'الحياة غالية ونحن لا نقدر قيمتها.. ليصل بنا الحال إلى أن نلقي بأنفسنا إلى التهلكة.. إنه الاستهتار وعدم الوعى، أليس هناك قرار بإغلاق الشواطىء؟، ألم يكن هذا القرار في مصلحة المواطن؟'، بتلك العبارات وبهذه الأسئلة بدأ محمد مؤمن منير حديثه لـ'أهل مصر' حول كواليس إنقاذ أحد الأطفال من الغرق.
محمد مؤمن الذى يبلغ من العمر عشرون عاما، والطالب بالفرقة الثالثة بكلية التربية الرياضية ببورسعيد، يقول: 'تانه تقدمت لاختبارات العوم مع الكابتن إسلام حمص المتخصص فى لعبة الإنقاذ واجتزت الاختبار بنجاح وحصلت على شهادة معتمدة للإنقاذ، وبالفعل تقدمت بأوراقى للتعاقد مع محافظة بورسعيد كأحد أفراد الإنقاذ على شواطئ المحافظة.
المرور اليومى على الشاطىء لمتابعة ما يحدث
ويكشف محمد كواليس إنقاذه للطفل أحمد حسان الذى يبلغ من العمر 15 عاما من دار السلام بالقاهرة، حيث قال: 'فى نهاية اليوم وفى حوالى الساعة السابعة مساء كنت أسير على شاطئ بورسعيد، وكان معى طارق عثمان مدير الشاطىء وكنا تتأهب للخروج بعد التأكد من خلوه من المواطنين، ولكن فى نطاق حى العرب وبالقرب من الكازينو العائم فجأة لمح مدير الشاطىء شخص يلوح بيده، وكان الموج يلعب به ووجدت نفسى أرتمى 'بحالي ومالي' بملابسى والنقود التي كانت فيها فى البحر وأعوم بسرعة حتى أستطيع الوصول إلى تلك الروح لإنقاذها، وبفضل الله سبحانه وتعالى كانت أنفاسى تسبقنى بسرعة مذهلة أسرع من البرق وصلت إليه لاختطافه من الغرق، والظلام حولنا لم أسمع سوى أصواتا لأنفاسى وأنفاسه وصوت المياه التي ترتطم بنا سويا، حمدت ربى أننى أسمع أنفاسه للتأكد من بقائه على قيد الحياة'.
وأضاف محمد: 'رجعت به مسافة 60 مترا لم اشعر بها لأنني لم أفكر فى شىء سوى أن أقوم بإنقاذ من يستنجد بنا، وبالفعل استطعت انتشاله من المياه وخرجت به على رمال الشاطئ، و قمت بعمل الإسعافات الأولية له والحمد لله لم يشرب مياه كثيرة، وقام طارق عثمان بتعنيف الطفل حتى لا يكرر ذلك مرة أخرى.
محمد مؤمن احد فريق الانقاذ الذى انقذ طفلا من الغرق على شاطىء بورسعيد
وتابع: 'تعودت على القيام بهذا العمل ولم تكن المرة الأولى لى فى إنقاذ شخص، بل فى العام الماضى قمت بإنقاذ أكثر من شخص من الغرق، والجائزة المالية التى قررها اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد لي لم تكن قيمتها المادية ذو أثر عندى بمقدار قيمتها المعنوية، فنحن كفريق إنقاذ نقدم عملا إنسانيا وليست وظيفة نسعى للحصول منها على أموال، ولكن تكفي سعادتي عندما أضع رأسي على 'الوسادة ' لأنام وأرى أحلاما جميلة أتمنى أن تكون من نصيبى، بل يكفينى راحة بالى وضميري فأنا ليس لديّ إخوة من 'الصبيان' فأنا وحيد والدى و والدتى ولى أخت فى المرحلة الثانوية وأضع فى ذاكرتي أن كل من أقوم بإنقاذه كأنه أخ لى وأشعر بالسعادة، وأتمنى أن أقدم الكثير فى ذلك العمل ومع فريق الانقاذ على شواطىء بورسعيد.
السعادة فى تقديم الخير و الخير هو انقاذ مواطن من الغرق
ويختتم محمد حديثه قائلا: 'علمتني والدتي أن أقدم الخير بدون مقابل وعلمني والدي أن أسعى إلى الخير دائما حتى ولو كلفني حياتي، ومهمتي على شاطىء بورسعيد هى تقديم الخير والسعي إليه 'بانقاذ' أي شخص من الغرق'.
وناشد محمد المواطنين بضرورة الالتزام بجميع الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الدولة من أجل الحفاظ على حياتهم وأرواحهم وأرواح أبنائهم، قائلا: 'البحر مقفول بتروحوا ترموا نفسكم فيه ليه؟'، العمر غالى ..التزموا يرحمكم الله و يرحمنا.