يتعرض السوق المصري حاليًا لأزمة جديدة في توفير عدد كبير من أصناف الأدوية التي اختفت تمامًا من الصيدليات، مثال اليورفين وبدائله والكلوسلو وبدائله والتي لا تعتبر أدوية لأمراض مزمنة فهي مجرد أدوية لعلاج للفطريات والأملاح، فما بالنا لو امتد الأمر إلى أدوية الأمراض المزمنة.
وبحث 'أهل مصر'، في عدد من الصيدليات للتأكد من وجود أزمة فعلية، حيث أكد أحد الصيادلة في إحدى الصيدليات الشهيرة رفض ذكر اسمه أن هناك بالفعل نقص متنامي منذ شهر تقريبًا في عدد كبير من الأدوية قد يصل إلى 100 صنف من الأدوية يمتد لبعض أدوية الأمراض المزمنة.
ارتفاع سعر الدولار
وأضاف أن السبب الحقيقي في الأزمة ليست الصيدليات وإنما الشركات الموزعة أو المصنعة فحتى الصيدليات الكبرى ذات الفروع، مشيرًا إلى أن الشركات هي المتسببة في الأزمة والتي تتحجج بارتفاع سعر الدولار، وبالتالي لأنها تريد رفع أسعارها مع بداية من العام المالي الجديد والذي يبدأ مع أول يوليو 2024.
وأشار إلى أن الشركات إذا رفعت الأسعار لن يتضرر المريض فقط، بل الصيدليات أيضًا، مطالبًا بضرورة فرض رقابة فعلية من الدولي لتوفير الدواء والذي يمس قطاع كبير جدًا من المواطنين.
ورد الدكتور محفوظ رمزي رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة صيادلة القاهرة، على الشكاوى التي نقلتها «أهل مصر»، حول ارتفاع الأسعار واختفاء بعض الأصناف من الأسواق، مشيرًا إلى أن هناك أزمة في توافر بعض الأصناف من الأدوية حاليًا في الصيدليات نتيجة خفض الإنتاج.
وأضاف «رمزي»، في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن هناك بعض الشركات حاليًا خفضت من حجم إنتاجها بعد أن كانت مثلًا تقوم بتصنيع 100 ألف عبوة أصبحت تصنع 30 ألف فقط، فمن وجه نظر إدارة الشركة المصنعة إنه يحقق خسائر ويريد رفع أسعار منتجه.
مشكلة الأدوية الناقصة في السوق
وأشار إلى أن سعر الدولار ارتفع من 32 جنيهًا إلى 48 جنيهًا، موضحًا أن الأدوية كانت ناقصة في السوق ثم بدأ توفيرها والمواد الخام تم توفيرها في المصانع، ومرحلة التصنيع والتحليل المعملي، والوصول لمنتج نهائي قد تستغرق فترة من الوقت حسب المنتج فهناك إجراءات متبعة وشروط لتصنيع الخامة.
وأوضح أن تختلف دورة هذه التحاليل حسب الشركة المستورد منها، فإذا كانت الشركة جديدة فمن الممكن أن تستغرق المدة حوالي شهر كامل، وإذا كان هناك سابق تعامل فقد تأخذ فترة التحليل بعض أيام.
وأشار «رمزي»، إلى أن مشكلة الأدوية الناقصة تبحث عنها كصيدلي مع شركات التوزيع غير متواجدة، لكن نجدها أحيانًا في المخازن بخصم 0% وأحيانا «أوفر برايس»، وذلك نتيجة السياسات البيعية للشركات.