اعلان

فتيات قرى بني سويف يقعن ضحايا ظاهرة "الكشكول" لزواج القاصرات خوفًا من العنوسة.. وتسعيرة المأذون تصل لـ4 آلاف جنيه

"إهناسيا والفشن والواسطى" ببني سويف تتحول إلى بؤرة لزواج القاصرات
"إهناسيا والفشن والواسطى" ببني سويف تتحول إلى بؤرة لزواج القاصرات

تشهد مراكز إهناسيا والفشن والواسطي ومركز بني سويف، الآلاف من حالات زواج القاصرات بين الفتيات بداخل محافظة بني سويف، لمن دون الـ 18 عامًا، عن طريق الباب الخلفي لما يسمى بزواج 'الكشكول'، حيث يوافق الآباء والأمهات على تزويج بناتهن فى سن الطفولة بعد إجبارهن على ذلك خوفًا من العنوسة والعادات والتقاليد.

حيث تشهد العديد من القرى والمراكز المختلفة ببني سويف، زواج الكشكول، المسمى بالباب الخلفي لسماسرة زواج القاصرات من المأذونين في قرى الفشن والواسطي وإهناسيا، مع وجود تسعيرة المأذون والتي تتراوح ما بين ألفين إلى 4 آلاف جنيه لزواج القاصرات، حيث يُدوّن المأذون البيانات فى كشكول حتى بلوغ السن القانونية.

وتقول 'فاتن. أ'، بمركز ومدينة إهناسيا، إنها إحدى ضحايا زواج القاصرات، نظرًا لوفاة زوجها قبل توثيق العقد وأنجبت طفلًا، وهي في الـ17 عامًا، ولم تستطع استخراج شهادة ميلاده، مما نتج عنه إهدار حقوقها وحقوق نجلها، نظرًا لعدم وجود ما يثبت زواجها.

وتُضيف 'فاتن'، أن المأذون دون بيانات زواجها في 'كشكول'، وعمل إجراء مراسم العقد بالمسجد لإشهار الزواج مقابل آلاف الجنيهات، ويقوم والد العروس بأخذ توقيع الزوج على إيصال أمانة غير محدد القيمة، لضمان عدم طلاقها قبل استخراج القسيمة الموثقة كما يوقّع الأب والزوج أيضًا على 'شيك' أو إيصال يحتفظ به المأذون كتعهّد بعدم تقدمهما ببلاغ ضده للمطالبة بعقد زواج موثق.

وتروي 'سمر. ش'، إحدى ضحايا زواج القاصرات، بمركز الفشن، أنها تزوجت فى سن الـ 16 من عمرها، من ابن عمها وعمره 22 عامًا رغم معارضتها وإصرارها على الاستمرار في الدراسة، لكن أسرتها ترى في زواج البنت صغيرة سترة لها، مشيرة إلى أنه نتيجة لعدم بلوغها السن القانونية الـ 18 عامًا للزواج، قام مأذون القرية بعقد الزواج بالمسجد، وسجل البيانات في 'كشكول' مقابل 3 آلاف جنيه دفعها العريس وأعطاهم صورة من قسيمة زواج غير موثقة في المحكمة، انتظارًا لبلوغها السن القانونية، ليجرى مراسم عقد مرة أخرى.

زواج القاصرات ببني سويفليلى أبو عقل، مقرر مناوب فرع المجلس القومي للمرأة

في هذا الصدد، قالت ليلى أبو عقل، مقرر مناوب فرع المجلس القومي للمرأة ببني سويف، إن مراكز إهناسيا والفشن والواسطي ومركز بني سويف أكثر المراكز لزواج القاصرات لمن لا يتعدى عمرهن الـ 18 عامًا على الترتيب بين كافة المراكز والمدن المختلفة بداخل المحافظة.

وأوضحت أبو عقل، أن هذة المراكز الأربعة على الترتيب هي أعلى المراكز في قضايا الخلع، نظرًا لوجود زواج القاصرات بين أبناء المراكز لمن لا يتعدى عمرهن الـ 18 عامًا، وذلك لحدوث العديد من المشاكل الزوجية في سن مبكرة دون وجود العديد من عوامل التوافق والنجاح في المقومات الشخصية والزوجية للزوجين في السن المبكر.

وأضافت مقرر مناوب فرع المجلس القومي للمرأة، أن المدن والبندر في المراكز تشهد انعدامًا تامًا لحالات زواج القاصرات، نتيجة لارتفاع حالة الوعي والثقافة والفهم والإدراك بين أولياء الأمور والأسر التي تعيش بداخل المدن، مما ينتج عنها الابتعاد عن كل حالات زواج القاصرات، وما بها من المزيد من الأضرار والآثار السلبية والصحية على الفتيات.

