اعلان

أسعار النفط.. هل يستمر مسلسل الصعود في 2025؟

سعر النفط
سعر النفط

واصلت أسعار النفط ارتفاعاتها الأسبوعية خلال الشهر الأخير من عام 2024، مستفيدة من عوامل عدة، أبرزها تقلص المخزونات الأميركية والإقبال على المخاطرة في الأسواق العالمية، إضافة إلى تأثيرات على العرض، بما في ذلك شح الإمدادات من إيران وروسيا، ولكن رغم تلك الارتفاعات، تظل الآفاق المستقبلية للسوق النفطي في 2025 غير مؤكدة، مع تحديات عديدة قد تؤثر على استقرار الأسعار.

صعود مستمر رغم المخاوف الصينية

سجل خام غرب تكساس الوسيط (WTI) ارتفاعاً لخمسة أيام متتالية في أواخر ديسمبر 2024، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ منتصف أكتوبر، مع تسويته قرب 74 دولاراً للبرميل، وأدى تجاوز مستويات فنية رئيسية في وقت سابق من الأسبوع إلى تحفيز عمليات شراء من قبل الصناديق الاستثمارية. إلى جانب ذلك، دعمت قوة أسواق الأسهم وتراجع الدولار الأميركي الأسعار، ما أعطى دفعة إيجابية للأسواق.

ومع ذلك، أدى ضعف اليوان الصيني إلى الحد من الصعود، وهو ما أثار القلق بشأن النمو الاقتصادي في الصين، فالتدهور في العملة الصينية كان نتيجة للمخاوف المستمرة حول تباطؤ النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. على الرغم من ذلك، تبقى السوق متفائلة بشكل عام، حيث يتوقع العديد من المحللين استمرار الطلب العالمي على النفط في الارتفاع، خاصة من أسواق آسيا.

العوامل التي قد تؤثر في سعر النفط في 2025

رغم تحسن الطلب في أسواق مثل الهند والصين، هناك تحديات كبيرة تلوح في الأفق. بدايةً من الإنتاج المتزايد من دول 'أوبك+'، حيث يبدو أن التحالف قد يرفع حصص إنتاجه في المستقبل القريب، ما يهدد بوجود فائض في المعروض، وكذلك، هناك مخاوف من عودة التوترات السياسية والاقتصادية، مع احتمالية عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، ما قد يضيف المزيد من الضبابية إلى أسواق الطاقة العالمية.

فيما يتعلق بالإمدادات، تبقى المنطقة الشرقية من العالم، وخاصة الشرق الأوسط، محركاً رئيسياً للسوق، حيث ارتفعت أسعار خامات النفط من دول مثل سلطنة عمان ودبي، لتتجاوز أسعار خام برنت في حدث نادر خلال ديسمبر، والطلب من المصافي في آسيا كان أحد العوامل الرئيسية لهذه الارتفاعات، إضافة إلى الضغوطات الناجمة عن العقوبات المفروضة على إيران وروسيا، ما أدى إلى شح الإمدادات من هذين البلدين ورفع أسعار الخامات الإقليمية.

السعودية.. صادرات قوية وأوضاع متقلبة

شهدت الصادرات السعودية من النفط الخام زيادة ملحوظة في ديسمبر 2024، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ تسعة أشهر، مع تصدير 6.33 مليون برميل يومياً، ما يعكس قدرة المملكة على تلبية الطلب العالمي، خاصة في أوروبا وآسيا.

في الوقت نفسه، تراجعت الصادرات إلى الصين، أكبر مستورد عالمي للنفط، بينما شهدت التدفقات إلى الهند ارتفاعاً ملحوظاً.

من جهة أخرى، التزم تحالف 'أوبك+' بقرار تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية حتى نهاية عام 2026، مع رفع تدريجي للإنتاج في أبريل 2025.

وتشير هذه الإجراءات إلى استمرار الضغط على أسعار النفط خلال العام المقبل، مع تحديات في تحقيق توازن بين العرض والطلب.

التحديات التي قد تواجه أسواق النفط في 2025

على الرغم من الأرقام الإيجابية في صادرات النفط السعودي وزيادة الطلب من بعض الأسواق، تبقى هناك بعض العوامل التي قد تؤثر سلباً على أسعار النفط في 2025، أبرزها:

1. القلق من الاقتصاد الصيني: تباطؤ النمو في الصين قد يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط، مما يضع ضغوطاً على الأسعار.

2. زيادة المعروض: مع عودة الإنتاج من 'أوبك+'، قد يرتفع المعروض في الأسواق، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار إذا لم يتزامن مع زيادة في الطلب العالمي.

3. العقوبات وتأثيرها على الإمدادات الروسية والإيرانية: قد تؤدي العقوبات المستمرة على روسيا وإيران إلى تشديد الأسعار بسبب تقليص الإمدادات من هاتين الدولتين.

الآفاق المستقبلية

توقعات عام 2025 تتراوح بين التفاؤل والحذر. من جانب، هناك تفاؤل بشأن زيادة الطلب في أسواق آسيوية كالهند، مع استمرار تأثيرات تقليص الإمدادات من روسيا وإيران.

ومن جانب آخر، تبقى المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في الصين، كعامل مهدد لاستقرار الأسواق. أما في ما يتعلق بالأسواق الأميركية، فقد تساهم المخزونات المنخفضة في تحفيز الأسعار، في حين أن زيادة إنتاج 'أوبك+' قد تؤدي إلى فائض في المعروض.

ويظل سوق النفط في 2025 محاطاً بالكثير من الضبابية، والعديد من العوامل الخارجية قد تلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار الأسعار في الأشهر القادمة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً