شهدت الأسهم العالمية تقلبا واسعا بسبب، تعاظم المخاوف من تأثير فيروس «كورونا» الجديد على الاقتصاد العالمي، في ظل استمرار تفشيه على نطاق واسع خارج الصين، وتصنيف منظمة الصحة العالمية له ك «وباء» رسميا.
فيما لم تنجح معظم المؤشرات في مقاومة القلق حول قدرة برامج التحفيز المالي التي أعلنتها عدة اقتصادات كبرى، في وقف عمليات البيع الجنونية، وزاد استمرار انخفاض أسعار النفط في الضغط على الأسواق.
وفي بورصة نيويورك، تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل حاد أمس الأربعاء، ليفقد «داو جونز» الصناعي 1300 نقطة، مع القلق حول التحفيز المالي واستمرار حالة التقلبات؛ بفعل غموض الوضع الاقتصادي، بالإضافة إلى زيادة حالة الهلع الناتجة عن انتشار فيروس كورونا خاصة بعد تصريح مدير منظمة الصحة العالمية بأن عدد الحالات خارج الصين زاد بواقع 13 ضعفا خلال الأسبوعين الأخيرين.
وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي 4.9%، بعد أن سجل ارتفاعاً قدره 1167 نقطة في ختام الجلسة السابقة، كما تراجع «ستاندرد آند بورز» 4.7%، وشهد «ناسداك» انخفاضاً 4.3%.
وتراجعت القروض الجديدة الممنوحة من البنوك الصينية خلال الشهر الماضي بأكثر من توقعات المحللين، مع تسارع نمو المعروض النقدي «إم2».
وأظهرت بيانات صادرة عن بنك الشعب الصيني، أمس الأربعاء، أن البنوك الصينية منحت قروضاً جديدة بقيمة 905.7 مليار يوان صيني (130.24 مليار دولار) خلال شهر فبراير الماضي مقابل مستوى قياسي بلغ 3.34 تريليون يوان في الشهر السابق له.
وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن الصين ستوفر قروضاً جديدة بقيمة 1.1 تريليون يوان في الشهر المنصرم.
وفي القارة العجوز، ارتفعت الأسهم الأوروبية للمرة الأولى في خمس جلسات في مستهل التداولات؛ بعد أن أصبحت بريطانيا أحدث دولة تخفض أسعار الفائدة في مسعى لاحتواء الأضرار الاقتصادية الناجمة عن وباء «كورونا»، حيث خفض بنك إنجلترا، معدل الفائدة الأساسي بشكل مفاجئ، في خطوة تأتي بعد قرار مماثل من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع الماضي، غير أن كافت المؤشرات الأوروبية تراجعت لاحقاً؛ بسبب حالة عدم اليقين التي تجتاح الأسواق، فهبط مؤشر «ستوكس 600» بنحو 0.9%، ونزل مؤشر «فوتسي» البريطاني بنحو 1.4%، وانخفض مؤشر «داكس» الألماني 0.35%، كما هبط مؤشر «كاك» الفرنسي بنحو 0.6%.
وفي آسيا، هبط المؤشر توبكس الياباني إلى أقل مستوى في أكثر من ثلاثة أعوام، أمس الأربعاء، مع تخوف المستثمرين حيال أثر التفشي السريع لفيروس «كورونا» في الاقتصاد العالمي.
وفقد توبكس، وهو المؤشر الأوسع نطاقاً للبورصة، 1.5% ليسجل 1385.12 نقطة وهو أقل مستوى منذ نوفمبر 2018، ليعكس مساره بعد مكاسب صباحية بلغت 1.1%.
ونزل المؤشر 20.7% من ذروة 1747.20 نقطة المسجلة في ديسمبر، ليدخل في نطاق المراهنة على تراجع الأسعار.
وهبط المؤشر نيكاي القياسي 2.3% إلى 19416.06 نقطة، وهو أقل مستوى في نحو 15 شهراً وبعد مكاسب لفترة وجيزة في الصباح.
وتراجعت أسهم بنك اليابان، الذي تملك الدولة حصة أغلبية فيه؛ لكنه مدرج في بورصة طوكيو، 3.5% لتسجل أقل مستوى على الإطلاق.