وأشارت إلى أنه يتم التعرف على نسب ومعدلات حالات زواج القاصرات بين الفتيات بداخل محافظة بني سويف، عن طريق عقود التصادق التى تتم خلالها توثيق عقود الزواج وإدخالها في الطريق القانوني للزواج وما به من حقوق وواجبات للزوجة والعمل على جعل هذه العلاقة الزوجية في إطار قانوني كامل، مضيفة أنه يمكن إثبات النسب بإقامة دعوى قضائية والاستعانة بالشهود، وفي حالة عدم اعتراف الزوج بالنسب تنظر الدعاوى المقدمة، والتي تعتمد على تحليل الحمض النووي وغيره من الإجراءات.

وتابعت أن إجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد التي شهدتها كافة أنحاء الجمهورية، جعلت من الصعب الوقوف على معدلات زواج القاصرات بين الفتيات بداخل محافظة بني سويف، خلال النصف السنوي الأخير لعام 2019، وأوائل عام 2020، بسبب إغلاق المحاكم منذ شهر مارس الماضي الذي يظهر من خلاله كافة إحصائيات ونسب زواج القاصرات بداخل المحافظة.

وأكدت أنه في خلال الأعوام الماضية شهدت محافظة بني سويف، نسب الحالات المتقدمة للمحكمة لتوثيق الزواج لإتمام الزوجات ثمانية عشر عامًا بلغت 2252 حالة على مستوى المحافظة خلال الثلاثة أشهر من أعوام 2017 و2018، وخلا بندر بني سويف من الحالات، حيث شملت الإحصائية 120 حالة في شهر يناير 2017 في مركز سمسطا، و34 بناصر، و102 ببا، و157 بإهناسيا، و197 بالواسطي، و59 بالفشن، و26 بمركز بني سويف، وفي شهر فبراير، بلغت سمسطا 34 حالة، و30 بمركز ناصر، و82 بمركز ببا، و125 بمركز إهناسيا، و138 بمركز الواسطي، و62 بمركز الفشن، و23 مركز بنى سويف، وأما شهر مارس فشهد مركز سمسطا 29 حالة، وناصر 11 حالة، وببا 117 حالة، وإهناسيا 11 حالة، والواسطى 135 حالة، والفشن 57 حالة، ومركز بني سويف 27 حالة.

زواج القاصرات ببني سويفعائشة عبد الرحيم، مدير إدارة مناهضة العنف

وقالت عائشة عبد الرحيم، مدير إدارة مناهضة العنف بمديرية التربية والتعليم ببنى سويف، إنه تم إقامة العديد من الندوات والمحاضرات التوعوية تحت عنوان 'أضرار ومخاطر الزواج المبكر للقاصرات من الفتيات دون سن الـ 18 عامًا'.

وأضافت 'عبد الرحيم'، أن هذه اللقاءات من ضمن مبادرة 'بنتي نور عيني' التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم، مؤكدة علي العمل للوصول لأهداف المبادرة، وهي التوعية الصحية والثقافية، والحد من ظاهرة الزواج المبكر للقاصرات من الفتيات، بالإضافة إلى أهمية نشر الوعي الصحي بين طالبات المدارس والتعرف على مخاطر الزواج المبكر علي الأم والطفل والسن المناسب للزواج والإنجاب، حيث تم عرض السن المناسب للإنجاب ما بين 20 إلى 35 سنة، حتى تكون الأعضاء التناسلية اكتملت، ولديها القدرة على اختيار شريك الحياة وقادرة على تحمل مسؤولية المنزل ورعاية وتربية الأبناء.

وأشارت مدير إدارة مناهضة العنف بمديرية التربية والتعليم، إلى أن من أهم المشكلات التي تترتب علي الزواج المبكر الحمل المبكر الذي يتسبب في الإجهاض المتكرر أو موت الجنين داخل الرحم وولادة أطفال مبتسرين وأيضًا إصابة الأم بالأنيميا وتشوه عظام الحوض، مؤكدة أن الزواج المبكر يتسبب في مشكلات اجتماعية نتيجة عدم خبرة الفتاة في تربية الأطفال وعدم قدرتها على تلبية متطلبات الأسرة والزوج، مما يتسبب في انتشار الطلاق وزيادة نسبة المرأة المعيلة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزة ولبنان وسوريا.. نص كلمة السيسي في افتتاحية قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي