روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال: 'ماء زمزم لما شُرب له'، وهذا يعني أن القصد يتحقق بنية ودعاء الشارب بإذن الله، وورد عن النبي أيضًا أنه قال: 'خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم'، رواه الطبرانى.
وقدمت الرئاسة العام لشئون الحرمين معلومات هامة عن بئر زمزم، وقالت إن بئر زمزم تقع شرق الكعبة المشرفة بصحن المطاف محاذية للملتزم، كما أنها بئر قديمة ترجع إلى زمن سيدنا إسماعيل عليه السلام، عندما ترك سيدنا إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر وابنها إسمعيل في واد لا زرع فيه ولا ماء، وقالت له: آ الله أمرك بهذا'، قال لها: 'نعم'، قالت: 'إذن لا يضيعنا'، وآنست بالله في الظلماء، حتى نفد الماء منها، والطفل يلتوي بين يديها، فهرولت تسعى بين الصفا والمروة، وإذا بجبريل عليه السلام يحمل الأمن لها، ويبحث بعقبه في الأرض ، فينبثق الماء ، فجعلت تحوِّضه ، وتغرف منه في سقائها ، وهو يفور بعدما تغرف .
فضائل ماء زمزم
يعتبر ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض، وقال ابن عباس رضى الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام الطعم ، وشفاء السقم'، رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه .
كما أن ماء زمزم نبع في أقدس بقعة على وجه الأرض، عند بيت الله الحرام، وقد اختار الله هذا المكان من أجل أن يكون سقيًا لحجاج بيت الله الحرام.
ماء زمزم طعام طُعم، قال الإمام القرطبي: 'أرسل الله الملك فبحث عن الماء ، وأقامه مقام الغذاء'، وفي حديث لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عندما جاء إلى مكة وبقى في الحرم ثلاثين يومًا، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: 'متى كنت هنا ؟ قال: قلت : قد كنت ههنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم ، قال : فمن كان يطعمك ؟ قال : قلت : ما كان لي طعام إلا ماء زمزم ، فسمنت حتى تكسرت عُكَنُ بطني ، وما أجد على كبدي سخفة جوع ، قال - صلى الله عليه وسلم -: إنها مباركة ، إنها طعام طعم'، رواه مسلم، وقال ابن القيم في كتابه زاد المعاد: 'وشاهدت من يتغذى به- ماء زمزم – الأيام ذوات العدد ، قريبًا من نصف الشهر وأكثر ، ولا يجد جوعًا ، ويطوف مع الناس كأحدهم ، وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يومًا'.
ماء زمزم لما شُرب له، ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: 'سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ' ماء زمزم لما شُرب له '.
صفة بئر زمزم
عام 1399 هجرية عندما تم تنظيف بئر زمزم بواسطة بعض الغواصين بأمر من الملك خالد بن عبد العزيز، كتب المهندس يحيى كوشك كتاب مميز عن زمزم، دون فيه ما شاهده داخل البئر، وقال: 'تبين بالمشاهدة أن هناك مصدرين أساسيين فقط ، أحدهما تجاه الكعبة، والآخر تجاه أجياد ، أما المصدر الثالث الذي قالت الروايات التاريخية أنه في جهة جبل أبي قبيس والصفا ، فقد وجدت بدلا منه تلك الفتحات الصغيرة بين أحجار البناء وعددها 12 فتحة'.
وذكر ابن جبير في رحلته إلى مكة المكرمة قائلًا: 'وتنور البئر المباركة في وسطها مائل عن الوسط إلى جهة الجدار الذي يقابل البيت الكريم'.
ويتوافق هذا مع ما قاله المهندس كوشك: 'إن إن جدار البئر من الداخل محكم التلييس بعمق (14.80م) من فوهة البئر ، وتحت هذا العمق يوجد فتحتان لتغذية البئر، أحدهما متجهة إلى جهة الكعبة المشرفة ، والثانية إلى أجياد ، ثم يــأتي جــزء منقور في الجبل بعمق (17.20سم)'.
مضيفًا: 'هذه الفروق في القياس قليلة جدًّا ، وذلك يعود إلى أن البئر الآن تحت سطح المطاف ، بينما في السابق كانت فوق سطح أرض المطاف وعليه كان القياس.'.