في عام 2018، قامت بعثة مصرية فرنسية مشتركة برئاسة فردريك جيو، أثناء أعمال التنقيب بمنطقة تل السمارة بمحافظة الدقهلية، باكتشاف إحدى أقدم القرى المعروفة حتى الآن في منطقة دلتا النيل، التي ترجع إلى العصر الحجري الحديث، وهي تل السمارة مركز تمي الأمديد، إذ تبعد حوالي ٤٥ كم إلى الجنوب الشرقى من مدينة المنصورة، و٢٠ كم إلى الجنوب الشرقي من تل الربع 'منديس'، ربما البعض لا يلقي وزنًا لتلك القرية لكنها قامت بها أول قرية مصرية.
تل السمارة
بداية الأسرات
وكشف عبد الحليم نور الدين، عالم المصريات والرئيس السابق للمجلس الأعلى للآثار، أنه تم الكشف فى هذا الموقع عن مكان للاستيطان يرجع إلى أواخر عصر ما قبل الأسرات، وبداية الأسرات، إذ أسفرت حفائر المجلس الأعلى للآثار أعوام '١٩٩٩- ٢٠٠٢' عن العثور على ٨٥ مقبرة فى الجهة الشرقية من موقع الحفائر.
وفي الجهة الغربية، تم الكشف عن محلة سكنية، كشف فيها عن ثماني وحدات سكنية من الطوب اللبن على مساحة بلغت حوالي ١٤٠٠ م٢، كشف بداخلها عن عشر مقابر أخرى، ربما كان ذلك يعني اتخاذ سكان تل السمارة مساكنهم للدفن أيضا.
وأكد نور الدين في كتابة 'مواقع الآثار المصرية القديمة'، أن أشكال المقابر، تعددت بين بيضاوية أو مستطيلة، إذ كان المتوفى يوسد فيها على جانبه الأيسر فى وضع القرفصاء، بينما تتجه الرأس جهة الشمال أو الشمال الشرقي، مع وجود بعض الأثاث الجنزي البسيط.
تل السمارة
مقابر مستطيلة
أما عن مقابر عصر بداية الأسرات، فقد كانت مستطيلة الشكل، إذ بنيت من الطين المخلوط بالرمال، وتعددت مخططات هذه المقابر، فبعضها يتكون من غرفة واحدة، والبعض الآخر كان مكونا من خمس غرف كانت إحداها تخصص للدفن، بينما تخصص بقية الغرف كمخازن للأثاث الجنائزي، لا سيما من الآواني والأطباق الفخارية متنوعة الطرز والأحجام، وبعض الصلايات الخالية من الزخارف، كما عثر على عدد من السكاكين من حجر الظران، وأطباق وأواني من الألباستر.
وأضاف الرئيس السابق للمجلس الأعلى للآثار، أنه من أهم اللقى الأثرية بالموقع ختم من الطين المحروق يبدو بشكل هرمي، وعليه نقش بالبارز على وجهي الختم، عبارة عن أربعة أسطر رأسية من الكتابات الهيروغليفية، تكرر فيها الاسم الذى قرأ: 'أثت' أو ' أتت'، ويليه مستطيل بداخله نقش قرأ: 'حور'، أو: 'حور عحا'.
اقدم قرية في مصر
وذكرت وزارة الآثار المصرية، أن البعثة اكتشفت العديد من صوامع التخزين التي احتوت على كمية وفيرة من العظام الحيوانية والبقايا النباتية، كما توصلت إلى الفخار والأدوات الحجرية، التي تؤكد على وجود مجتمعات مستقرة في أرض الدلتا الرطبة منذ الألف الخامسة قبل الميلاد.