قالت وكالة دوتشه فيليه الألمانية للأنباء أن فرصة مصر في التحول إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز في العالم تبدو الأقوى مقارنة بتركيا ودول أخرى ليس فقط بسبب قناة السويس والموقع الجغرافي الحيوي بين القارات، بل أيضا لميزات سياسية واقتصادية عديدة في منطقة مليئة بالنزاعات الجيوسياسية. فيما يتعلق بالشأن السياسي نقلت دوتشع فيليه خبير الطاقة مصطفى البزركان في مقابلة مع DW عربية أن مصر وقبل كل شيء لديها اتفاقية سلام مع إسرائيل وكلاهما حليف لأوروبا التي تسعى لتنويع أكبر في واردات الغاز بهدف تقليص اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية.
على الصعيد الاقتصادي يحقق نقل الغاز الإسرائيلي وعلى الأرجح القبرصي واليوناني لاحقاً إلى مصر الجدوى الاقتصادية الأعلى للبلدان المعنية والتي تقدر قيمتها بالمليارات سنوياً لكل طرف. فمصر حسب الخبير البزركان تمتلك في دمياط وقرب الإسكندرية منصتين كبيرتين عاليتي الجدوى لتسييل الغاز. ومثل هاتين المنصتين غير متوفر، لا في إسرائيل ولا في الدول الأخرى القريبة منها. وبحكم وجود خط أنابيب لنقل الغاز بين مصر وإسرائيل من جهة وقرب دمياط والإسكندرية من حقول النفط المكتشفة في مياه مصر قبرص واليونان، فإن ذلك يعني أن نقل غاز المتوسط التابع لهذه البلدان بالسفن أو عبر أنابيب من أجل تسييله وبيعه في مصر أقل تكلفة. ويعود السبب في ذلك إلى أن مد خطوط أنابيب طويلة في قاع البحر من إسرائيل أو قبرص أو اليونان إلى القارة الأوروبية وبناء محطات تسييل يكلفها الكثير من المليارات التي يمكنها توفيرها عن طريق الاعتماد على مصر. وعلى هذا الأساس لا يستبعد الخبير البزركان أيضاً احتمال لجوء لبنان إلى مصر أيضاً من أجل تسييل غازه وبيعه.