عاشت مصر فترة منذ شهر يوليو 2023 وحتي الآن، حالة من تكرار المشاهد مرة أخري بسبب الكهرباء، ففي عام 2014، كانت مصر تعاني بشكل كبير من انقطاع الكهرباء لعدد ساعات طويلة، وذلك لما كانت تمر به من ت عافي نتيجة آثر ثورة 25 يناير 2011.
أزمة انقطاع الكهرباء في عام 2023
وخلال الفترة الحالية تعيش مصر وأهلها التجربة مرة أخري ولاكن هناك أسباب مختلفة، ففي شهر يوليو الماضي، تم تطبيق جدول تخفيف أحمال الكهرباء على مستو الجمهورية، بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة الأمر الذي أدى إلى استهلاك الطاقة الكهربائية بشكل كبيرة، والناتج عن زيادة أحمال التكييفات والمراوح في ظل ارتفاع درجة الحرارة.
وقام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالإعلان فوراً عن بدء تطبيق جدول تخفيف أحمال الكهرباء، نتيجة للموجة الحارة الشديدة وزيادة استهلاك الطاقة الكهربائية بصورة كبيرة، وهو ما انعكس أيضا على زيادة حجم استهلاك الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء، وإحداث ضغط شديد على الشبكات الخاصة به، مما أدي إلى انخفاض ضغوط الغاز في الشبكات الموصلة لمحطات الكهرباء.
تخفيف الأحمال لمدة 120 دقيقة
وأستمر القرار حتي أصبحت مدة انقطاع الكهرباء ساعتين بدلاً من ساعة واحدة، ثم كشفت مصادر بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، خلال شهر نوفمبر الحالي، عن المواعيد الجديدة لقطع الكهرباء بعد زيادتها من 60 إلى 120 دقيقة ستكون ساعتين متواصلتين وفقا للجداول المعلنة من قبل مجلس الوزراء لتخفيف الأحمال على الشبكة القومية للكهرباء.
وأضافت المصادر، أنه لا توجد أي استثناءات في فترات تخفيف الأحمال على مستوى المواطنين ويتم قطع الكهرباء على كافة المناطق لمدة ساعتين متواصلتين، مشيرا إلى أن الاستثناءات الوحيدة والتي أعلن عنها مجلس الوزراء للمناطق الموجود بها منشآت اقتصادية أو صناعية أو صحية والمناطق والمحافظات السياحية والمناطق التي توجد بها خدمات ومباني إستراتيجية تابعة للدولة.
عودة تخفيف الأحمال لمدة ساعة واحدة
وفي 4 نوفمبر 2023، أعلنت الشركة القابضة لكهرباء مصر عن إصدار تعليمات جديدة من قبل مركز التحكم القومي للشبكة القومية للكهرباء حول جدول تخفيف الأحمال الخاص بانقطاع الكهرباء.وأكد مصدر مسئول بوزارة الكهرباء، أنه سيتم عودة تخفيف الأحمال لمدة ساعة واحدة بدلا من ساعتين مرة واحدة على المواطنين يوميا وفقا لجدول تخفيف الأحمال المعلن من قبل مجلس الوزراء منذ شهر يوليو2023.
وأشار المصدر في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن مركز التحكم القومي بدأ في تخفيف الأحمال بقدرة 1600 ميجا وات منذ ظهر أمس الجمعة بدلا من 3200 التي بدأت الأسبوع الماضي، كما أن الشركة القابضة لكهرباء مصر أبلغت التحكم القومي بالاستمرار لمدة ساعة واحدة في التخفيف.
ونوه المصدر، خلال تصريحاته، إلى أن مركز التحكم القومي يفصل التيار لتخفيف الأحمال لمدة ساعة بحد أقصي مرة واحدة يوميا، وفي حالة تزيد مدة الانقطاع لديه عن الساعتين، يجب على أى مواطن الإبلاغ عن طريق الخط الساخن 121 أو تطبيق طوارئ كهرباء، موكداً أن الانقطاعات التي تستمر لأكثر من ساعتين غير ناتجة عن تخفيف الأحمال وإنما أعطال فنية طارئة.
