قال د.محمد راشد أستاذ الاقتصاد بجامعة بنى سويف، إن الدولة المصرية نجحت، بدعم من القيادة السياسية، فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى، بعد حدوث طفرة هائلة فى الاكتشافات الغازية بمنطقة المتوسط.
وأوضح أن مصر كانت تعانى من ارتفاع الفاتورة الاستيرادية للمنتجات البترولية بما فيها الغاز الطبيعى نتيجة نقص الإنتاج، وبعد تحقيق الاكتشافات بمنطقة المتوسطة خاصة حقل "ظهر" صاحب الاحتياطى الاكبر تم تغطية السوق المحلى، لتبدأ مرحلة جديدة وهى تحقيق الاكتفاء الذاتى من خلال خطط استراتيجية تنموية للحقول القديمة والسعى الدائم فى اكتشاف حقول غاز جديدة.
وأضاف أن كشف ظهر بالمتوسط عمل على فتح شهية الشركات العالمية للعودة مرة اخري للعمل بالمياه العميقة المصرية، وعملت الدولة المصرية على تقديم الامتيازات للمستمثرين بالشركات العالمية لضخ المزيد من استثماراتهم فى مصر.
وأشار إلى أن "ظهر" هو الكشف الأضخم فى الاكتشافات الجديدة بمنطقة امتياز الشروق لشركة إينى الإيطالية، وتم اكتشافه خلال أغسطس 2015، بحجم احتياطى عالمى يصل إلى 30 تريليون قدم مكعب، وتصل التكلفة الاستثمارية للمشروع حوالى 6ر15 مليار دولار، ويصل حجم احتياطى ظهر 30 تريليون قدم مكعب غاز، ومن المستهدف الوصول بإنتاجه إلى أكثر من 3 مليارات متر مكعب من الغاز يوميا، ونتيجة لجهود الدولة المصرية ودعم الرئيس السيسى بدأ الإنتاج من الحقل فى وقت قياسى لم يتجاوز 28 شهرا بدلا من 5 أعوام لتعلن مصر عن أول شعلة غاز تضيء سماء بورسعيد إعلانا عن بدء إنتاج الحقل، وذلك بعد التشغيل التجريبي الذي أجرى حينها للتأكد من سلامة خطوط النقل الممتدة بالبحر الأحمر، على مسافة تقدر بحوالي 200 كيلومتر، ليبدأ ضخ إنتاج الحقل بالشبكة القومية للغاز، حيث يوجد حقل الغاز على عمق 1450 مترا تحت سطح الماء على مساحة حوالي 100 كيلو متر مربع.
وبين أن اكتشافات ومشروعات تنمية حقول الغاز توالت، كمشروع تنمية حقل نورس، واتول بشمال دمياط، وتنمية حقول شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل، حقول غرب الدلتا بالمياه العميقة، تنمية منطقة جنوب غرب بلطيم بالبحر المتوسط وكذلك حقول دسوق، حقول شمال سيناء المرحلة الثالثة، خطوط نيدوكو الجميل ببورسعيد.
وأكد أن الجمهورية الجديدة نجحت فى جعل مصر صاحبة الكلمة العليا بالمتوسط وعاصمة للطاقة ومركزا إقليميا لتبادل وتجارة الغاز الطبيعى بفضل بنيتها التحتية التى تتميز بها بالمنطقة وموقعها الجغرافى المميز بين دول المنطقة ووجود وقربها من الموانى العالمية، فضلا عن تاسيس منتدى شرق المتوسط للغاز الذى جعل من مصر اللاعب الرئيسي بالمتوسط.