يعتقد الكثير من المتابعين أن الزواج هو الرابط المقدس الذي عظمه قدماء المصريين على جدرانهم وفي بردياتهم، والوصول بأسرة صالحة على لسان حكمائهم، لم يأخذ عدد من الأشكال المنحرفة وأن العلاقات الجنسية الغريبة مثل زواج الأقارب والشذوذ هي وليدة اليوم، ولكن قدماء المصريين تركوا لنا أدلة أن تلك العلاقات الغير سوية بعضها يرجع إلي عصرهم، ولذلك ستناقش السطور القادمة العلاقات الجنسية في مصر القديمة غير السوية.
زواج الأقارب
مريت آمون
لم يكن شائعا زواج الأقارب في أوساط الشعب المصري، ولكن اتخذته الأسر الحاكمة في مصر كامتياز لها للحفاظ على الدم الملكي، خاصة وأنه لابد لإضفاء الشرعية على الفرعون أن يجري في دم والدته دماء ملكية.
وكشف سليم حسن في موسوعه 'مصر القديمة'، عن واحدة من أشهر هذه الزيجات تتعلق بالأميرة ميريت آمون هي الابنة الرابعة للملك رمسيس الثاني وزوجته الملكة نفرتاري، وأصبحت هي الملكة بعد وفاة والدتها، حيث تزوجها والدها الملك رمسيس الثاني، وحملت لقب الزوجة الملكية.
وكانت مريت أمون كاهنة للربة حتحور، وتتولى إقامة الشعائر لها، وجاء اسمها ميريت آمون أي حبيبة آمون، ولها أكبر تمثال منفرد لسيدة في مصر في مدينة أخميم.
مقبرة الأخوين
مقبرة الأخوين
توجد مقبرة الأخوين في سقارة وكانت لاخوين توأمين 'نى – عنخ – خنوم' ويعني المنتمي لحياة خنوم و'خنوم – حتب' ويعني خنوم راضي.
وكانا يشتركان فى حمل لقب 'المشرف على العناية بأظافر الملك' في عصر الملك 'ني – أوسر – رع' الأسرة الخامسة دولة قديمة (حوالي 2400 سنه قبل الميلاد)، وكانا يعتبران أول 'مانيكير وباديكير' في التاريخ.
يتحدث بعض علماء الآثار أن المقبرة أول دليل ملموس على المثلية الجنسية في العالم، بسبب جدارية بجوار غرف الدفن وبها منظر ذو حميمية بين الأخوين قال عنه بعض علماء المصريات انه دليل علي وجود علاقة مثلية بين الأخوين، لأن الوجه بالوجه والأنف يلاصق الأنف وأحدهما يضع يده اليمنى فوق كتف الآخر والآخر يضع يده اليسري في يد أخيه اليمنى.
واستندوا في ذلك إلى أن الوضعية لم تحدث إلا في ثلاث مشاهد في الفن الكيميت أولها بين الزوج والزوجة ومعروف العلاقة بين الرجل والمرأة والثانية، بين الملك والإله وفيها يصعد الملك الي درجة مساوية للإله في دلالة على حب الإله له ورضاه عن الملك والثالثة كانت في هذا المشهد وهو مايدل علي خصوصىة العلاقة بين الرجلين، والتي اعتبروها علاقة مثلية.
راجل وست ستات
الهجارسة
كشف عبد الحليم نور الدين، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للآثار وعالم المصريات، وتقع الهجارسة، على بعد حوالي ٨ كم جنوب مدينة' سوهاج' على الضفة الغربية لنهر النيل، وتضم جبانة بها عدد من المقابر المنقورة فى الصخر، تؤرخ بعصري الدولة القديمة والانتقال الأول، وقد نقشت جدران بعض المقابر، في حين خلا أغلبها من أية نقوش، وقد استخدم بعضها من قبل الرهبان الأقباط.
وأكد نور الدين في كتابه مواقع الأثار المصرية، أنه تزخر هذه المقابر بمناظر الحياة اليومية والدينية التقليدية، بالإضافة إلى مناظر قتال الثيران في الحقول، وهي مناظر ليست شائعة في المقابر المصرية.
وتشهد مقبرة' مري عا' أكبر شكل لتعدد الزوجات في مصر القديمة، حيث صور صاحب المقبرة مع ست زوجات، وهو ما يعد أكبر عدد من الزوجات لشخص عادي في مصر القديمة.