أزمة انقطاع الكهرباء في مصر
وطالبت المصادر المواطنين بالإبلاغ في حالة تكرار انقطاع الكهرباء لأكثر من ساعتين متواصلتين، مشيرا إلى أن القطع قد يكون أحيانا بسبب عطل فني أو أعمال صيانة أو غيرها وقد يكون خارج المواعيد المعلمة من قبل مجلس الوزراء لفترات تخفيف الأحمال.
وأشارت المصادر، إلى أنه لم يوجد توقيت معين لانتهاء فترة تخفيف الأحمال على الشبكة القومية للكهرباء، وأن الوزارة في انتظار تعليمات جديدة للإعلان عن موعد انتهاء الخطة، مشيرا إلى أن انتهاء خطة تخفيف الأحمال على شبكة الكهرباء ترتبط بها أكثر من جهة أبرزها وزارة البترول والثروة المعدنية والمسئولية عن مد محطات توليد الكهرباء بالوقود المستخدم في إنتاج الطاقة.
أسباب قرار الحكومة المصرية بتخفيف أحمال الكهرباء
وفي هذا الصدد، قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادي، أن قرار لجوء الحكومة إلى تطبيق جدول تخفيف أحمال الكهرباء على مستوي الجمهورية لم يأتي من فراغاً وإنما هو قرار مدفوع بأسباب كثيرة.
الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادي
وأشار خضر في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن قرار الحكومة المصرية بتخفيف إجمالي الكهرباء يرجع لعدة أسباب منها نقص الموارد إذا كان هناك نقص في إمدادات الكهرباء، مثل نقص في إنتاج الكهرباء أو ارتفاع في الطلب، قد تضطر الحكومة لتخفيض الكهرباء للحفاظ على استقرار الشبكة الكهربائية، كذلك زيادة حدة الأزمات الاقتصادية خاصة فى ظل استمرار تصاعد وتيرة الحرب الإسرائيلية على غزة في حالة وجود أزمة اقتصادية تؤثر على البلد، قد تضطر الحكومة لتنفيذ تدابير تقشفية، بما في ذلك تقليص الاستهلاك الكهربائي، لتقليل الأعباء المالية على النظام الكهربائي، والحفاظ على مصادر الطاقة الأخرى حيث قد تعتمد بعض الحكومات على مصادر طاقة أخرى بجانب الكهرباء، مثل الغاز الطبيعي وفي حالة توفر مصادر طاقة بديلة أكثر توفرا واقتصادية، قد تشجع الحكومة استخدامها بدلاً من الكهرباء وتحفظ استخدام الكهرباء للحاجات الأساسية فقط.
الغاز وأزمة الكهرباء
الغزة كلمة السر في قرار تخفيف أحمال الكهرباء
وأكد خضر، أن الغزة هو كلمة السر في قرار تخفيف أحمال الكهرباء، حيث أن هناك تأثيرات اقتصادية وسياسية على مصر نتيجة للصراعات الإسرائيلية على قطاع غزة ومدى استمرار تلك الحرب الشرسة مما يؤثر الصراع على إمدادات الغاز الطبيعي المتجهة إلى مصر من إسرائيل عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي المصري الإسرائيلي الذي يمتد من مدينة العريش في مصر إلى مدينة أشكلون في إسرائيل ، إذا تعطلت إمدادات الغاز الطبيعي عبر هذا الخط بسبب الصراع، فقد يحدث نقص في إمدادات الغاز في مصر ولاكن مصر تحول بصورة أو بأخري الحفاظ على استقرار الأوضاع في مصر من خلال تلك التطبيقات لتجنب أي مشكلات أخري أو حدوث أي أزمات اقتصادية أكثر من ذلك.