بعيدًا عن أبو سمبل.. معابد في قلب جبال الصعيد الفرعونية المجهولة

جبل السلسلة
جبل السلسلة
كتب : سيد محمد

لا يعلم المصريين أن هناك معابد داخل الجبال سوى معبد أبو سمبل المنحوت في الصخر، ولكن هناك الكثير من المعابد في الجبال ولكنها مجهولة بالنسبة للكثير من المصريين، خاصة في الصعيد، ولم تأخذ حقها بعد في الترويج السياحي، وستكشف السطور القادمة عن بعض معابد جبال الصعيد المجهولة.

جبل السلسلة

جبال الصعيدجبال الصعيدلا يعلم المصريين سوى الأعمال البديعة الكبرى التي أبدعتها أيادي المصريين مثل الأهرامات أو المعابد مثل معبد الكرنك أو معبد أبو سمبل، دون أن ينظروا لهذا الإنسان الذي أبدع تلك التحف المعمارية الخالدة وكيف أبدعها، ومن هنا تكمن أهمية البقعة الموجودة في غرب النيل عند أسوان في جبل السلسلة، حيث مكان 'الإيد الشقيانة' المصرية التي قطعن وشكلت الأحجار لتبني المباني التي يحكي عنها العالم، وسنتحدث في السطور عن جبل السلسلة.

كشف عبد الحليم نور الدين الرئيس السابق للمجلس الأعلى للأثار وعالم المصريات، أن منطقة السلسلة تقع على بعد بضع كيلومترات شمال 'كوم امبو'، وتعتبر من أشهر المحاجر التي قطع منها المصريون وخصوصاً في الدولة الحديثة الأحجار الجيرية التى استخدموها فى بناء المعابد المصرية فى 'الأقصر'

وأكد 'نور الدين' فى كتابه 'مواقع الاثار المصرية القديمة'، أن أشهر المعابد فى المنطقة ذلك المعبد الذى شيده الملك 'حور محب' وبعض خلفائه، والذى يضم العديد من المناظر والنصوص، وهناك معبد من عهد 'تحتمس الثالث' و'حتشبسوت'، تم الكشف عن 6 تماثيل منحوتة في الصخر داخل المقصورتين رقم 30 و31، في أواخر 2015، تعود لعصر الدولة الحديثة، عثر على اثنين منها في نهاية المقصورة رقم 30، وهي تمثل صاحب المقصورة وزوجته جالسين على مقعد، والتماثيل الأربعة الأخرى عثر عليها في نهاية المقصورة رقم 31، وهي عبارة عن تمثال لصاحب المقصورة المشرف على الأراضي الأجنبية 'نفرخوي'، وزوجته 'رويرستي' وابنته وابنه.

جبل الهريدي

جبل الهريديجبل الهريدي يعتبر من أشهر الأسماء في صعيد مصر، هو اسم 'هريدي'، بل أنه أصبح رديفُا للصعايدة، وكثير من سكان سوهاج بالكاد يعرفون مدينة طهطا، خاصة وأنها بلد للكثير من الشيوخ الكبار والعلماء مثل الشيخ رفاعة الطهطاوي رحمه الله، ولكن يجهل الكثير من أهالي الصعيد أو حتى المحافظة الجبل المقابل للمدينة، رغم أنه يضم مجموعة متنوعة من الآثار، وهو جبل الهريدى ما بين مقاصير ومقابر بديعة.

وبين نور الدين، أن 'جبل هريدى' يقع إلى الشرق من نزلة الشيخ هريدى على الضفة الشرقية للنيل فى مواجهة مدينة طهطا، ويبلغ ارتفاعه 114 مترا، ويوجد في الجبل مقصورتين، الأولى للإله جحوتي، ويسمى أيضُا تحوت أو توت إله الحكمة عند الفراعنة، وهو أحد أرباب ثامون الأشمونين الكوني، يعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة، ويُصور برأس أبو منجل.. نظيره الأنثوي الإلهة ماعت ولقد كان ضريحه الأساسي في أشمون حيث كان المعبود الأساسي هناك.

اعتبر قدماء المصريين أن الإله تحوت هو الذي علمهم الكتابة والحساب، وهو يصور دائما ممسكا بالقلم ولوح يكتب عليه، وله دور أساسي في محكمة الموتى حيث يؤتى بالميت بعد البعث لإجراء عملية وزن قلبه أمام ريشة الحق ماعت. ويقوم تحوت بتسجيل نتيجة الميزان، إذا كان قلب الميت أثقل من ريشة الحق - فيكون من المخطئين العاصين - يُلقى بقلبه إلى وحش مفترس تخيلي اسمه عمعموت فيلتهمه وتكون هذه هي النهاية الأبدية للميت، أما إذا كان القلب أخف من ريشة الحق (ماعت) فمعنى ذلك أن الميت كان صالحا في الدنيا فيدخل الجنة يعيش فيها مع زوجته وأحبابه، بعد أن يستقبله أوزيريس.

وأنشئت المقصورة الأخرى للإله بتاح، ويعد بتاح هو الإله الخالق لدى المصريين القدماء الذي عاش قبل وجود جميع الأشياء الأخرى، وبإرادته، خلق العالم من خلال التفكير به؛ تصور العالم بتفكيره واتى به إلى الوجود من خلال كلمته: 'بتاح يتصور الكون بأفكار قلبه ويبث الحياة فيهم بسحر كلمته، ويلعب بتاح أيضًا دورًا في الحفاظ على بقاء العالم ودوام الحكم الملكي'.

جبل السلاموني

السلامونيالسلاموني

تتبع قرية السلاموني بلدة أخميم بمحافظة سوهاج ذات الشهرة الأثرية العالية، ورغم أن الكثير منا يعلم تاريخها، يوجد من لا يعرف أنها قرية إله الجنس عند المصريين القدماء، وستكشف السطور القادمة تاريخها وأهميتها.

وأردف الرئيس السابق للمجلس الأعلى للأثار وعالم المصريات، أن قرية السلاموني شمال شرق أخميم، وبها جبل يعرف بنفس الاسم وتضم جبانة منقورة في الصخر ترجع مقابرها إلى الدولة القديمة والعصور المتأخرة والعصرين اليوناني الروماني، وتضمنت بعض المقابر مناظر تجمع بين الفن المصري واليوناني.

وتكمن أهمية السلاموني في أعلى الجبل حيث يوجد معبد إله الجنس 'أخميم'، والذي حمل لقب 'سيد الصحراء الشرقية'، وشيد المعبد في عهد الملك 'أي' وتمثل نقوشه أهمية خاصة، لأنها تشير إلى الترميمات التي قام بها الملك في معبد 'مين' الكبير بعدما عانى من الإهمال.

وأضاف الرئيس السابق للمجلس الأعلى للأثار وعالم المصريات، أن الإهمال حدث في فترة ثورة 'أخناتون' الدينية، ويبدو أن اهتمام 'أي' بأخميم بعد توليه العرش بعد 'تون عنخ آمون' راجع لكونه من أبناء هذه المدينة.

وتشير نصوص المعبد أيضا إلى التغير السياسي والديني الذي حدث في مصر بعد وفاة 'أخناتون'، وكيف أصبح كل إنسان قادرا على القرابين لمعبوده مرة أخرى.

WhatsApp
Telegram