ذخرت الحلقة الثالثة من مسلسل 'رسالة الإمام'، بالعديد من الأحداث الهامة، والتي كان أبرزها وصول الإمام الشافعي إلى أرض مصر، وكان أول ما فعله عندما وطأت قدميه أرضها، هو زيارة قبر الإمام 'الليث بن سعد'، وهناك دار حوار بينه وبين صديق له، تحدثا فيه عن تراث الإمام الليث وكيف لم يتم جمع أي شئ منه.
وظل يبحث الإمام الشافعي طوال الحلقة عن تراث الإمام الليث بن سعد، حتى أنه طلب مقابلة جميع تلاميذه ولامهم على عدم جمع أي من تراثه بعد وفاته.
وبعد أحداث الحلقة الثالثة من مسلسل 'رسالة الإمام'، تصدر الإمام الليث بن سعد محرك البحث الأكثر شهر 'جوجل'، في الساعات القليلة الماضية، وتساءل الكثير من الأشخاص عنه وعن نشأته وحياته.
وخلال السطور التالية يوضح 'أهل مصر'، حياة الليث بن سعد في سطور، الذي حاول الإمام الشافعي جمع تراثه في 'رسالة الإمام'.
حياة الإمام الليث بن سعد
اسمه أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن بن عقبة الفهمي القلقشندي، وصاحب أحد المذاهب الإسلامية المندثرة.
ولد عام 94 من الهجرة، و713 ميلاديًا في قرية قلقشندة في محافظة القليوبية بمصر، من أسرة أصلها فارسي من أصبهان.
كان الليث فقيه مصر، وكان والي مصر وقتها يعود إليه في كل شئ ليأخذ رأيه فيه.
تلقى العلم على يد يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة، وعطاء بن أبي رباح وابن شهاب الزهري وسعيد المقبري وابن أبي مليكة وأبو الزبير المكي وعقيل ويحيى بن سعيد، وتنقل من مكان لمكان لطلب العلم.
كان رجلًا ثريًا ويمتلك أراضيا كثيرة، وتميز بالكرم والسخاء، وكان يتولى الإنفاق على العلماء من أجل أن يتفرغوا لنشر العلم.
وعند وصول الإمام الشافعي إلى مصر قال عن الإمام الليث: 'الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به'.
وتتلمذ على يد الإمام الليث عدد كبير من الفقهاء، من بينهم شعيب بن الليث، وأحمد بن يونس، وعبد الله بن الحكم، ومنصور بن سلمة.
توفي الإمام الليث بن سعد في النصف من شهر شعبان عام 175 هجريًا، وكان ذلك يوم الجمعة.
وقال خالد بن عبد السلام الصدفي عن جنازته المهيبة: 'ما رأيت جنازة قط أعظم منها، رأيت الناس كلهم عليهم الحزن، وهم يعزي بعضهم بعضا، ويبكون، فقلت: يا أبت! كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة. فقال: يا بني! لا ترى مثله أبدا'.