تتأثر البورصة المصرية إيجابًا وسلبًا بالأحداث السياسية والعسكرية المختلفة والتهديدات المحيطة، ما يظهر سريعًا على أداء مختلف المؤشرات، حيث أثرت الحرب الكلامية بشأن حدوث حرب بين مصر وليبيا بصورة سلبية، وكذلك مؤشرات وجود حرب بين إيران وأمريكا.
وأكد عدد من خبراء أسواق المال على أهمية إدراك الإعلام لخطورة تأثر البورصة بشكل سريع، ووضع الحقيقة كاملة دون وجود تصريحات من شأنها تهديد البورصة المصرية، خاصة وأن القاعدة الرئيسية المتحكمة في السوق، هي «رأس المال جبان»، ودائما يبحث عن الاستقرار، وهو ما نستعرضه في متن التقرير التالي:
قال محمد عبد الهادي، خبير أسواق المال، إن البورصة المصرية تتأثر بالأحداث العالمية، نظرًا لأننا غير منفصلين عن العالم الخارجي، وخاصة فيما يتعلق بالأحداث الجيوسياسية المرتبطة بالوطن العربي وبوادر حدوث حرب بين إيران وأمريكا بعد مقتل القائد الثوري قاسم سليماني، ولكن البورصة المصرية تجامل بكثرة، حيث أن بورصة إيران التي بها الأحداث انخفضت ٤% وبورصة مصر انخفضت قرب ٥%، ولكن وجدنا القناص الذي يقوم بالشراء في الانخفاضات وهو المستثمر الأجنبي والسؤال ما هو دور البورصة في حالة حدوث تلك الأحداث؟
وأكد «عبد الهادي»، على ضرورة تفعيل صانع السوق التي تم إقرارها في نفس التوقيت من العام السابق ولم تفعل، والتي تعد أحد أهم أدوات البورصة لإدارة الأزمات وحماية المستثمرين من المارجن كول الذي ساهم في تلك الانخفاضات.
أما عن الصعود مؤشرات البورصة بجلستي الأربعاء والخميس الماضين فهو تفاءل يشوبه الحذر الشديد، نتيجة الأحداث السياسية المحيطة، حيث اقترب المؤشر من نقطة الدعم القوية ١٣١٠٠ نقطة، وبالتالي صعوده ليس إلا محافظة علي تماسك المؤشر من الناحية الفنية فقط، وبالتالي سوف يوجهه البائع وهذا اتضح تمامًا بنهاية جلسه الخميس.
قال إيهاب يعقوب، خبير أسواق المال، إن البورصة تأثرت لجلستين متتاليتين الأسبوع الماضي بهبوط جماعي، موضحًا أن ما يحدث بالسوق أمر طبيعي، لكون السوق هش منذ فترة كبيرة
وسريع التأثر سلبًا فقط وليس إيجابًا، حيث أنه لم يتأثر بسعر الفائدة أو انخفاض معدل البطالة أو الخطوات الاقتصادية القوية، فقط يتأثر سلبًا
وكان للحرب الكلامية والدعوات الخرافية تأثير محدود والمصداقية داخل الأسواق كلها تتأثر حين يشاع خبر حرب أو مناوشات عسكرية طبقا لقاعدة "رأس المال جبان".
وأوضح «يعقوب»، أن أي أمر عسكري بالمنطقة مع مغالاة الإعلام وانفعالات المصريين كان لابد من هذا الأداء، مؤكدًا أن رسائل الطمأنينة التي أرسلها الرئيس السيسي خلال احتفالات أعياد الميلاد كان لها مفعول قوى أشبه بالسحر، فقد عاودت مؤشرات البورصة الصعود بقوة معوضه أغلب الخسائر، لتثبت البورصة المصرية أنها سريعة الارتداد بعد الأزمات.
وأوضح، أنه بعد انتهاء الحرب الكلامية كالعادة وانتهاء موجة إعلام إعلان الحرب الوهمي أتوقع أن نشهد عام ٢٠٢٠ قوى للبورصة المصرية من خلال استعادة الأداء المتميز، وخاصة بعد قرب الإعلان عن الطروحات الحكومية، وبداية ظهور أثر انخفاض الفائدة، واقتراب ظهور
ثمار الإصلاحات الاقتصادية بعد استقرار أغلب العوامل وارتفاع سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية وبداية تطبيق الاتفاقات التجارية الدولية،
وخاصة بعد تأكيد رئيس الوزراء مصطفي مدبولي خلال اجتماع الحكومة الأخير على أن ملف الاستثمار يأتي على أجندة اهتمامات الحكومة خلال المرحلة الحالية، مشيرًا إلى قراره الصادر بتشكيل مجموعة وزارية للاستثمار؛ لسرعة حل مشكلات المستثمرين، وجذب الاستثمارات في مختلف القطاعات، ومتابعة الشركات، وكذا الترويج للمشروعات الاستثمارية الكبرى.