أكد أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، العلاقات الاقتصادية العربية التركية هي علاقات مستمرة ودائمة التقدّم، مشددا على أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص التركي القوي، وكذلك القطاع الخاص العربي الذي يقود عملية الإنتاج والاستثمار ويوظّف النسبة الأكبر من اليد العاملة في المنطقة العربية.
العلاقات الاقتصادية العربية التركية
جاء ذلك في الاجتماع الخامس المشترك للغرف العربية والتركية، الذي عقد في مقر الاتحاد العام للغرف التجارية بالقاهرة، وشارك فيه وزير التجارة والصناعة أحمد سمير، بحضور رئيس اتحاد الغرف العربية سمير عبدالله ناس، ورئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية أحمد الوكيل، ورئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية رفعت أوغلو، وأمين عام اتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي، وأمين عام اتحاد الغرف التجارية المصرية الدكتور علاء عز، بالإضافة إلى مشاركة عربية وتركية حاشدة من رؤساء الغرف واتحادات الغرف ورجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين.
وأكّد الدكتور خالد حنفي، أنّ العلاقات الاقتصادية العربية التركية هي علاقات مستمرة ودائمة التقدّم، حيث تظهر البيانات أن تركيا شريك اقتصادي كبير بالنسبة للمنطقة العربية.
وأضاف: من هنا أرى أنّه لا يمكن أن يحصل أي تغيير أو تطوير في شكل العلاقات الاقتصادية العربية التركية إلا عن طريق القطاع الخاص، حيث في الواقع أنّ القطاع الخاص التركي من خلال رئيس الغرف والبورصات التركية رفعت هيسارجيك أوغلو، دائما ما يحرص على تعزيز التنسيق والتعاون مع اتحاد الغرف العربية الممثل للقطاع الخاص العربي في مختلف المناسبات والظروف.
ورأى أمين عام الاتحاد خالد حنفي، أنّ الوقت اليوم خصوصا بعد الانتخابات التركية التي أسفرت عن إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان، وبعد تشكيل حكومة تركيّة أكثر انفتاحا، يعتبر مؤات في سبيل تطوير العلاقات الاقتصادية العربية التركية، لتصل إلى الواقع المرجو والمأمول.
اتفاقيات للتجارة الحرة بين تركيا والبلدان العربية
وأكّد أنّ الحكومات تفتح الأبواب نحو تطوير العلاقات، ولكن من يعبر ويمر هو القطاع الخاص، موضحا 'هناك اتفاقيات للتجارة الحرة بين تركيا والبلدان العربية، وهي تعدّ ضرورة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، لكنها ليست كافية، لأننا اليوم نحتاج إلى التغيير في نمط العلاقة، حيث لا يجب أن نسعى فقط إلى رفع حجم التجارة بنسبة 20-30 %، أو أن يصل حجم التبادل التجاري إلى حدود 70-80 مليار دولار، بل نسعى ونطمح إلى بناء شراكة استراتيجية أقوى وأكبر، كما نسعى إلى أن لا نكون فقط أسواق تستهدف بعضها البعض، بل أن نكون منصّات ومناطق محورية يستفيد منها الطرفين العربي والتركي'.
ورأى أمين عام الاتحاد خالد حنفي، أنّ 'هناك فرصة كبيرة في ظل الظروف العالمية الراهنة، التي قد ينظر إليها على أنها سيئة، بل إنها بنظرنا فرصة مهمّة يجب أن ننتهزها من أجل تعزيز التعاون الإقليمي، حيث سلاسل الإمداد اليوم باتت أقصر من السابق، ونحن على هذا الصعيد نعتبر الأقرب ثقافيا وجغرافيا إلى بعضنا البعض، وبالتالي نستطيع أن نغيّر الكثير في نمط علاقتنا وليس فقط حجم علاقتنا، حيث كبلدان عربية لدينا مفاتيح في افريقيا، كما لدينا مفاتيح عربية في آسيا، وبالتالي نستطيع من خلال تركيا الولوج إلى الأسواق الأوروبية، مما يساهم في إحداث توليفة جديدة من العلاقات والشراكة الاستراتيجية التي هي الأساس وليس التبادل التجاري البسيط القائم في الوقت الحالي'.
بناء تحالف استراتيجي
وتابع: 'نحتاج أكثر إلى العمل ليس فقط في تجارة السلع، ولكن حجم أكبر في الخدمات، واستغلال فرص الثورة الصناعية الرابعة والرقمنة، حيث نستطيع أن نوظّف طاقاتنا الشبابية من الجانبين بشكل كبير، حيث إنّ المنطقة العربية ليس منطقة متجانسة اقتصاديا، بل هناك اختلافات اقتصادية كبيرة، وبالتالي لا بدّ من التعامل مع كل دولة ومنطقة بشكل مختلف، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إحداث تغيير كبير في شكل العلاقات الاقتصادية العربية التركية، حيث نحتاج إلى بناء تحالف استراتيجي، وليس تطوير واقع التجارة بشكلها الحالي الكلاسيكي والبسيط'.