الذئبة الحمراء تم تعريفها أنه مرض مزمن يصيب الجهاز المناعي، ويقوم بتلف أي جزء من الجسم (مثل: الجلد، والأعضاء والمفاصل) ويجعل الجسم يخلط بين الأنسجة السليمة والمتطفل الضار ومهاجمتها، وإليكِ في هذا المقال خلال السطور التالية من 'أهل مصر'، كل التفاصيل المتعلّقة بمرض الذئبة الحمراء، ماهي الذئبة الحمراء، وماهي أسبابها وأنواعها وأعراض كل نوع، وبعض الطرق العلاجية لتخفيف أضررها بالجسم.
ما هي الذئبة الحمراء؟
عندما يكون لدى الشخص حالة من أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمراء، لا يستطيع الجهاز المناعي التفريق بين المواد غير المرغوب فيها أوالأنسجة السليمة، ونتيجة لذلك، يوجه الجهاز المناعي الأجسام المضادة ضدّ كل من الأنسجة السليمة والمستضدات، مما يسبب التورم والألم وتلف الأنسجة.
ما هي أسباب الذئبة الحمراء؟
- موت خلايا البشرة
تتعلق إحدى النظريات المحتملة بموت خلايا البشرة، وهي عملية طبيعية تحدث عندما يجدد الجسم خلاياه،وتشير الأبحاث إلى أنه بسبب العوامل الوراثية، قد لا تقوم أجسام الأشخاص المصابين بمرض الذئبة بإزالة الخلايا الميتة بشكل صحيح،وقد تؤدي الخلايا الميتة المتبقية إلى إنتاج الأجسام المضادة الذاتية، مثل الأجسام المضادة للنواة التي تهاجم الجسم، مسببة أعراض الذئبة.
- خلّل في الهرمونات
الهرمونات هي مواد كيميائية ينتجها الجسم، تتحكم وتنظم نشاط بعض الخلايا والأعضاء،قد يقدم النشاط الهرموني تفسيراً لعوامل الخطر مثل الجنس والعمر. وتشير الدراسات إلى أن الإناث اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 44 عاماً أكثر عرضةً للإصابة بمرض الذئبة 9 مرات أكثر من الذكور. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن التعرض للإستروجين، وهو هرمون جنسي تميل الإناث إلى إنتاجه أكثر من الذكور، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة.
- التأثر ببعض العوامل الوراثية
على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث، فقد حدد العلماء بعض الجينات التي تلعب دورًا في استجابة الجهاز المناعي والتي قد تساهم في تطور مرض الذئبة. تشير الدلائل إلى أن هناك فرصة أكبر للإصابة بمرض الذئبة إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا به، مما يدعم أيضاً احتمال أن تكون الجينات عامل خطر. تُظهر دراسات التوائم، أي إذا كان أحد أعضاء التوائم المتماثلة مصاباً بمرض الذئبة، فإن الآخر لديه فرصة بنسبة 24٪ للإصابة بالمرض أيضًا.
- التأثر بالعوامل البيئة
قد تساهم العوامل البيئية، مثل المواد الكيميائية أو الفيروسات في تحفيز الإصابة بمرض الذئبة لدى الأشخاص المعرضين بالفعل وراثيًا لمرض الذئبة، وتشمل المحفزات البيئية المحتملة المصدر الموثوق: التعرض لأشعة الشمس أو الملوّثات.
ما هي أنواع الذئبة الحمراء؟
1- الذئبة الحمامية الجهازية
هي الشكل الأكثر شيوعًا لمرض الذئبة، وتضم 70% من حالات الذئبة، وهي حالة منهجية مما يعني أنه يمكن أن يؤثر على أعضاء وأنظمة متعددة في جميع أنحاء الجسم، لهذا السبب، يميل مرض الذئبة الحمراء إلى أن يكون شكلاً أكثر حدة من مرض الذئبة،ويمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة.
يمكن أن يسبب مرض الذئبة الحمراء التهابًا في الجلد والمفاصل والرييتين والكلب والدم والقلب
وقد يحدث هذا الالتهاب في إحدى هذه المناطق أو قد يصيب مناطق متعددة في وقت واحد، وتمر هذه الحالة بدورات من النوبات المرضية والتهدئة، في أوقات الهدوء، قد لا تظهر أي أعراض على الشخص المصاب بالذئبة أثناء النوبة، ويكون المرض نشطًا وتعود الأعراض على الشخص أو قد تظهر أعراض جديدة.
