عشقت العمل التطوعي وحققت فيه نجاحا كبيرا حتى أنها تكرمت في عدد من الفعاليات والمبادرات الإنسانية وكان لها شأن كبير، وظل حلم إطلاق مبادرة إنسانية لإسعاد كل عروس غير قادرة في ليلة العمر يراودها لسنوات حتى أصبح الحلم حقيقة ملموسة على أرض الواقع.
تخرجت شيماء عبده صاحبة مؤسسة مبادرة "حكاية فرح"، من كلية الدراسات الإنسانية قسم علم الاجتماع بجامعة الأزهر، ولم تكن شيماء كمثيلاتها من الفتيات، كانت صاحبة طموح جامح، حيث أرادت من خلال مسيرتها في العمل التطوعي أن تترك أثر جميل في نفوس الجميع خاصة الغير قادرين منهم، فكانت تحلم بفكرة مبادرة إنسانية مختلفة ومميزة، وبالفعل تحقق الحلم بالعزيمة والإصرار حتى جاءت 'حكاية فرح' تعلن عن ميلاد الفرح والسعادة لكل عروس غير قادرة.
بدأت الفكرة عندما كانت شيماء عبده في أحد معارض فرز الملابس بالدويقة ثم وقع بين يدها فستان زفاف قديم، من هنا خطر إلى ذهنها فكرة إنشاء 'اتيليه' يقوم بعرض فساتين الزفاف المستعملة لغير القادرين.
بدأت الفكرة تدور في ذهنها ولكن كان هناك صعوبة في التنفيذ في بداية الأمر بسبب ضعف الإمكانيات المادية، حتى وجدت ضالتها بفكرة تستطيع من خلالها توفير فساتين الزفاف لكل عروس غير قادرة، وتقول شيماء عبده في حديثها لأهل مصر 'عملت ايفنت على الفيس بوك اسمه هتتجوزيه يعني هتتجوزيه يا فوزية، بدعو فيه كل بنت عندها فستان زفاف مش محتاجه تتبرع بيه حتى يتم توفيره لعروس غير قادرة على شراء فستان لزفافها، وبالفعل نجحت وناس كتير تبرعت لي بالفساتين بتاعتها'.
لم تقتصر التبرعات المقدمة لشيماء _بعد الايفنت الذي دشنته على فيس بوك_، على فساتين الزفاف فقط، بل تواصل معها أكثر من 'ميك اب ارتيست' تعرض عليها المشاركة في تزين كل عروس غير قادرة وكذلك المصورين لتوثيق كل لحظة في ليلة العمر.
بعد نجاح الفكرة قررت شيماء المضي قدما نحو تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحمل أسم 'حكاية فرح' وهنا كانت بداية إنطلاق المبادرة التي حققت نجاح ساحق في وقت قياسي واستطاعت إدخال الفرحة على أكثر من
700 عروس .
وتم تخصيص مقر خاص للمبادرة بحلون والذي يوجد فيه كل ما تحتاجة أي عروس في ليلة العمر بداية من الفستان وادوات الزينة وكل انواع وأشكال الحلي، ومؤخرا أصبحت توفر المبادرة قاعات كبرى لإقامة الزفاف لغير القادرين أيضا.
أما عن أخر عروس قامت المبادرة بتجهيزها من الألف للياء قالت شيماء 'العروس كانت عندها ٤٠ سنة وقررت عدم الزواج لمساعدة والديها العجزة حتى توفي الأب والأم وقررت الابنة الزواج ولكن كانت لها ظروف خاصة'
كان أقصى طموح الفتاة الاربعينية بحسب رواية شيماء أن ترتدي فستان زفاف ابيض مثل كل عروس، وبالفعل بدأت المبادرة في التجهيزات الكاملة لفرحة العروس.
وأضافت شيماء في حديثها' العروس كلمتني قبل الفرح وقالت لي أنه نفسها في فرح فيه ناس كتير وهي ليس لها أقارب وأصدقاء مقربين'.
بعد مكالمة العروس فكرت شيماء في نشر بوست على احد الجروبات الشهيرة على فيس بوك تدعو فيه الجميع لحضور حفل الزفاف، وبعد نشر البوست السابق ذكره أنهالت عليه الكثير من التعليقات التي تطلب من شيماء معرفة كل التفاصيل عن هذا الزفاف وذلك لتقديم المساعد، وتقول شيماء 'في ناس كتير كلمتنا عشان تساعد وتشارك في الزفاف حتى أن في أصحاب سيارات عرضوا علينا المشاركة في زفة العروس وكذلك أيضا المصورين'.
جاء يوم الزفاف وتم تجهيز العروس في كل شئ وذهبت إلي القاعة التي وفرتها لها المبادرة وكانت المفاجأة بوجود أكثر من 200 شخص في القاعة جاءوا لإسعاد العروس.