تلعب البيئة التي يعيش فيها الطفل الكفيف واتجاهات الراشدين من حوله، دورا هاما في نمو شعوره بالعجز، فانطباعات، واتجاهات وأحكام المبصرين إزاء المكفوفين، تحدد فكرة كف البصر لدى المجتمع، فالمجتمع عبارة عن مرآة يرى الإنسان فيها نفسه، وتمثل الأسرة المؤسسة التربوية الأولى التي يشرب منها الطفل المبادئ والعادات، وفي هذا الإطار توضح السطور القادمة طرق بسيطة لتعامل الأسرة من ابنها الكفيف.
كشفت سهير كامل أحمد رئيس قسم العلوم النفسية وعميد كلية رياض الأطفال سابقا بجامعة القاهرة، أن حب الآباء لأبنائهم له دور كبير في نمو هؤلاء الأطفال عاطفيا وانفعاليا، فعدم رؤية الطفل لأبويه تجعل الآباء يقدمون للطفل قليلا من العناق واللمس وقليلا من التحدث، بالرغم من أنه يحتاج إلى ذلك بقدر أكبر مما يحتاجه الطفل المبصر فكل هذه التأثيرات السلبية فتؤدي إلى الحرمان الاجتماعي لدى الطفل الكفيف الذي يظهر أثاره في شعور الطفل باللامبالاة والفتور العاطفي.
وأكدت أحمد في كتابها "سيكولوجية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة"، أنه من الملاحظ أن الأسرة تقف من ابنها الكفيف في 5 مواقف هي:
1- الموقف الأول يتمثل في رفض الاعتراف بإصابة الطفل بكف البصر.
2- الموقف الثاني يتمثل في قبوله وإخفاءه عن الآخرين.
3- الموقف الثالث يتمثل في الاعتراف به وإفاضة الحنان على الطفل لدرجة تلبية كافة رغباته، وإعفائه من أي مجهود وتدليله أكثر من إخوانه مراعاة لعجزه.
4- الموقف الرابع يتمثل في السخط على القدر والخلاف بين الزوجين لتحديد المسؤول عن إصابة الطفل، وعمن يتولى العناية به وخاصة وإذا كانت الأم تعمل.
5- الموقف الخامس يتمثل في المفاخرة بمواهبه وبإعطائه قدرات غير حقيقية بين للمعارف، مما يغرس فى نفسه شعورا بالزهو والغرور عنده ومن ثم يطالب الجميع بالاعتراف بامتيازه.