أكد محمود داود، الخبير العقاري والاقتصادي، أن صفقة رأس الحكمة أحدثت حالة إيجابية في السوق العقاري المصري، وساهمت في تحقيق التوازن بين السوق الرسمي والسوق الموازي، مع إمكانية إلغاء الأخير مستقبلًا.
السوق الموازي
وأوضح داود في تصريح خاص لـ'أهل مصر' أن الصفقة أدت إلى وفرة في العملة الصعبة (الدولار)، مما قلل من حاجة المستثمر المصري إلى اللجوء للسوق الموازي للحصول على العملة.ومن الإيجابيات الأخرى لصفقة رأس الحكمة، بحسب داود، انخفاض أسعار مواد البناء.
وأشار إلى أن انخفاض أسعار مواد البناء لن يؤثر على أسعار العقارات، نظرًا لأن السوق كان يشهد حالة من المضاربة على الدولار والذهب، مما أدى إلى ارتفاع أسعارهما، مع زيادة الطلب عليهما.
ملاذ آمن
وأضاف أن الأغلبية العظمى من المواطنين يبحثون عن ملاذ آمن لتخزين أموالهم، خاصةً منذ شهر يناير الماضي، حيث قام ملايين المودعين بسحب ودائعهم من البنوك، واتجه بعضهم للاستثمار في شهادات الادخار ذات الفوائد العالية، بينما اتجه آخرون إلى الاستثمار في المشاريع السكنية والعقارية للحفاظ على قيمة أموالهم، خاصةً في المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية.
وأكد داود أن العقار في مصر يمر الآن بأزهى عصوره، وذلك بسبب حالة الازدهار ووجود شركات جديدة في السوق المصري.
وأشار إلى ضخ استثمارات جديدة ومتنوعة نتيجة تفريغ مناطق وسط البلد، مثل الحزب الوطني والوزارات والهيئات الحكومية، ونقلها إلى العاصمة الإدارية، مما أدى إلى حالة من الرواج في العاصمة الإدارية، كما تم تفريغ المنطقة للاستثمار الخليجي.
زيادات أسعار العقارات
وأوضح داود أن الزيادة الحالية في أسعار العقارات لا تعتمد على سعر المواد الخام، مؤكدًا أن ما يحدث الآن في السوق العقاري هو انتعاش طبيعي للعقار وفقًا لقانون العرض والطلب، واتجاه المواطنين والمدخرين والمستثمرين إلى شراء العقار وليس المضاربة به.
وتُعد صفقة رأس الحكمة علامة فارقة في تاريخ السوق العقاري المصري، حيث من المتوقع أن يكون لها تأثير إيجابي كبير على المدى الطويل.