قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن المساواة بين الجنسين تعد أساسية لتحقيق ولاية المنظمة ببناء عالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية والفقر، وتقر المنظمة بأن أوجه عدم المساواة المستمرة بين النساء والرجال تشكل عائقًا هامًا في وجه التنمية الزراعية والريفية، وبأن القضاء على هذه التباينات أساسي لإقامة نظم غذائية مستدامة وشاملة ومجتمعات قادرة على الصمود ومسالمة.
وفي حين تم إحراز تقدم ملحوظ على صعيد الارتقاء بالمساواة بين الجنسين، ما زال من الضروري معالجة ثغرات هامة، وكما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للمرأة عام 2018، فإن تحقيق المساواة للمرأة وتمكين النساء والفتيات هو العمل غير المكتمل في زمننا هذا، وهو التحدي الأكبر لحقوق الإنسان في عالمنا.
وينبثق التزام المنظمة بتعزيز المساواة بين الجنسين من الولاية الحكومية الدولية للأمم المتحدة بهدف الترويج لحقوق المرأة وحمايتها باعتبارها حقوقًا إنسانية أساسية، وفق ما أقر به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 واتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة لعام 1979.
وتتسم هذه الاتفاقية بأهمية قصوى لولاية المنظمة لا سيما وأن المادة 14 تلفت الانتباه إلى الحالة الفريدة للنساء الريفيات واحتياجاتهن، وتلزم الدول الأطراف باتخاذ جميع التدابير الملائمة للقضاء على أي شكل من أشكال التمييز الذي يحول دون استفادتهن من التنمية الريفية على نحو متكافئ، كما أن الجهود التي تبذلها المنظمة لتحقيق المساواة بين الجنسين موجهة بالالتزامات المتفق عليها في إعلان ومنهاج عمل بيجين اللذين يبقيان بعد 25 عامًا من اعتمادهما النموذج الأكثر تقدمًا وطموحًا لتمكين النساء والفتيات.
ومنذ عام 2015، قامت المنظمة بمواءمة عملها مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التى توفر للأسرة الدولية إطارًا شاملًا للتصدي للتحديات العالمية، يرمي إلى استئصال الفقر، والجوع وسوء التغذية، والحد من أوجه اللامساواة المتعددة والمتداخلة، ومعالجة تغير المناخ وإدامة السلام.
وبناءً على المعايير والالتزامات الواردة في اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة ومنهاج عمل بيجين، تحتل المساواة بين الجنسين موقفًا بارزًا في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، بشكل هدف قائم بحد ذاته (الهدف 5) وموضوع مشترك على السواء، مع أكثر من 30 مقصدًا متصلًا بالمساواة بين الجنسين في سائر أهداف التنمية المستدامة.