♦♦ الإخوان خوارج العصر.. الجماعة إرهابية.. الانضمام إليهم محرم شرعًا.. ودعمهم من أشد أنواع البغي والإرجاف والفساد في الأرض
♦♦ حسن البنا وسيد قطب أئمة التكفير.. أفكارهما أحيت مفاهيم الخوارج الأوائل.. والصدام مع المجتمع ركيزة أساسية في دعوة الجماعة
♦♦ دعم الإخوان على صفحات التواصل الاجتماعي أو المؤلفات أو داخل المساجد والجامعات من أشد أنواع البغي والفساد في الأرض
♦♦ الإخوان يسعون لهدم الدولة المصرية.. تكفير الحاكم والدولة دعاوى إرجاف يسولها الشيطان لعناصر الجماعة.. واستحلال الدماء المحرمة من كبائر الذنوب
♦♦ التكفيريون يستندون في كثير من فتاويهم إلى التراث وأمهات الكتب والمراجع القديمة.. ويتخذون من فتاوى ابن تيمية مرجعًا لشرعنة جرائمهم واستباحة دماء الأبرياء
♦♦ الإسلام لا يعرف الوصاية.. لا يوجد أحد يملك تحديد مصائر الناس بعد الموت.. والجنة والنار ملك لله وحده
في الجزء الأول من حوارنا مع الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، تناولنا العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام وكان على رأسها، ملف تجديد الخطاب الديني وما ينبثق منه من مسائل تشغل العقل الجمعي.
مفتي الديار، قال خلال الجزء الأول من حواره لـ 'أهل مصر'، إن قضية تجديد الفكر والخطاب الدعوي قضية شديدة الأهمية وعظيمة الخطر، وهي بالأساس دور أصيل للمؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، ويتعاون معها بقية المؤسسات المعنية بالفكر والتثقيف، فهي مسؤولية جماعية.
وفي الجزء الثاني من حوارنا، يتحدث مفتي الديار عن جماعة الإخوان الإرهابية، ويبين الرأي الشرعي في عناصر الجماعة، ويجيب على السؤال الأهم: هل حسن البنا وسيد قطب إمامين مصلحين من أئمة المسلمين أفنيا حياتهما في خدمة الدين والأمة كما يروج أتباعهما؛ أم أنهما إمامين من أئمة الإرهاب في العصر الحديث؟
كما نطالع في هذا الجزء من الحوار رأى مفتي الديار في فتاوى ابن تيمية التي تستند إليها الجماعات الإرهابية، وهل يرى ابن تيمية وهل هو فقيه معتبر من فقهاء المسلمين أم ماذا؟ وغير ذلك من القضايا الهامة التي نسلط الضوء عليها.. وإلى نص الحوار:
♦♦ العقل الجمعي المصري أصبح أكثر ميلًا إلى إصدار الأحكام الدينية المتشددة وتحديد مصائر الناس؛ ما العوامل التي غيرت العقل المصري؟
نرجع مرة أخرى إلى قضية التخصص، وأنه يجب اللجوء إلى أهل التخصص إذا ما أردنا الحديث عن مسألة تتعلق بالدين أو بغيرها من التخصصات.
ولا يوجد أحد على وجه الأرض يملك أن يحدد مصير أحد إن كان في الجنة أو في النار أو يعرف مصيره بعد موته إلا الله سبحانه وتعالى، والإسلام لا يعرف الوصاية أو إطلاق الأحكام بهذه الطريقة خاصة فيما يتعلق بمصير إنسان بعينه بعد موته، فالخواتيم يعلمها الله وحده.
♦♦ هل نجحت جماعة الإخوان والتيار السلفي المتشدد في التأثير على العقل الجمعي المصري؟
جماعة الإخوان أحيت مفاهيم وأفكار جماعات الخوارج الأوائل ولكن بشكل أكثر تعقيدًا وأخطر تركيبًا، فهم يتسترون بستار الدين، وفكرة الاستعلاء واحتكار الحق موجودة لدى الجماعة الإرهابية وتعد إحدى الركائز الأساسية في دعوة الإخوان، حيث اعتبروا أنفسهم أنهم من يحتكرون الحق والإيمان؛ ولذلك يدعون المجتمع إلى ما هم عليه وليس إلى ما عليه الإسلام، كما أن دعوتهم تبتغي الدعوة إلى مراكز القرار، أما الذي عليه الناس من الإسلام والتاريخ الرصين فلا يقيمون له وزنًا.
