تغلل حب شخصية البطل الشهيد أحمد منسي في قلوب الأطفال، إذ أن هناك أطفالًا صغيرة في السن يتخذونه قدوة لهما، بعد أن عرض مسلسل "الاختيار" في شهر رمضان الماضي، ليحكى عن بطولاته المشرفة وقصته حياته، الذي حقق نجاحًا ساحقًا ونسب مشاهدة عالية حتى استطاع أن يصل إلى قلوب الأطفال الصغيرة.
وأصبحت صورة المنسي، على الطائرات الورقية للأطفال تملأ الشوراع، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' صورًا لطائرات ورقية للأطفال على شكل البطل المنسي وهى تُحلق في الهواء.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل استطاعت الدراما أن تصل إلى الأطفال لزرع حب الشخصيات الوطنية والتاريخية؟، ومتى يستوعب الطفل فكرة الانتماء والوطنية؟.
من جانبه، قال وليد أبو طالب أخصائي تخاطب وتنمية مهارات، إنه بالنسبة لفكرة الانتماء فالسنوات العشر الأولى للطفل تعد أفضل وقت وعمر لزرع بداخله الانتماء وحب الوطن.
وأضاف أبو طالب في تصريحات لـ'أهل مصر': أنه بالنسبة للتلفزيون فهو جزءًا مهما في حياة كل طفل، فهو لديه القدرة على تكوين الشخصية وتغيير وجهات النظر، ولأن الطفل في مرحلة تكوين الشخصية فهو الأكثر تأثرًا بكل عوامل البيئة من حوله، خاصة التلفزيون، وأقرب دليل على ذلك الطفل الذي أصر أن يصنع طائرة ورق على صورة المنسي، من خلال مشاهدته ومتابعته على شاشة التلفزيون، لذلك وجب اختيار النوع الصحيح من البرامج والمحتوى المقدم على التلفزيون للأطفال.
وأضاف: 'رغم أن التلفزيون له القدرة على تكوين الشخصية وتعلم الانتماء والحب، إلا أن له أثار سلبيه كثيرة على الأطفال بشكل عام، منها: قلة المهارات اللغوية والاجتماعية، خاصة في مرحلة تكوين اللغة عند الطفل، كما أنه يقتل الإبداع والخيال، خاصة للأطفال الذين يقضون وقتًا كبيرًا أمام التلفزيون، بدلًا من الخروج للحياة، واستكشاف العالم الحقيقي بأنفسهم، لأنه يتم تقديم الأفكار أمام الشاشة وفقط دون تفاعل معها، بالإضافة إلى السلوك السلبي، هذا ما أوضحته الدراسات خاصة سلوك العنف والعدوان عند عرض محتوى غير مناسب للطفل ولا عمره'.
وتابع: كما له آثار سلبية أيضًا مثل عدم الانتباه والتركيز، وهذا يحدث غالبًا للأطفال الذين يقضون وقتًا كبيرًا أمام التلفزيون أكثر من ساعتين لـ3 ساعات، وقد يعاني هؤلاء الأطفال من تشخيص فرط الحركة، كما أنه يسرق الوقت، خاصة للأطفال الذين يقضون وقتًا طويلا أمام التلفزيون ويضيع عليهم فرصة الخروج للعالم الحقيقي واستكشافه والتفاعل معه، وضعف المستوى الأكاديمي، نظرًا لقضاء الكثير من الوقت أمام التلفزيون، أيضًا قد يؤدي إلى عدم الانتباه والتركيز في حجرة الدراسة.
وأوضح: 'لذلك وجب على أولياء الأمور تحديد الوقت وعدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام التلفزيون، واختيار البرامج والمحتوى المقدم للطفل بحيث تكون مناسبة للطفل، ومشاهد التلفزيون مع الأطفال ولا يتركون منفردين به'.