رغم توصل عدد كبير من الدول للقاحات ضد فيروس كورونا، فإن الفيروس الدائم التحور يبدو أنه لن يتجاوب مع تلك اللقاحات ما يطفئ أمل التخلص منه بعد انتشاره منذ أكثر من عام تقريبا.
وأظهرت دراسة نشرها موقع "ديلي ستار" وأجراها باحثون أميركون تغيرا جديدا في الفيروس حمل اسم 501Y.V2، وتميز بعدد من الطفرات القادرة على إصابة الأفراد ممن قاموا بتطوير أجسام مضادة بعد إصابتهم الأولي بالفيروس.
وأوضح الباحثون أن التحور الجديد يساهم في توليد سلالة هاربة من الفيروس قد لا تؤثر فيها المناعة المتولدة لدى مصابي الفيروس في الموجة الأولي، أو حتى الأجسام المضادة التي تقوم اللقاحات بإنتاجها.
وأشارت الدراسة إلى أنه نظرا لظهور العديد من المتغيرات بفيروس كورونا، بات الفيروس ذا تحور كبير ويقوم بتحييد الأجسام المضادة للبقاء بدرجة خطورته القصوى، بخلاف تقييم قابليته النسبية من أجل الانتقال بسرعة والتسبب في الإصابة بالفيروس مرة أخرى.
وبحسب البحث الذي نشره الموقع البريطاني نقلا عن موقع الدراسات "bioRxiv"، فقد ترتبط القابلية للانتقال بالوفيات، حيث إن الزيادة الحتمية بمعدلات الإصابة بالفيروس والناجمة عن المتغيرات الجديدة تؤدي لارتفاع عدد الإصابات والوفيات.
ويمكن أن تتفاقم تلك التداعيات للعدوى بشكل أسرع انتشارا عبر فقدان فعالية العلاجات واللقاحات القائمة على الأجسام المضادة المتاحة، وانخفاض المناعة الوقائية لدى مصابي الفيروس في الموجة الأولى له.
من جانبها، أجرت مجموعة بحثية تابعة لشركة "ImmunityBio" بكاليفورنيا تحليلا حسابيا لتفاعلات بروتينات الفيروس لتحسين فهم المخاطر التي يشكلها الفرد أو الطفرات المجتمعة بمتغيرات "الموجة الثانية".
واستخدم الباحثون بتلك الدراسة طرق محاكاة بالمتغير الجنوب إفريقي سريع الانتشار 501Y.V2 وتأثيراته لارتفاع تكوين البروتين السكري، وكشفت احتمالية تمكن المتغير الفيروسي 501Y.V2 الجديد استبدال سلالات فيروس كورونا الأصلية، حتى أكدوا بعدها أن السبب المحتمل لانتشار الفيروس أسرع لتلك المتغير لزيادة قابلية الانتقال، وهو سبب رئيسي وراء أهمية تتبع تلك الطفرات.