♦♦ ما حكم الدين في جماعة الإخوان الإرهابية؟ وهل ينطبق عليهم مصطلح «خوارج العصر»؟
هم بالفعل خوارج العصر، وينطبق عليهم كل أوصاف الخوارج وزيادة، فهم أحيوا مفاهيم الخوارج الأوائل، ولكن بشكل أكثر تعقيدًا وأخطر تركيبًا - كما ذكرت سابقًا -، وكلام مرجعياتهم وكتبهم تشهد على ذلك، فلم يختلف سيد قطب عن معاصريه من أمثاله، فقد نفى الإسلام عن الأمة، وكذلك غيَّب حسن البنا الإسلام عن الأمة، وقد طرحا العنف والتدمير كحل للصدام مع المجتمع ومع الدولة، وهو ما تحقق لاحقًا؛ مما يدلل على كذب زعمهم بتبني السلمية، ولم يختلفا عن سابقيهما من الخوارج في الصدام والتكفير والعداء للمسلمين.
♦♦ ما حكم الدين فيمن يدعمون جماعة الإخوان عن طريق الترويج لأفكارهم على صفحات التواصل الاجتماعي أو المؤلفات أو داخل المساجد والجامعات؟
هذا يعد من أشد أنواع البغي والفساد في الأرض، فدعم جماعة الإخوان الإرهابية والانضمام إليها محرم شرعًا، وما تروج له إرجاف وإفساد في الأرض وليس جهادًا على الإطلاق ولا دفاعًا عن الحق، فإن تكفير الحاكم أو الدولة واستحلال الدماء المحرمة دعاوى إرجاف يسولها الشيطان لهم وتعد من كبائر الذنوب، فضلًا عن سعيهم الدائم لهدم الدولة المصرية والأوطان، فالوطن عندهم كما قالت مرجعياتهم حفنة من تراب عفن.
♦♦ الجماعات الإرهابية تستند في أكثر آرائها إلى فقه ابن تيمية؛ هل يرى فضيلة المفتي ابن تيمية فقيهًا معتبرًا من فقهاء المسلمين أم ماذا؟
للأسف، نجد أن كثيرًا من الفتاوى التي يستند إليها التكفيريون، يستمدونها من التراث وكتب الأمهات والمراجع القديمة، التي تصب باتجاه بعض الكتب لابن تيمية قديمًا، وتصل في العصر الحديث إلى كتب المرجع الإخواني سيد قطب.
في المقابل فإن الأمة مليئة بالعلماء الثقات، ممن يمكن اللجوء إليهم، وإلى كتبهم وتراثهم الفقهي، غير ابن تيمية الذي ليس مصدرًا للتشريع، إذ في النهاية يأخذ كل العلماء والفقهاء من كتاب الله وسنَّة رسوله الكريم، أما أصحاب الفكر المعوج والمتطرِّف فقد وقع لهم اختلال في الفهم، واستندوا إلى فتاوى ابن تيمية في استباحة دماء الآمنين، وتعلقوا بتلك الآراء مثل فتوى ماردين وفتوى التترس وغيرهما، دون الرجوع لأهل العلم والاختصاص حتى يُبيّنوا لهم فحوى تلك الفتاوى ومعناها والسياق الذي قيلت فيه، وما أدى إلى هذا الاختلال هو عدم الوقوف- فضلًا عن الدُربة واستخدام المنهج العلمي- على كيفية توثيق النصوص وفهمها لدى علماء المسلمين؛ إذ انتقى هؤلاء المتطرفون من فتاوى ابن تيمية ليُبرِّروا أعمال القتل والعنف والتخريب وترويع الآمنين من المسلمين وغير المسلمين.