دير البرشا.. مدينة العالم الأخر لحكام المنيا في العصر الفرعوني

المحتويات

أهمية دير البرشا

مقبرة جحوتي حتب

حجرة دفن 'سپي الثالث'

تعتبر محافظة المنيا الكأس المقدسة للآثار المصرية، لأن أثارها تتمتع بمكانة خاصة لا سيما آثار تل العمارنة عاصمة إخناتون ومدينته المقدسة، صاحب أول ديانة توحيدية، في العالم، ومن القرى المجهولة في المنيا، والتي أغفلتها حتى خرائط جوجل الخاصة بالآثار، فهي دير البرشا، تلك القرية التي كانت مدينة العالم الآخر لحكام إقليم المنيا في العصر المصري القديم

دير البرشا

أهمية دير البرشا

كشف عبد الحليم نور الدين، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للآثار وعالم المصريات، أنه تقع القرية على بعد حوالي ٥ كم إلى الجانب الشمالي الشرقي من مدينة ' ملوى' والى الجنوب من منطقة ' الشيخ عبادة، تضم المنطقة مجموعة من المقابر المنقورة فى الصخر من الدولة الوسطى، وتخص امراء الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا ( الاشمونين)

واختار دير البرشا بعض ملوك الدولة الحديثة لاستخدامها كمحاجر للحجر الجيرى لبناء معابدهم فى عاصمة الإقليم 'خمنو' الأشمونين واستخدمت المنطقة فى العصر القبطى من قبل الرهبان، واستخدمت دير البرشا كجبانة خلال عصر الدولة الوسطى (2055-1650 ق.م) للحكام الأشمونين، حيث شيد الحكام مقابر مزخرفة بإتقان أعلى التل الشمالى لمنحدرات الصحراء الشرقية، وبالقرب منهم تم دفن كبار الموظفين فى مقابر نحتت فى الصخر على ارتفاع حوالى 127 مترا.

دير البرشا

مقبرة جحوتي حتب

وأكد نور الدين في كتابه 'مواقع الآثار المصرية'، أن أشهر مقابر دير البرشا مقبرة ' جحوتى حتب' حاكم إقليم ' الأشمونين' فى عهد كل من الملكين ' سنوسرت الثانى والثالث' ( من ملوك الأسرة الثانية عشرة) وتتضمن جدران المقبرة المناظر التقليدية التي تمثل الحياة اليومية والحياة الأخرى، غير أن أشهر هذه المناظر ذلك الذى يمثل نقل تمثال ضخم لجحوتى حوتب، والذى يظهر خلف التمثال ومعه بعض أبنائه وأتباعه.

ويحدد النص المصاحب حجم التمثال الذي نحت من حجر الألباستر من ' حانتوب' ( التى تحتوى على أشهر محاجر هذا النوع من الحجر) ويبدو التمثال جالساً على كرسى، وموضوعا على زحافة، ويجره الرجال بالحبال، وهناك من الرجال من يعطى التعليمات لفريق العمل، ومن يصب الماء على الأرض تفادياً لحدوث اشتعال نتيجة الاحتكاك التمثال بالأرض، وحتى تصير الأرض المبللة زلقة لتيسير حركة الزحافة يحملها الثقيل

دير البرشا

حجرة دفن 'سپي الثالث'

وتلي مقبرة جحوتي حتب في الأهمية، هي حجرة دفن 'سپي الثالث' الذي كان يعمل قائد الجيش في عهد الملك 'سنوسرت' الثاني والثالث، والتي أكتشفها عالم المصريات الفرنسي جورج دارسي 1938- 1864، ووُجدت هذه الحجرة سليمة وعثر بها على أثاث جنائزي أهمها أطباق قرابين صنعت من الكارتوناج وهو جص مغطى بالقماش، ونمازج قرابين أخرى عبارة عن خضراوات وطيور، والهدف من وضعها هي أن تتحول إلى واقع عن طريق التعاويذ فيتغذى عليها المتوفى في العالم الآخر.