شاركت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) في مؤتمر ومعرض مصر الدولي الثامن للطاقة "إيجبس 2025"، والذي يُعقد في القاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من 17 إلى 19 فبراير 2025.
دور النفط والغاز في مستقبل الطاقة
أكد الأمين العام للمنظمة، المهندس جمال عيسى اللوغاني، في كلمته الرئيسية خلال الجلسة الاستراتيجية الحوارية تحت عنوان "إزالة الانبعاثات الضارة من الطاقة"، أن النفط والغاز سيظلان جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة العالمي لعقود قادمة، مع ضرورة تبني تقنيات متقدمة لإزالة الانبعاثات الضارة لضمان استدامة الصناعة.
أهمية إزالة الانبعاثات في قطاع الطاقة
شدد اللوغاني على أن إزالة الانبعاثات لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة لتحقيق التوازن بين الاحتياجات البيئية والاقتصادية. وأوضح أن الإجراءات الحالية تستهدف جميع الغازات الدفيئة، وليس فقط ثاني أكسيد الكربون، حيث يُعتبر غاز الميثان أكثر ضررًا. كما أشار إلى الفوائد غير المباشرة لهذا التوجه، ومنها:
تحفيز الابتكار التكنولوجي.
خلق فرص عمل جديدة.
تحويل الانبعاثات إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية.
تحسين كفاءة الطاقة وتعزيز أمنها.
استراتيجيات تعزيز الاستثمارات في الطاقة النظيفة
استعرض اللوغاني عدداً من الإجراءات الضرورية لضمان مستقبل طاقة آمن ومستدام، من بينها:
1. زيادة الاستثمار في البحث والتطوير: لاستحداث تقنيات جديدة لإزالة الانبعاثات.
2. تطوير البنية التحتية: مثل استخدام خطوط أنابيب لنقل الهيدروجين وتحديث شبكات الكهرباء لتكون متوافقة مع مصادر الطاقة المتجددة.
3. إصلاح السياسات التنظيمية: عبر وضع قوانين وحوافز لدعم مشروعات الحد من الانبعاثات.
4. تعزيز أسواق الكربون: والتي شهدت نمواً ملحوظاً في المملكة العربية السعودية عبر إطلاق منصة لتداول أرصدة الكربون خلال قمة المناخ "COP29".
5. التعاون الدولي والتمويل الأخضر: لتمكين الدول النامية من تنفيذ مشاريع صديقة للبيئة.
التزام الدول العربية بمكافحة تغير المناخ
أكد اللوغاني أن جميع الدول الأعضاء في منظمة "أوابك" وقعت على اتفاقية باريس للمناخ، مما يعكس التزامها بتقليل الانبعاثات. كما سلط الضوء على المبادرات التي أطلقتها بعض الدول العربية لدعم التحول في مجال الطاقة.
إعادة هيكلة "أوابك" لتواكب التطورات العالمية
في إطار سعي المنظمة لمواكبة التحولات الكبرى في قطاع الطاقة، أشار اللوغاني إلى أنه تم تغيير اسم "أوابك" إلى "المنظمة العربية للطاقة"، لتعكس دورها الشامل في دعم استراتيجيات الطاقة المستدامة.
اختتم اللوغاني حديثه بالتأكيد على أن مستقبل الطاقة لا يقوم على استبدال مصدر بآخر، بل على استغلال جميع الموارد المتاحة بكفاءة، مع تطبيق حلول تقنية متقدمة لضمان استدامة النفط والغاز كجزء من الحل في التحول نحو طاقة نظيفة.