منذ اندلاع ثورة الاتصالات وسيطرة التكنولوجيا على حياة الانسان أصبحت الحلول التقنية اداة غير تقليدية تواجه بها الحكومات والمؤسسات المخاطر التي تهدد مجتمعاتها خاصة في ظل عملية التحول الرقمي التي اتاحت تقنيات حديثة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني لتسهيل الحياة اليومية والقضاء على المشكلات التي تواجه الانسان لكن مع ظهور فيروس كورونا وتفشيه مؤخرا بشكل مخيف جعله يهدد الحياة الإنسانية بأسرها القى المجتمع العالمي عبئه على حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأخذ بها لمكافحة انتشار ذلك المرض اللعين للحد من اضراره وتقليل خسائره.
فحلول الاتصالات وفرت امكانية العمل عن بعد بما يساعد العاملين على التواصل والتفاعل دون قطع التعاون الفعال من خلال المؤتمرات الصوتية والمرئية وإمكانية مشاركة الملفات، بجانب حزمة من الخصائص المتطورة الأخري لدعم وزيادة الإنتاجية في الأعمال وتتجه أغلب الشركات والمؤسسات للاعتماد على منصة تواصل من آى جهاز سواء من خلال متصفح الإنترنت أو تطبيق الهاتف المحمول،لاتاحة التعاون بشكل مستمر بين المستخدمين عبر المحادثات، الشاشة الحية وتبادل الملفات، بالإضافة إلى تكامل التطبيق مع البريد الإلكتروني وتطبيقات الإنتاجية.
كما تتيح المؤتمرات المرئية عالية الدقة بمشاركة المئات من الأشخاص في الوقت نفسه مع خاصية تسجيل ومشاركة المحتوى، بالإضافة إلى الوصول إلى المستعرض وتطبيقات الجوال إلى جانب جوجل، سلاك Slack، مايكروسوفت أوفيس 365، آوتلوك وغيرها، وقد تم طرح منصة التواصل الجديدة في أكثر من 60 دوله حول العالم وتوفر مزايا فريدة للتواصل القائم على السحابة والذي يحقق التعاون بشكل أسرع يلبي متطلبات بيئة الأعمال فضلا عن متابعة سير العمل عن بعد و بحرفيه و كفاءه كبيره كما تقوم المؤسسات بتدريب متخصص لكل موظفيها ممن يعملون من خلال هذه المنصات لسهوله التعامل.
وفي ذلك الصدد طالبت شركة «ابل» المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات وانتاج الاجهزة الذكية من العاملين في مقرها الرئيسي في وادي السيليكون العمل من المنزل إن كان ذلك ممكنًا، وذلك احتياطًا من الإصابة بفيروس كورونا الجديد.وطلبت «آبل» أيضًا من موظفي منطقة سياتل بولاية واشنطن العمل من المنزل بينما مازالت تعمل متاجر بيع التجزئة التابعة للشركة في كاليفورنيا ،يأتي ذلك بعد طلب المسؤولون في مقاطعة سانتا كلارا، حيث يقع مقر شركة آبل الذي يعمل فيه نحو 12 الف شخص، من الشركات الكبيرة التفكير في مطالبة الموظفين بالتواصل عن بُعد، وإيجاد طرق أخرى للحدِّ من الاتصال المباشر.وسارت شركات جوجل ومايكروسوفت، على نهج «ابل» في ذلك الصدد حيث طالبا موظفيهما بالعمل عن بعد لتقليل فرص الاتصال المباشر.
فيما واجهت شركة فيسبوك الأزمة باعلانها حظر الإعلانات التي تبيع أقنعة الوجه الطبية،لمواجهة رد فعل مستخدميها على تفشي فيروس كورونا الجديد.
وقالت الشركة في إحدى التدوينات: إنها ستبدأ في فرض الحظر المؤقت على هذا النوع من الإعلانات خلال الأيام القليلة المقبلة.وقال ليذرن – الذي يقود الفريق المسؤول عن فرض سياسات الإعلانات والأعمال على خدمات الشركة انه تم حظر الإعلانات وقوائم التجارة التي تبيع أقنعة الوجه الطبية مضيفا اننا نراقب كورونا بشدة وسنجري التحديثات اللازمة لسياساتنا إذا رأينا أية محاولة لاستغلال حالة الطوارئ الصحية العامة هذه.على أن يكون التغيير خلال أيام قليلة.
وساهمت التكنولوجيا اعتمادا على تقنيات الذكاء الاصطناعي في انتاج الانسان الآلي الروبوت متطور تقوم بعمل البشر وهو ما ظهر جليا في المستشفيات في عدة دول منها الصين بالتزامن مع انتشار كورونا حيث لجأ القائمون على المستشفيات في الصين إلى الروبوتات لتقديم الخدمات إلى المرضى المصابين بالفيروس وتقوم الروبوتات بالتجول بين غرف المرضى لتقديم الطعام لهم، دون أي اتصال مباشر مع الممرضين، خوفا من انتقال المرض إليهم.
كما بدأت عددا من الدول في استخدام طائرات الدرونز لتوجيه تعليمات للسكان بشأن ارتداء كمامات طبية أو لعدم الخروج من المنازل وغير من النصائح الضرورية، وتستخدم هذه الطريقة الجديدة في المناطق المزدحمة سواء في الريف أو في شوارع المدن وذلك بإطلاق طائرات مسيرة صغيرة تخرج منها رسائل صوتية.
كما زاد الإعتماد على وسائل "الدفع الإلكتروني"، لتقدم حلا سريعا لسكان المناطق التي ينتشر فيها الفيروس خاصة أن الدفع الإلكتروني يساهم في الحد من انتشار كورونا، على اعتبار أن الناس لن يضطروا إلى التعامل مع بعضهم البعض بالأوراق النقدية، التي تساعد على انتقال العدوى وزادت مخاوف الصين من انتشار الأوراق النقدية لتقوم البنوك هناك بتعقيمها، من خلال استخدام الأشعة فوق البنفسجية أو درجات الحرارة المرتفعة ثم تخزينها لفترة معينة قبل تعميمها للتاكد من ازالة أية مخلفات للفيروس.