مجلس النواب
ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، كلمة بشأن الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في بداية الجلسة العامة المنعقدة الآن.
مجلس النواب
نص الكلمة
وجاء نص كلمة رئيس البرلمان كالتالي: 'الزملاءُ الأعزاءُ نوابَ شعبِ مصرَ: إنَّ مِنْ فتنِ هذا الزمانِ تسميةَ الأشياءِ بغيرِ مُسمياتها، وقلبَ الحقِ باطلٍ والباطلِ حق، فعلى مدارِ الأيامِ الماضيةِ، وتحديدًا منذُ صبيحةِ يومِ السبتِ الموافقِ السابعِ منْ أكتوبر الجاري، وحتى الساعاتِ الأولى منْ يومنا هذا، ومجلسُ النوابِ يتابعُ عنْ كثَبٍ الأحداثَ الجاريةَ في فلسطينَ الشقيقةِ، بقلوبٍ يعتصرها الحزنُ وعقولٍ واعيةٍ للخطرِ الدامي الذي قدْ تتعرضُ لهُ المنطقةُ بأكملها.
وتابع دكتور جبالي: 'ولقدْ تكشفَ لمجلسِكم الموقرِ منْ خلالِ متابعتِهِ الدقيقةِ لمواقفَ المجتمعِ الدوليِّ تجاهَ الأحداثِ المندلعةِ بالأراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ؛ أنَ هناكَ أصواتًا ترغبُ في تشويهِ أنبلِ قضايا العربِ وأجلِّها، ألا وهيَ القضيةُ الفلسطينية، ولذلكَ وجدَ المجلسُ نفسَهُ ملزمًا كونَهُ انعكاسًا للسانِ حالِ الشعبِ المصريِ أنْ يعبرَ عنْ الإرادةِ المصريةِ الشعبيةِ تجاهَ ما يحدث؛ مِن خلالِ عدةِ رسائلَ واضحةٍ وحاسمةٍ وكاشفة، تنطلقُ كالسهامِ منْ تحتِ قبةِ مجلسِكمْ الموقر.
رسائل رئيس البرلمان لممثلي الشعب المصري
وقال في الرسالةُ الأولى: إنَّ القضيةَ الفلسطينيةَ كانتْ ومازالتْ قضيةَ مصر، فلمْ ولنْ تألوَ يومًا الدولةُ المصريةُ جهدًا في دعمها منذُ أيامِها الأُوَل، فارتباطُ مصرَ بقضيةِ فلسطينَ هوَ ارتباطٌ راسخٌ تمليهُ رابطةُ الدمِ معَ شعبِ فلسطينَ الأبيِ، واعتباراتُ الأمنِ القوميِ.
وجاءت الرسالةُ الثانية داعمة للشعب الفلسطيني حيث قال: إنَ كفاحَ الشعبِ الفلسطينيِ في مواجهةِ قواتِ الاحتلالِ هوَ حقٌ مشروعٌ كفلتهُ أحكامُ القانونِ الدولي، التي أقرتْ بالحقِ في مواجهةِ سلطاتِ الاحتلالِ دفاعًا عنْ الوطنِ وحريتِهِ وشرفِه، وعلى أطرافِ المجتمعِ الدوليِ المنحازين بشكلٍ صريحٍ إلى الكِيانِ المحتلِ، ويغضون الطرفَ عامدين متعمدين؛ عما يحدثُ منْ انتهاكاتٍ وانتقامٍ غاشمٍ منْ هذا الكِيانِ تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِ - على مدارِ السنواتِ الماضيةِ وحتى يومنا هذا- أنْ يُعيدوا النظرَ في مواقفهم، فالتاريخُ لنْ ينسى لهُمْ ذلك.
وقال في الرسالةُ الثالثة: إنَ ما يحدثُ الآنَ كاشفٌ عنْ فشلِ محاولاتِ البعضِ لتذويبِ هُويةِ الشعبِ الفلسطينيِ، ونحرِ قضيتِهِ بالتقادم، فالأجيالُ الفلسطينيةُ الجديدةُ برهنتْ على أنها مستعصمةٌ برباطِ المقاومةِ ومتمسكةٌ بحقها في تقريرِ مصيرها، ولمْ يعدْ أمامَ المجتمعِ الدوليِ سوى أنْ يأخذَ خطواتٍ حثيثةً لتحقيقِ التسويةِ الشاملةِ والعادلةِ للقضيةِ الفلسطينيةِ على أساسِ حلِ الدولتينِ، وإقامةِ الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلةِ على حدودِ يونيو 1967 ، وعاصمتُها القدسُ الشرقية.
والرسالةُ الرابعة: إنَ حصارَ قطاعِ غزةَ، وقطعَ كافةِ سبلِ الإغاثةِ عنهُ، ودفعَ ساكنيه عُنوةً إلى تركِ منازلِهمْ، والتوجهِ جنوبًا، هوَ أمرٌ محظورٌ بموجبِ القوانينِ الدولية، ويتنافى مع الأعرافِ الإنسانيةِ، ويُعرضُ حياةَ أكثرِ منْ مليونِ فلسطينيٍ وأُسرِهم إلى الخطرِ.
عدمَ تخلى مصرَ عن الأشقاءِ في فلسطينَ والمحافظةِ على مقدراتِهمْ
أما في الرسالةُ الخامسة: إنَّ موقفَ السيدِ رئيس جمهوريةِ مصرَ العربيةِ السيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي تجاهَ الأحداثِ الجاريةِ بالأراضي الفلسطينيةِ المحتلة، وإعلانَ فخامتِه عدمَ تخلى مصرَ عن الأشقاءِ في فلسطينَ والمحافظةِ على مقدراتِهمْ، ما هوَ إلا تجسيدٌ لما يدورُ بخلدِ وضميرِ كلِ مواطنٍ مصري؛ وكاشفٌ بما لا يدعُ مجالاً للشكِ عنْ مدى الحكمةِ والرصانةِ التي يتمتعُ بها فخامتُه في التعاملِ معَ الموقفِ سيَّما في ظلِ بعضِ الأفعالِ التي تصدرُ منْ بعضِ الأطرافِ بُغيةَ إقحامِ مصرَ أوْ جرِّها نحوَ تنفيذِ مُخططاتٍ لمِ ولنْ تنزلقَ نحوها الدولةُ المصريةُ.
الرسالةُ السادسةُ: لا تهاونَ ولا تفريطَ في أمنِ مصرَ القوميِّ تحت أي ظرف، فحدودُ مصرَ الشرقيةُ خطٌ أحمر.
الرسالةُ السابعةُ والأخيرة: أتوجهُ بها إلى الشعبِ الفلسطينيِ المناضلِ وأستلهمُ معانيها منْ قولهِ تعالى في كتابِهِ العزيز:
واختتم كلمته بآية من آيات الذكر الحكيم قائلا: 'بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ ﴾، صدق الله العظيم، حفظَ اللهُ مصرَ والأمةَ العربيةَ جميعا'.