لا تكون الإعاقة في الأجساد بقدر ما هي بالعقول، ففي اليوم العالمي للإعاقة، قررنا تسليط الضوء على أبطال في عالم الإعاقة ومن ذوي الاحتياجات الخاصة نجحوا في تقديم اختلافات ونبوغ بمجالات عده حتى كانوا بمثابة طاقة أمل لمن حولهم.
تحلى هؤلاء عبر الزمان بالإرادة القوية والصبر والمثابرة وصنعوا أهدافهم في حياتهم حتى نجحوا في تحقيقها عبر إراده وصعاب من فلاذ على أيديهم وحدهم تحولت المصاعب إلى نجوم تتلالا في سماء العالم تاركه أثارهم وعلومهم حتى بعد رحيلهم.
* ستيفن هوكينج
نجح العالم الشهير في مجال علم الفيزياء في تحدى إعاقته ليسابق الزمن واستطاع قهر إعاقته ليحقق مزيدا من النجاحات، بعدما أصيب بمرض عصبي في عمر الـ21 بمرض يدعى التصلب الجانبي ALS، وهو مرض مميت لا علاج له حتى الآن، ولكن وبعد ما حدث له قرر 'هوكينج' النظر للسماء واكتشاف ما بها، حتى أنه عرف بمقوله تدعى 'انظروا إلى النجوم وليس أقدامكم'.
بالرغم من إصابته كان مفعما بالحيوية في مجال الفيزياء، وأطلقوا عليه في المراحل التعليمية لقب 'أينشتاين'، نظرا لولعه لمجال مختلفة نجح في أغلبها، وبالتحدي نجح في قهر العجز وإبهار كل من حوله بمن فيهم الأطباء بمثابرته لحين تجاوزه الـ72 عاما، وهو الأمر الذي أتاح له فرصة العطاء في مجال العلوم وخاصة الفيزياء النظرية.
اليوم العالمي للإعاقة
بالرغم من مرضه ذلك غير أن عقله لم يتوقف ولو للحظات، حتى حصل على الدكتوراه بـ'علم الكون' من جامعة كامبرج، كما أنه حصل على درجة الشرف الأولى فى الفيزياء واستطاع التفوق على أقرانه في علم الفيزياء بطرق لا تصدق، كما عرف عنه إجراءه للحسابات في ذهنه، كما أنه ساعد ابنته في كتابه كتاب بشكل مبسط عن الكون طرح للأطفال في أول مرة عام 2007.
* يس الزغبي
شاب مصري فقد قدمه أثناء فترة طفولته، بعدما تعرض لحادث أدى إلى بتر أحد ساقيه، وحقق حلمه عبر سفرة بالدراجة بقدم وحده، وظهر للمرة الأولى في إحدى مؤتمرات الشباب التي تم عقدها في شرم الشيخ.
حكى 'الزغبي' أنه وبعد فقدانه لإحدى قدميه واسترداده لوعيه في المستشفي وانتباهه قال عن تلك اللحظات: 'اتفزعت شوية وبعدين عيشت وتعايشت مع إعاقتي'، وكانت تلك هي نقطة التفائل والإيجابية الأولى التي أعطاها 'الزغبي لنفسه'، حيث أنه قرر استكمال حياته بالرغم ما ألم به خلال فترة مرضه ولم ييأس عندما كان في سن الـ16 عام، وسافر على دراجته.
استطاع تحقيق حلمه في السفر بدراجته من القاهرة للعين السخنة في 7 ساعات فقط، وحقق مقولته 'مفيش حاجة مش هقدر أحققها، اللي نفسي فيه إن شاء الله هعمله'.
الكاتب والشاعر مصطفى صادق الرافعي
لقب بـ'معجزة الأدب العربي'، وكان أحد أبرز الرموز المصرية التي تحدت إعاقتها، حيث أنه وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية، بمرض قيل أنه التيفود، وجعله طريح الفراش لعدة أشهر، بينما كانت الطامة الكبرى، حين رحل التيفود وخلف أثرًا لازمه طوال حياته، إذ خرج من هذه الإصابة إلى إصابة في الأذن.
وفي الثلاثين من عمره، فقد الرافعي سمعه تمامًا، وعلى الرغم من أنه لم يكمل تعليمه بعد الإبتدائية، ومع ضعف السمع إلى فقدانه، لم يفقد شغفه باللغة العربية والقراءة والكتابة، وما زادته علته إلا إصرارًا وإرادة لتحقيق ما يتمنى.
وبالفعل أكمل الرافعي تعليمه على يد والده، الذي كان قاضيًا، وقرأ المؤلفات، إلى أن كتب الشعر والنثر، وأصبحت كتاباته خالدة في تاريخ الأدب المصري والعربي.
الفرنسي فيليب كروازون
عندما كان في عمر الـ43 وبعدما أنجب طفليه وكان مستقرا في حياته وعمله، أصيب بصعق كهربائي قوي أدى إلى التسبب في بتر ذراعيه وساقيه، وفي البداية أصيب بالإحباط والاكتتئاب، وسرعان ما استعاد وعيه، وأدرك أن لديه ما سيجعله ناجحا.
أثناء فترة نقاهته بالمستشفي شاهد فيلما، كان هو السبب في تغيير حالته النفسية، بل و مجرى حياته وكان الفيلم يحكي عن قصة حياة أشهر سباح في العالم ليتخذ قراره في أعقاب ذلك ويستكمل مسيرته بالسباحة ويكون هدفه هو الوصول للعالمية.
بدأ رحلته بتحدب إعاقته، كما خضع لتدريبات قاسية، استطاع أن يقطع مسافة 20 كيلو مترًا بالمحيط الهادى، ووسط منطقة الصيد في غينيا، كما تخطى الرقم وسبح لمسافة 25 كيلو مترا، بين خليج العقبة فى مصر إلى الأردن.
* إبراهيم حمدتو
صنف كبطل العالم فى تنس الطاولة عبر اللعب بالفم، وهو بطل مصري من ذوى الاحتياجات الخاصة بزغ اسمه في الأونة الأخيرة وهو رجل في العقد الخامس من عمره فقد يديه واستطاع دخول موسوعة جينيس، كونه أول رياضي يمارس تنس الطاولة بلا يدين في العالم.
اليوم العالمي للإعاقة
استطاع حمدتو التغلب على إعاقته لتحقيق حلمه الرياضي، فلم يوقفه بتر يديه، حتى استخدم فمه بالإمساك بالمضرب وصار متمكنا، وفاز بعدة مسابقات سواء الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة أو الأصحاء، كما أنه استطاع تحقيق المركز الثاني ببطولة أفريقيا لتنس الطاولة، رغم أن منافسيه كانوا أصحاء.