دخن مات إيجلز أولى سجائره، التي اشتراها وقتها بسهولة من بائع صحف محلي في عمر الثانية عشر.
ويقول إيجلز البالغ من العمر 51 عامًا، من كودينجتون ، تشيشير: 'كنت من النوع الذي يحب أن يكون شقيًا، لكن سرعان ما أصبح تدخين السجائر عادة عادية.
وأفادت صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية، أن هذه القصة مألوفة للملايين، ولكن بينما يُنظر إلى التدخين عالميًا على أنه ضار بالصحة، لكن في حالة مات، يعتقد أن النيكوتين الموجود في السجائر له فائدة غير متوقعة.
ويعمل مات، في مجال العلاقات العامة في الوقت الحالي، وكان الأطباء قد شخصوا حالته بأنه مصاب بحالة عصبية تنكسية من مرض 'باركنسون' في وقت مبكر بشكل غير معتاد، تحديدًا في سن الثامنة، بعد عام واحد من ظهور أعراض غريبة عليه.
ويقول مات: 'لقد فقدت إحساسي بالتوازن واعتقدوا في البداية أنه التهاب في المفاصل أو ورم في المخ، كانت يدي اليسرى تدخل في حالة مرضية مختلفة، واستمرت في الارتعاش والحركة المستمرة، وكانت هذه مشكلة لأنني أعسر، شعرت كما لو أن معصمي سوف يسقط، وكنت أسير على أطراف أصابع قدمي'.
وتابع: 'أحب الرياضة وكنت حارس مرمى، كان الأمر محبطًا للغاية لكنني انتقلت إلى القيام بأشياء أخرى بدلاً من ذلك، في النهاية توصلوا إلى أنه مرض باركنسون'.
ويؤثر المرض، الذي يسبب رعشة لا يمكن السيطرة عليها وتيبس وصعوبة في المشي، على حوالي 145 ألف شخص في بريطانيا، وبالإضافة إلى الأعراض الجسدية، يصاب معظم المرضى بفقدان الذاكرة مع تقدم المرض.
وتحدث هذه الحالة المرضية، عندما تموت تدريجياً الخلايا التي تنتج الدوبامين؛ وهو ناقل كيميائي في الدماغ يساعد على التحكم في حركات الجسم، ولم تكن هناك علاجات فعالة جديدة لمرض باركنسون منذ أكثر من 20 عامًا، والعلاج الحالي يقلل الأعراض فقط، بدلاً من معالجة الأسباب.
ويظهر النيكوتين الآن؛ الذي يعد العنصر الرئيسي المسبب لإدمان السجائر، في الدراسات كعلاج واعد، لهذا المرض وقد يكون مفيدًا أيضًا لبعض اضطرابات الدماغ الأخرى، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط 'ADHD' والخرف وانفصام الشخصية - وحتى فيروس كورونا.
وفي حالة مرض باركنسون، ثبت أن النيكوتين، وهي مادة كيميائية توجد في العديد من النباتات، وليس التبغ فقط، تنشط الخلايا التي تنتج الدوبامين.
وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين تحتوي وجباتهم الغذائية على الكثير من الطماطم والفلفل والباذنجان - كلها تحتوي على النيكوتين - لديهم فرصة أقل بنسبة 30 في المائة للإصابة بمرض باركنسون.