أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، أن إسرائيل هي المسئول الأول والمباشر عما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة من دمار وعن توسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنها قامت بكارثة إنسانية مروعة أودت بحياة أكثر من 41 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، فضلا عن مائة ألف من الجرحى، ومن هم تحت الأنقاض، وفي عداد المفقودين، وحتى الأحياء سيعانون لسنوات طويلة ثقيلة.
وقال الدكتور عبدالعاطي، خلال إلقاء كلمة مصر في مجلس الأمن الدولي، إن آلة الحرب والعدوان الإسرائيلية عمدت إلى تدمير معظم المباني السكنية ومنشآت البنية التحتية المدنية والمستشفيات والمدارس، فيما يعكس نهجا متعمدا لتحويل قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة وطاردة لسكانه، وهو ما امتد أيضا للضفة الغربية.
وأضاف أنه رغم كل المناشدات الدولية لإسرائيل لوقف نزيف الدماء وإيقاف القتل المستمر واستهداف المدنيين، ورغم مساعي الوساطة المستمرة لمصر مع قطر والولايات المتحدة، ورغم قرارات مجلس الأمن العديدة وقرارات محكمة العدل الدولية وما وصل إليه القطاع من وضع إنساني كارثي، أمعنت قوات الاحتلال في الانتقام من أهل غزة واستخدمت التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين وفرضت عليهم النزوح والتهجير من منازلهم، واحتلت الجانب الفلسطيني من رفح ومنعت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية من توزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع وتركت المدنيين بلا متاع ولا دواء ولا غذاء كاف، وعلى مدار أشهر طويلة لما أفضى لكارثة إنسانية طويلة.
وأشار إلى أن مصر والدول العربية رفضت قتل واستهداف المدنيين منذ بداية الأزمة، كما نبذت (مصر) العنف بكافة أشكاله ضد سائر المدنيين، ولكننا وجدنا إمعانا من قبل إسرائيل في الانتقام وتوسيع رقعة الصراع وتحويله لمواجهة إقليمية شاملة بالمنطقة، والآن تستهدف المدنيين الأبرياء في لبنان الشقيق، وتعرض المزيد من المدنيين للخطر وهو أمر مدان ومرفوض جملة وتفصيلا.
وفي هذا الإطار.. قال بدر عبدالعاطي، إن مصر تود أن تضع أمام أعضاء مجلس الأمن والعالم بأسره بعض الحقائق التي يجب أن تكون من المسلمات لدى الجميع، إن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال هي المسئول الأول والمباشر عما آلت إليه الأوضاع في غزة من دمار ومسئولة عن توسيع رقعة الصراع، ففي أعقاب الكارثة الإنسانية التي تسببت بها في غزة وتنامي التصعيد غير المبرر في الضفة الغربية انتقلت آلة الحرب الإسرائيلية إلى لبنان وحصدت في يوم واحد مئات الضحايا من الشعب اللبناني الشقيق بما ذلك النساء والأطفال.