مسار صادرات النفط الخام الروسي بعد الحرب على أوكرانيا إلى أين؟

صادرات النفط الخام الروسي
صادرات النفط الخام الروسي

أصدر مركز شاتوم هاوس الإنجليزي المتخصص في الدراسات الاقتصادية الدولية، تقريرًا كشف من خلاله مسار صادرات النفط الخام الروسية، بعد غزو روسيا اوكرانيا، والتي تسببت في اضطرابات شديدة الآثار والتداعيات على أسواق النفط والغاز الطبيعي العالمية، وطالت الصناعة في حد ذاتها.

وأشار تقرير "شاتوم هاوس"، إلى العقد الذي وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منتصف العام 2020، بهدف زيادة الصادرات الروسية من حقل فوستوك النفطي بـ15%.

لماذا قررت روسيا زيادة صادرات النفط الروسي"فوستوك أويل"؟

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا قررت روسيا زيادة صادرات النفط الروسي من حقل "فوستوك أويل" تحديًدًا؟ وبهذه النسبة الكبيرة؟ وفي هذا التوقيت؟.

يعد حقل فوستوك أحد ركائز صناعة النفط الروسية متمثلة في مشروع "فوستوك أويل الروسي"، والذي يهدف إلى بناء بنية تحتية جديدة للنفط والغاز في شمال روسيا، في شبه جزيرة تايميا، وفي إطار المشروع أعلن في نوفمبر من العام 2020 التخطيط للربط بين مجموعة من حقول النفط الكبيرة في إقليم "كراسنويارسك"، وتشكيل مجمع إنتاجي على أساسها، وتبلغ حجم الاستثمارات الإجمالية للمشروع 10 تريليونات روبل ما يعادل نحو 159 مليار دولار.

تقود شركة روسنفت صناعة النفط الروسية، وتعد هي المخطط الأول لمسار الصادرات من النفط الخام الروسي، إذ خططت في نهاية العام 2020 لشحن نفط "فوستوك"، عبر طريق بحر الشمال، وهو طريق مختصر عبر القطب الشمالي إلى آسيا.

أهمية جيوسياسية لـ "فوستوك أويل"

بات واضحًا أن اختيار القيادة السياسية الروسية لحقل "فوستوك أويل"، من أجل تنمية صادرات النفط الخام من خلاله بنسبة 15%، كانت بسبب موقعه الجغرافي الذي يمنح روسيا بعدًا استراتيجي في تحول مسار صادرات النفط الخام الروسية إلى مسارات جديدة.

قرب المسافة بين حقل "فوستوك أويل" وطريق بحر الشمال، يمكن مسار صادرات النفط الخام الروسي من تجاوز الغرب جيوسياسيًا وكذلك جغرافيًا، ما يسمح للنفط بالعبور على طول المياه الخارجة عن سيطرة البحرية الأمريكية، وبعيدًا عن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا وأوروبا على روسيا ضمن تداعيات الغزو على أوكرانيا.

آسيا حاضنة صادرات النفط الخام الروسي

أكد تقرير مركز شاتوم هاوس الإنجليزي، أن المخطط الروسي لتغيير مسار صادرات النفط الخام من أمريكا أوروبا، لم يكن واضحًا لقبل الجماعة الغربية، رغم أنه في مطلع العام 2021 كانت هناك دلائل وإشارات من من تجار النفط والغاز الأوروبيين- تؤكد أن صادرات النفط الخام الروسي سوف تتجه إلى أسواق استهلاكية جديدة، وهو ما سعت إليه الشركة الروسية لصناعة النفط روسنفت.

خططت "روسنفت"، إلي الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لحقل "فوستوك أويل"، وعملت على زيادة نسبة الصادرات من الحقل، وأيضًا فتح أسواق جديدة له في البلدان الآسيوية، ودعم تخطيطها المنافسة الشرسة بين تجار النفط والغاز الأوروبيين ونظائرهم الآسيويين على صادرات النفط الخام الروسي، وكانت هذه المنافسة بمثابة اختبار لحجم الطلب على النفط الخام الروسي في آسيا.

لذا؛ تكمن إجابة السؤال المتعلق بلماذا قررت روسيا زيادة صادرات النفط الروسي من حقل "فوستوك أويل" تحديًدًا؟ وبهذه النسبة الكبيرة؟ وفي هذا التوقيت؟ في أن روسيا قررت تحويل مسار صادراتها من النفط الخام إلى آسيا، بالإضافة إلى زيادة نسبة صادرتها 15%، منها لتغطية حجم الطلب في السوق الآسيوي، وأيضًا لزيادة عائدات صادرات النفط بنسبة 15% لمواجهة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا وأوروبا عليها بسبب غزوها لأوكرانيا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مدبولى يدعو رجال الصناعة إلى تعميق الصناعة في مصر.. ويؤكد: "شاغل الحكومة الأول"