عانت البورصات الأوروبية والخليجية من أكبر انخفاضاتها منذ أكثر من عام، إذ يثار المستثمرون شعور بالقلق، خاصة أن الفيروس المتحور يقلص التقدم الذي تم تحقيقه على مدار شهور في السيطرة على جائحة فيروس كورونا .
وأضاف أبو الفتوح في تصريحات خاصة لـ« أهل مصر»، أن تلك المخاوف تهاوي الأسواق المالية ، لا سيما أسهم شركات الطيران وغيرها في قطاع السفر ، والنفط الذي تراجع بنحو 10 دولارات للبرميل، كما تراجعت أسهم بعض شركات الطيران العالمية الكبرى بأكثر من 10٪، وتابع، ' إغلاق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضًا 2.5٪ ، هو أسوأ يوم له منذ أواخر أكتوبر 2020 ، وشهدت الأسهم الأوروبية اسوء يوم لها منذ 17 شهرًا.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن العملات المشفرة تكبدت خسائر كبرى، حيث شهدت عملة البيتكوين موجات بيع وانخفضت بنسبة 8.4٪ إلى 54179 دولارًا، وقد بدأت الآثار الاقتصادية للفيروس المتحور محسوسة بالفعل في عدة دول، حيث تخضع الرحلات الجوية بين جنوب إفريقيا وأوروبا للحجر الصحي أو تم إغلاقها تمامًا، بينما شددت عدة دول أخرى من بينها مصر والهند واليابان وإسرائيل وتركيا وسويسرا والإمارات العربية المتحدة فرض بعض القيود على السفر، وهذا يعني المزيد من الخسائر للاقتصاد الوطني، وستعاني العديد من القطاعات الاقتصادية بسبب هذه القيود.