تترقب البورصة المصرية أسبوعًا من الأداء القوي، مدفوعة بتزايد شهية المستثمرين المحليين والمؤسسات نحو ضخ سيولة جديدة في السوق، بالتزامن مع تحسن العوامل الاقتصادية الكلية وتراجع معدلات التضخم، ما يدعم استكمال الاتجاه الصاعد الذي بدأته المؤشرات خلال الأسابيع الماضية.
وفي هذا السياق، رجّح محمد الشرقاوي، الخبير الاقتصادي، أن يواصل المؤشر الرئيسي للسوق EGX30 التحرك فوق مستويات الدعم الحالية، مستهدفًا كسر حاجز 33100 نقطة خلال الجلسات المقبلة، ومن ثم التوجه نحو 33500 نقطة حال استقرار السيولة المؤسسية.
وأشار الشرقاوي إلى أن السوق يشهد حالة من التفاؤل الحذر، في ظل استمرار توجهات السياسة النقدية التيسيرية، وعودة المستثمرين الأفراد تدريجيًا للمشاركة بدعم من نتائج مالية جيدة متوقعة لعدد من الشركات القيادية.
وفيما يتعلق بمؤشر EGX70 الذي يضم شريحة واسعة من الأسهم الصغيرة والمتوسطة، توقع أن يشهد المؤشر دعمًا مستقرًا قرب مستوى 10260 نقطة، مع إمكانية التوجه لمستوى المقاومة 10100 نقطة بفعل النشاط الملحوظ في بعض الأسهم منخفضة القيمة السوقية.
ورغم الزخم المتوقع، سجل رأس المال السوقي للأسهم المقيدة خسارة طفيفة خلال تعاملات الأسبوع الماضي بنحو 500 مليون جنيه، ليغلق عند 2.338.9 تريليون جنيه مقارنة بـ2.339.4 تريليون في نهاية الأسبوع الأسبق.
أما على صعيد المؤشرات، فقد أنهى EGX30 تعاملاته عند مستوى 32820 نقطة، متراجعًا بنحو 0.55%، في حين ارتفع مؤشر EGX70 EWI بنسبة 1.99% مسجلاً 10006 نقاط، وصعد مؤشر EGX100 EWI بنسبة 1.15% ليغلق عند 13498 نقطة. وسجل EGX33 تراجعًا هامشيًا بنسبة 0.11% إلى 3422 نقطة، بينما هبط EGX30 capped بنسبة 0.74% ليصل إلى 40781 نقطة.
وشهد السوق خلال الأسبوع تداولات مرتفعة من حيث القيم والأحجام، حيث بلغت قيمة التداول نحو 500.3 مليار جنيه، بإجمالي 8.054 مليون ورقة منفذة على أكثر من 504 ألف عملية، مقارنة بـ359.3 مليار جنيه في الأسبوع السابق.
وتوزعت التداولات بواقع 6.31% على الأسهم، مقابل 93.69% للسندات وأذون الخزانة، مما يعكس ارتفاع النشاط في أدوات الدخل الثابت، بالتوازي مع استقرار مؤشرات الأسهم.
وسيطرت تعاملات المستثمرين المصريين على نحو 82.9% من إجمالي التداول على الأسهم، فيما استحوذ الأجانب على 9.4%، والعرب على 7.7%. وسجل الأجانب صافي بيع بنحو 2.1 مليون جنيه، مقابل صافي شراء للعرب بقيمة 1.4 مليون جنيه.
وعلى مدار العام الجاري حتى الآن، استحوذ المصريون على 88.2% من تداولات الأسهم بعد استبعاد الصفقات، فيما بلغت نسبة الأجانب 5.8% والعرب 6%، ما يعكس استمرار ثقة المستثمر المحلي في فرص السوق رغم بعض التذبذبات الفنية.
وتشير التوقعات إلى أن استمرار تدفق السيولة المؤسسية، وهدوء الطروحات الجديدة، سيمنح السوق فرصة لتعويض الخسائر الفنية الأخيرة، والدخول في موجة صعود جديدة قد تمتد إلى منتصف الربع الثالث من العام الحالي.