2- الذئبة الحمامية القرصية
هي نوع من الذئبة الجلدية، تؤثر الأعراض على الجلد فقط، وتظهر على شكل آفات دائرية، على فروة الرأس والوجه، على الرغم من أنها يمكن أن تظهر في أجزاء أخرى من الجسم، مثل داخل الأذنين، وتميل الآفات إلى أن تكون حمراء وقد تصبح سميكة ومتقشرة، في بعض الحالات، وقد تؤدي الآفات إلى تندب وتغير لون الجلد. إذا ندبت الآفات على فروة الرأس، فقد لا ينمو الشعر مرة أخرى في تلك المنطقة.
3- الذئبة الحمامية الجلدية تحت الحاد
تشير إلى الآفات الجلدية التي تظهر على أجزاء من الجسم المعرضة للشمس ولا تسبب هذه الآفات ندبات ولكنها قد تسبب تلون الجلد.
4- الذئبة الوليدية
هي حالة تحدث عند الرضع عندما تكون قد تناولت الأم أجسامًا مضادة معينة أثناء الحمل عند الولادة، وقد يعاني الأطفال المصابون بالذئبة الوليدية من طفح جلدي ومشاكل في الكبد وانخفاض تعداد الدم،عادةً ما تختفي الأعراض الجلدية لمرض الذئبة الوليدية بعد بضعة أسابيع، ومع ذلك، قد يكون لدى بعض الأطفال إحصار خلقي في القلب، حيث لا يستطيع القلب تنظيم عمل الضخ الطبيعي والمنتظم.
ما هي طرق علاج الذئبة الحمراء؟ ولكن يجب أن تعرف
أن الذئبة هي حالة مزمنة تدوم مدى الحياة وأن الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض والحد من مقدار الضرر الذي يلحقه المرض بأعضائكِ.
1-العلاج الدوائي
هنالك ثلاثة أنواع شائعة من الأدوية التي تدخل في علاج الذئبة الحمراء وهم:
-أدوية مضادات الإلتهاب اللاستيرويدية كورتيكوستيرويدات حيث تقوم بعلاج التهاب مرض الذئبة الحمراء
-أدوية مضادات الملاريا حيث تؤثر على جهاز المناعة وتساعد في تقليل خطر التهابات الذئبة
- أدوية الكورتيزون.
2-العلاج بتغيير نمط ونظام الحياة
-قد يساعدك تغير نمط ونظام الحياة إلى التخفيف من حدة المرض وتقليل شدته وهي تتمثل في التالي:
-العمل على إجراء الفحوصات الدورية المنتظمة حيث يفيد في الكشف عن بداية المشكلات الصحية وعلاجها في أولها.
-أتباع نظام غذائي صحي والاهتمام بممارسة التمرينات الرياضية وهو مفيد في منع ظهور مضاعفات مرض الذئبة الحمراء كما، تعمل الرياضة على تقوية عظام الجسم والتقليل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وتعزيز الدورة الدموية وتجنب الضغوط العصبية والإكتئاب.
-عدم التعرض للشمس الحارقة ولابد من وضع كريمات الحماية من الشمس وارتداء نظارة الشمس والقبعة لتجنب التعرض لأشعة الشمس.
-الإمتناع عن التدخين لأنه يزيد من خطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين كما يزيد من شدة آثار مرض الذئبة الحمراء على القلب والأوعية الدموية.
-الحصول على قسط كافي من النوم والراحة للتخفيف من الإرهاق والتعب الذي يصيب مرضى الذئبة الحمراء والذي يختلف عن التعب الطبيعي الذي يشعر به الأشخاص الطبيعية.
-تناول فيتامين (د) و مكملات الكالسيوم.
3-العلاج بالطب البديل
يمكن علاج مرض الذئبة الحمراء من خلال الطب البديل مثل:
-تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على هرمون ديهيدرو إيبي أندروستِيرون الذي يقوم بتحسين التعب وآلام العضلات
-تناول المكملات التي تحتوي على زيت السمك، وذلك لأنه يحتوي على الأحماض الدهنية وزيت أوميجا 3 المفيد في علاج مرض الذئبة الحمراء.
- العلاج بالوخز، حيث تساعد في التخفيف من ألم العضلات المصاحبة لمرض الذئبة الحمراء.
- تناول بذور الكتان نظرًا لاحتوائها على الحمض الدهني الذي يقوم بتخفيف من حدة الالتهاب في الجسم ومن التهاب مرض الذئبة الحمراء.