تشهد أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا استقرارًا ملحوظًا قرب أدنى مستوياتها منذ أسبوعين، في ظل وفرة الإمدادات وهدوء الاضطرابات الأخيرة التي كانت قد هددت سلاسل التوريد. يأتي ذلك بالتزامن مع تراجع العقود المستقبلية القياسية إلى مستويات تقل عن 34 يورو لكل ميغاواط/ساعة، بعد هبوط نسبته 5.5% خلال الأسبوع الماضي.
وتشير بيانات السوق إلى أن واردات الغاز الطبيعي المُسال، رغم انخفاضها عن الذروة التي بلغتها في وقت سابق من العام الجاري، لا تزال أعلى بكثير من معدلات عام 2024، وهو ما يضمن استقرار تدفقات الوقود إلى القارة الأوروبية. كما سجلت الشحنات القادمة من النرويج، أكبر مورد للغاز إلى أوروبا، حالة من الاستقرار النسبي بعد توقف غير مخطط له الأسبوع الماضي، في حين تستعد أوسلو لتنفيذ جولة جديدة من الصيانة الموسمية في أغسطس المقبل.
ووفقًا لخبراء في أسواق الطاقة، فإن استقرار الشحنات يمثل عنصرًا حاسمًا لأمن الطاقة في القارة العجوز، خاصة مع اقتراب موسم الشتاء، حيث تسعى الدول الأوروبية إلى رفع معدلات ملء المخزونات تحسبًا لأي طوارئ محتملة. حاليًا، تبلغ نسبة امتلاء مخزونات الغاز الأوروبية نحو 65%، وهو ما يضعها ضمن أدنى المستويات الموسمية منذ ثلاث سنوات، رغم تحسن الإمدادات هذا الصيف.
في المقابل، تواصل الأسواق مراقبة التطورات في الأسواق الآسيوية، حيث أدت موجات الحر إلى ارتفاع الطلب على الغاز المُسال، ما يزيد من حدة المنافسة على الشحنات المتوفرة. كما أن التوترات الجيوسياسية لا تزال تلقي بظلالها على السوق، لا سيما في ظل تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة على روسيا في حال عدم التوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا، ما يضع الإمدادات الروسية في دائرة المتابعة الدقيقة.
وعند الساعة 8:49 صباحًا بتوقيت أمستردام، ارتفعت العقود الهولندية تسليم الشهر الأقرب – التي تُعد مرجعًا لأسعار الغاز في أوروبا – بنسبة 0.6% لتسجل 33.81 يورو لكل ميغاواط/ساعة، وسط ترقب من المتعاملين لتطورات السوق خلال الأسابيع المقبلة.