وافق الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، على تشديد العقوبات على روسيا البيضاء التي نددت بالاتهامات الغربية لها بأنها تقود أزمة مهاجرين جعلت الآلاف عالقين في غابات تنخفض فيها درجة الحرارة بشدة على حدودها مع الاتحاد الأوروبي، ووصفت هذه الاتهامات “بالعبثية”.
ويسعى التكتل الغربي لوقف ما تقول إنها سياسة تنتهجها روسيا البيضاء لدفع المهاجرين نحوها ردا على عقوبات سابقة بسبب حملة على احتجاجات العام الماضي على إعادة انتخاب الزعيم المخضرم ألكسندر لوكاشينكو.
بدأ المهاجرون، ومعظمهم من العراق وأفغانستان، في الظهور على الحدود البرية لروسيا البيضاء مع الاتحاد الأوروبي هذا العام في محاولة للعبور إلى الدول الأعضاء ليتوانيا ولاتفيا وبولندا عبر طرق لم تستخدم من قبل.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس “هذا النظام اللاإنساني المتمثل في استخدام اللاجئين أدوات لممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي.، تفاقم خلال الأيام الماضية”، وتعهد باستهداف المتورطين فيما سماه “الاتجار بالبشر”.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا على حزمة خامسة من العقوبات التي سيتم إقرارها في الأيام المقبلة. وأضاف أنهم سيستهدفون شركات طيران ووكالات سفر وأفرادا متورطين في “هذا الاستغلال غير القانوني للمهاجرين”.
وقالت لاتفيا إنها نشرت ثلاثة آلاف جندي في مناورة عسكرية لم يعلن عنها من قبل قرب الحدود. وتشكل ليتوانيا وبولندا الجناح الشرقي من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أكبر تحالف عسكري غربي.
حاول المهاجرون الذين تقطعت بهم السبل داخل حدود روسيا البيضاء، وهم في حالة يأس متزايدة، إقامة أسيجة مؤقتة في عدة أماكن خلال الأيام الماضية. وتعرضت بولندا، التي سجلت 5100 محاولة لعبور الحدود حتى الآن في نوفمبر تشرين الثاني، لانتقادات بسبب معاملتها لأولئك الذين نجحوا في العبور.
وقالت الشرطة البولندية على تويتر إن عدة مئات من الأشخاص، بعضهم رشق الحجارة، حاولوا مجددا اليوم عبور الحدود بالقرب من قرية ستارزينا البولندية، لكنهم أجبروا على العودة.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ولوكاشينكو ناقشا المساعدات الإنسانية للاجئين والمهاجرين عبر الهاتف.
وهذه المحادثات هي أول اتصال معروف بين رئيس روسيا البيضاء وزعيم غربي منذ أن أثارت الانتخابات الرئاسية في روسيا البيضاء العام الماضي احتجاجات حاشدة من قبل المتظاهرين الذين اتهموا لوكاشينكو بتزوير الانتخابات، وهي تهمة ينفيها.
مهاجرون عالقون
وكشف تحقيق أجرته رويترز أن وكالات السفر في الشرق الأوسط التي تعمل مع مشغلين في روسيا البيضاء قدمت تأشيرات سياحية لآلاف الأشخاص خلال الأشهر الماضية.
وقالت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي إنها تدرس ما إذا كان يتعين فرض عقوبات على شركات طيران أخرى بعد أن منع الاتحاد شركة بيلافيا المملوكة لروسيا البيضاء من السفر في أجوائها وعبر مطاراتها. وقال وزير الخارجية الألماني إن الخطوط الجوية التركية بعيدة عن هذا الأمر.
وقالت أيرلندا إن عقود تأجير الطائرات التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع شركة بيلافيا ستنتهي أيضا.
ووصفت وزارة الخارجية في روسيا البيضاء الاتهامات بأن مينسك هي التي دبرت أزمة المهاجرين بأنها “عبثية”.
وقال لوكاشينكو إن روسيا البيضاء تحاول إقناع المهاجرين بالعودة إلى ديارهم لكن لا أحد منهم يريد العودة. وأضاف أن مينسك سترد على أي عقوبات جديدة من جانب الاتحاد الأوروبي.
ودعا الاتحاد الأوروبي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أقوى حليف للوكاشينكو، إلى الضغط على مينسك لوقف المخاطرة بحياة الناس.
وقال الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا “من الواضح أن ما يريده نظام لوكاشينكو وحلفاؤه هو اختبار وحدة العالم الغربي”.
ورفض الكرملين بيان وزارة الخارجية الأمريكية بأن أزمة الحدود تهدف إلى صرف الانتباه عن النشاط العسكري الروسي المتزايد بالقرب من أوكرانيا.
ولقي ما لا يقل عن ثمانية أشخاص حتفهم على امتداد 200 كيلومتر من الحدود البرية بين بولندا وروسيا البيضاء لأسباب منها برودة الطقس والإرهاق.