قال أحمد محمد إمام، الخبير الاقتصادي، إن العالم يتغير بصورة متسارعة مع ظهور ثورة صناعية رابعة قائمة بالأساس على الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الصناعي وتنمية أكثر استدامة وبيئة اقتصادية خضراء تعتمد على الطاقة المتجددة بأنواعها المختلفة طاقة شمسية و رياح.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن إستراتيجية الطاقة المتجددة في مصر تهدف إلى الوصول إلى نحو 42% من إجمالي الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة بحلول عام 2035، لافتا أنه نجحت مصر في الوصول في 2021 الى نسبة 20% من إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة 2% طاقة شمسية و 12% رياح و6% مياه ليصل إجمالي القدرة الأسمية للشبكة القومية للكهرباء لنحو 60 ألف ميجاوات، تشمل كل المصادر، بعد تنفيذ الوزارة عبر شركة «سيمنس» 3 محطات كهربائية، والتي تعد الأكبر على مستوى العالم بنظام الدورة المركبة، هى «بنى سويف»، و«الكريمات»، و«العاصمة الجديدة»، بقدرات 14800 ميجاوات، فيما بلغ إجمالى قدرات الطاقة المتجددة على مستوى مصر لنحو 6000 ميجاوات شاملة الطاقة المائية.
الطاقة المتجددة
وأضاف أن الطاقة المتجددة تمثل نحو %20 من إجمالى القدرة الاسمية للشبكة القومية، وأشار إلى أن مصر تعمل على تعديل مزيج الطاقة المستهدف في المستقبل ليشمل النيتروجين الأخضر، والهيدروجين، فهو أخف العناصر وأكثرها وفرةً في الكون، بالإضافة إلى كونه مصدرًا لطاقة نظيفة يمكن أن تكون بديلًا للوقود الأحفوري الذي يعتمد عليه العالم في توفير قرابة 80% من إمدادات الطاقة في العالم، ويُعد المصدر الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة المسبِّبة للاحتباس الحراري. رغم ندرة وجود الهيدروجين منفردًا على الأرض، إلا أنه يمكن إنتاجه باستخدام الطاقة النظيفة لتقسيم جزيئات الماء.
مشيرا إلى أنه تُستخدم هذه الكمية بشكل أساسي في صناعة سماد الأمونيا والمواد الكيميائية مثل الميثانول، ولإزالة الشوائب في أثناء تكرير النفط، كما يعمل الهيدروجين كناقل للطاقة الكيميائية، مثل النفط أو الغاز، ويخزن ثلاثة أضعاف الطاقة لكل وحدة كتلة مثل البنزين التقليدي، وعندما يحترق في الهواء يتحد مع الأكسجين لإنتاج الماء مرةً أخرى، وتابع أنه كما في مصادر الطاقة المختلفة، فإن الهيدروجين أيضًا ينقسم إلى أنواع أو 'ألوان' مختلفة.
الهيدروجين الأخضر
متابعها ان الهيدروجين الأخضر، ينتج عند استخدام الكهرباء المولدة من الطاقات المتجددة (مثل الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الهيدرومائية) لتقسيم الماء إلى مكوناته، الهيدروجين والأكسجين، وفي هذه الحالة تكون عملية إنتاج الهيدروجين خاليةً من الكربون وأي ملوثات للهواء
وأضاف أنه يتوقع مجلس الطاقة العالمي أنه بحلول عام 2025 يمكن أن تغطي إستراتيجيات الهيدروجين الوطنية البلدان التي تمثل أكثر من 80٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي منه.حيث يتوقع تلبية (25%) من احتياجات العالم من الطاقة بحلول عام 2050 بحجم مبيعات سنوية تبلغ 770 مليار دولار.
يعتبر الهيدرجين الأخضر بخلاف أنه مصدر مباشر للطاقة الكهربائية و أيضًا القدرة على توفير تخزين طويل الأمد للطاقة، وهذا ما يعني إمكانية الوصول إلى شبكة كهربائية متجددة بنسبة 100٪ من خلال العمل كشكل من أشكال التخزين الموسمي؛ لدعم الشبكة في أثناء التغيرات الموسمية في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتعزيز موثوقيتها ومرونتها.
الطاقة الدولية
وأوضح أن وكالة الطاقة الدولية كشفت 'في حين أن أقل من 0.1% من إنتاج الهيدروجين العالمي المخصص حاليا يأتي من التحليل الكهربائي للماء، ومع انخفاض تكاليف الكهرباء المتجددة، لا سيما من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، هناك اهتمام متزايد بالهيدروجين الناتج عن استخدام التحليل الكهربائي للمياه'.
وأردف أن الطرق التقليدية لاستخراج الهيدروجين تتسبب في انبعاث ثاني أكسيد الكربون. وعالميا تمثل التكلفة العنصر المؤثر على حجم الإنتاج من الهيدرجين الأخضر حيث وفقا لتصريحات وزير الكهرباء المصري.
وتابع فإن الكهرباء تمثل 50% من تكلفة إنتاج الهيدروجين، وأن التوسع في محطات إنتاجه يؤدي إلى خفض تكلفة الإنتاج، ومن ثم وقعت الوزارة عقودًا مع شركات عالمية لدراسة تنفيذ إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه، منها مذكرة تفاهم مع شركة سيمنز الألمانية لتنفيذ مشروعات تجريبية لإنتاج من 100 إلى 200 ميجا وات، عن طريق تقنيات المحلل الكهربائي للمياه.
محطة ضخمة بشرق بورسعيد
حيث تخطط مصر طبقا للتوجه التنمية المستدامة لإنتاج الهيدروجين الأخضر من النفايات، في محطة ضخمة بشرق بورسعيد، وتصل تكلفة المحطة إلى 3 مليارات دولار أمريكي، ويتوقع أن تنتج 300 ألف طن سنويًّا، وتعالج المحطة ما يقارب 4 ملايين طن سنويًّا من النفايات العضوية والمواد البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير. كمشروع من منها 8 مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق في مصر وهو ما يمثل حصة من السباق العربى نحو النتروجين الأخضر بإجمالى 28 مشروع في السعودية والامارات ودول عربية مختلفة بلغت و حصة الدول الأفريقية 11% من 163 ميجاواط أُعلنت عالميًا من مشروعات الهيدروجين الأخضر خلال العام الماضي، تمثّل أكثر من نصف سعة الإنتاج الحالية البالغة 243 ميجاواط التي أُعلِنت منذ عام 2015.على رأسها مصر والإمارات.